اعترف المخرج علي عبدالخالق بشعورة بالملل نتيجة ما يثار كل عام فيما يخص حرب أكتوبر والأفلام السينمائية التي قدمت عنها، مشيراً إلي اعتذاره عن المشاركة في البرامج التي تتعرض لهذا الموضوع في السنوات الأخيرة. ورفض «عبدالخالق» السخرية من الأفلام التي تم إنتاجها عن حرب أكتوبر، ونبرة التهكم حول ضعفها الفني، نظراً لإنتاج هذه الأفلام بشكل متسرع وبدون تحضير جيد مع عنصر المفاجأة الذي اتبعه الجيش المصري في استراتيجية الحرب، وهو الأمر الذي انعكس علي السينمائيين ليحتفوا بهذا النصر، وبعد مرور الوقت لم نجد دعماً من القيادات السياسية لتجسيد الصورة الحقيقية لبطولتنا من خلال الشاشة، متمنياً أن تدرك القيادة السياسية الجديدة بعد ثورة 30 يونية أهمية السينما في توثيق تاريخ مصر، مطالباً الجيش المصري بقيادته الحالية تقديم التسهيلات المطلوبة لدعم السينمائيين في تقديم مشاريع لإحياء الروح الوطنية لدي الأجيال القادمة. وأشار «عبدالخالق» خلال الندوة الرئيسية لمهرجان الإسكندرية السينمائي «حرب أكتوبر والسينما» التي أدارها السيناريست مجدي صابر، إلي أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كان أكثر الرؤساء إيماناً بدور الفن ودعما له، وأنشئ في عصره معهد الفنون المسرحية والمعهد العالي للسينما وغيرها، والقيادة السياسية في عصر مبارك لم تدرك جيداً أهمية السينما وتأثيرها علي المواطن والشعوب، لدعم عدد من المشاريع تجسد البطولات الحقيقية للجيش المصري. أوضح «عبدالخالق» أن السينما أقوي من الإعلام في الوصول للجمهور والتأثير فيهم، واستشهد بالجيش الأمريكي الذي قدم دعماً ضخماً جداً للسينما لمجرد تصوير الجيش الأمريكي علي أنه جيش لا يقهر، في الوقت الذي هزموا فيه بفيتنام والصومال، وذلك لإدراكهم بأهمية السينما وتأثيرها في الشعوب. وأشار «عبدالخالق» إلي أن أي منتج لن يستطيع تحمل إنتاج فيلم حول انتصارات أكتوبر، خاصة أن هناك أفلاماً قد تحتاج إلي عامين من التصوير، وبالتالي دعم الدولة هو الحل الوحيد للخروج من هذا التقصير غير المبرر اتجاه انتصار عظيم حققه الجيش المصري. فيما أكدت المخرجة الكبيرة إنعام محمد علي، أن الفيلم الروائي «حكاية الغريب» الذي قدمته عام 1991 يعد أكثر الأفلام اقتراباً من أحداث حرب أكتوبر، وأحوال مصر عقب أحداث نكسة 1967، والمقاومة الشعبية خلال تلك الأحداث، نظراً لواقعيته التي كتابها جمال الغيطاني.