رغم مرور41 عاما علي حرب أكتوبر المجيدة, والتي استطاع فيها الجندي المصري أن يعيد كرامة الأمة العربية كلها, ويقضي علي أسطورة الجندي الاسرائيلي الذي لا يهزم إلي الأبد.. ورغم البطرلات الخارقة التي تحققت في هذه الحرب علي يد جنودنا البواسل, حيث اعترفت اسرائيل نفسها بأن خسائرها في هذه الحرب تخطت خسائر أمريكا في حربها مع فيتنام والتي استمرت لمدة7 سنوات.. الا أن السينما المصرية مازالت تقف عاجزة عن انتاج أعمال قوية تناسب هذا الانتصار العظيم الذي تحقق بالفعل, ومازال يدرس في اكبر الكليات العسكرية في أمريكا وأوروبا. فمتي تتحرك السينما المصرية وتقدم بطولات حرب أكتوبر, حتي تعرف الأجيال الجديدة ما فعله جنودنا البواسل الذين قدموا الغالي والنفيس إلي جانب أرواحهم الطاهرة من أجل تحرير تراب هذا الوطن, واستعادة كرامة وهيبة الأمة العربية!!! الضربة الجوية يري المخرج علي عبدالخالق أحد القلائل الذين قدموا أعمالا مرتبطة بالحرب ومنها أغنية علي الممر, وإعدام ميت أن حالة السينما المصرية أصبحت سيئة للغاية.. ففي السينما العالمية كلها, كلما كبر الفنان كلما ازدادت قيمته الفنية والمادية, أما في مصر فيحدث العكس تماما.. ولذلك فنحن نفتقد إلي تواصل الأجيال.. وفي رأيي أن الفنان مادام أنه قادر علي العطاء والتميز فلابد أن يعمل وأن نقدره.. وبصراحة شديدة ما نسمع عنه هذه الأيام من أرقام انتاجية وأجور يمثل جنونا في عالم السينما المصرية. أما عن أسباب عزم انتاج فيلم الضربة الجوية حتي الآن رغم الحديث عنه منذ سنوات طويلة, قال عبدالخالق إن المشروع مازال معطلا لأسباب انتاجية وغيرها, مشيرا إلي انه بدأ الاعداد لهذا الفيلم منذ سنوات وجلس مع اللواء اسماعيل عتمان مدير إدارة الشئون المعنوية وتحدث معه عن تفاصيل الفكرة التي ترتبط بأول ضربة جوية في حرب أكتوبر.. وطلب عتمان ترشيح أكثر من مخرج, وكل مخرج يرشح اسم سيناريست معينا, ويتم اختيار صاحب أكبر تصويت ليسند اليه كتابة العمل.. ورغم ذلك ظل الفيلم حبيس الأدراج حتي الآن لأنه مرتبط بفترة الرئيس السابق حسني مبارك.. ولكننا مهما فعلنا لا نستطيع أن نتجاهل التاريخ حتي لو اختلفتا مع الأشخاص. وعن رأيه كسينمائي في مشروع قناة السويس الجديدة قال المخرج علي عبدالخالق انه أهم مشروع سينمائي الآن.. مشيرا إلي أن السيناريست محمد جلال عبدالقوي بدأ يفكر في كتابة مسلسل أو فيلم سينمائي فكرته مستوحاة من رفاة الجندي المصري الذي تم العثور عليه أثناء حفر القناة الجديدة.. موضحا أن أجدادنا حفروا قناة السويس القديمة, والأحفاد يعيدون الآن نفس الانجاز ويكتبون التاريخ. صناعة العقول من جانبه يقول الفنان عزت العلايلي أخشي أن يتوه انتصار أكتوبر في زحمة التاريخ, وتعيش الأجيال القادمة بلا تاريخ.. وعلي الدولة أن تتحرك سريعا لانجاز أعمال سينمائية ضخمة تؤرخ وتوثق لانتصار أكتوبر العظيم.. مشيرا إلي أن أمكريكا تنفق حوالي4 مليارات دولار سنويا لصناعة أفلام حربية, كما أن جميع دول العالم تدعم صتاعة السينما بأشكال كثيرة لأنها تهتم بصناعة العقول, وبالتالي فهي أهم من صناعة الحديد والصلب وغيرها من الصناعات, حيث إن السينما من أهم الأدوات الثقافية التي تشكل فكر ووجدان المجتمعات. وأضاف العلايلي أطالب البنوك ومؤسسات الدولة بأن تسهم مع الفنانين والسينمائيين الجادين في تمويل انتاج هذه النوعية من الأفلام الجادة, لأنها تمثل حماية حقيقية للأمن القومي والفكري.. وفال إن السينما المصرية لم تقدم حتي الآن شيئا مهما عن حرب أكتوبر المجيدة.. موضحا أن الرئيس السيسي في لقائه بالفنانين والمثقفين كان مهتما أن يستمع لمشاكل السينما والفنون لأنه يعرف قيمة هذا الفن بالنسبة للشعوب المتحضرة.. وبالتالي لابد أن تتغير نظرة الدولة للفن.. وأكبر دليل علي أهمية الفن في أي مجتمع هو الارتباط الوثيق بين ثورة25 وكل أشكال الفنون, وما فعلته هذه الثورة لانصاف الفن والثقافة.