مبروك لقطر فوزها بتنظيم نهائيات كأس العالم لعام2022 اثنا عشر عاما تفصلنا عن الحدث الكبير, وهي فترة طويلة جدا. لا أحد يستطيع أن يتنبأ بشكل الشرق الأوسط بعد اثني عشر عاما, وما إذا كان سيستمر علي حاله الراهنة من التوتر المحكوم, أم أنه سيتجاوز ذلك لينهي فترة الانتظار الطويلة التي قضاها معلقا بين السلم والحرب, والتقدم والتخلف, والثراء والفقر, والديمقراطية والاستبداد. خلال الاثني عشر عاما الماضية انهارت عملية سلام الشرق الأوسط, وانفجرت الانتفاضة الفلسطينية, وأعادت إسرائيل احتلال المناطق التي كانت قد انسحبت منها بمقتضي اتفاق أوسلو, وحاصرت الرئيس عرفات حتي وفاته, وانقسم الفلسطينيون علي أنفسهم بين الضفة وغزة وفتح وحماس, وشنت إسرائيل حربين كبيرتين علي غزة ثم لبنان, ودمرت منشأة سورية يشتبه في صلتها ببرنامج سوري للتسلح النووي. خلال الإثني عشر عاما الماضية وقعت هجمات الحادي عشر من سبتمبر, واحتلت الولاياتالمتحدة كلا من أفغانستان والعراق فدخلت في مأزق, ودخل الشرق الأوسط كله معها. قد يواصل الشرق الأوسط نفس النمط فيخرج من صراع ليدخل في آخر, محاولا طوال الوقت السيطرة علي صراعاته ومنعها من الانتشار وحرق المنطقة برمتها. وقد تفلت صراعات المنطقة من يد القائمين علي أمورها فتشتعل براميل البارود الكثيرة التي يرقد فوقها الشرق الأوسط, وتنفجر الحروب الكبري التي طالما نجحنا في تجنبها أو تأجيلها. قد يواصل السوريون والإسرائيليون الالتزام بقواعد اللعبة الراهنة التي تسمح لهما بالحرب علي أرض الغير اللبناني أو الفلسطيني في حروب صغيرة قصيرة, وقد تنشب حرب إسرائيلية-سورية كبيرة, نتيجة لقرار سوري بإنهاء حالة اللاسلم واللاحرب التي تضمن لإسرائيل مواصلة احتلال أراضي السوريين بينما هم منشغلون بألعابهم الصغيرة في لبنان وغزة, أو أن واحدة من الحروب الصغيرة التي يشنها السوريون بالوكالة ستفلت من يدهم لتتحول إلي حرب كبيرة مع إسرائيل. السؤال الأهم الذي ينتظر الشرق الأوسط إجابة له في الاثني عشر عاما المقبلة هو السؤال المتعلق بمصير برنامج إيران النووي ومشروعها للهيمنة علي المنطقة. ليس من المعروف حتي الآن ما إذا كانت إيران ستنجح في قطع المشوار الطويل حتي امتلاك السلاح النووي, بحيث تجري نهائيات كأس العالم عام2022 في ظل السلاح النووي القابع علي الجهة الأخري من الخليج, أم أن حربا مدمرة ستنشب قبل ذلك في محاولة يائسة لمنع إيران من الوصول لمبتغاها.