ضاق محمد الشاب الصعيدي ذرعا من سيرة أمه التي تلوكها الألسنة في منطقة دار السلام لكثرة زيجاتها وإقبالها علي الحياة غير مكترثة بالقيل والقال. حاول الشاب أن ينقل غضبه لأمه علها تدرك أن هذا يجعل أهل المنطقة ينالون منه ومن سمعتها فكان ردها صارما بأنها تفعل ما لا يغضب خالقها. أضمر الابن الغيظ في قلبه حبا لأمه التي تحملت مسئوليته بعد انفصال والده عنها وقرر أن يتعايش مع زيجات أمه المتعددة واحدة تلو الأخري وعدم الاكتراث بما تلقيه الألسنة بالسوء, غير أن الحديث كان فوق تحمله خاصة أن أمه أهملت في مراعاته واهتمت بمن يتقدمون للزواج منها. لجأ الابن إلي أمه مهددا بأن تستقر علي زوج واحد تقضي معه حياتها غير أنها بررت عدم استقرارها مع شريكها لعدم تفاهمهما بعد عقد القران وشعور كل منهما بأنهما لا يشعران بالراحة مع بعضهما فضلا عن أنه كبر ويستطيع أن يأتي بقوت يومه. غمر الابن احساس أن أمه أصبحت تضعه وراء ظهرها وتهتم بما تبقي لها من الدنيا مع شركائها المؤقتين في حياتها الذين لا تيأس في أن تجمع واحدا منهم بعد انفصالها بأيام عن الآخر. اعترت الغيرة الممزوجة بالغضب قلب الابن وقرر أن يضع حدا لجنوح أمه العارم وقرر أن يتخلص منها غير مبال بتعاليم دينه بالرحمة بها في كبرها, وأخذ يقدح زناد فكره للوصول لطريقة ينفذ بها جريمته تبعد عنه الشبهات بعد معرفة القاصي والداني أن علاقته بأمه ليست علي ما يرام حتي حانت له الفرصة عندماواستغلت طلبه منها للسفر إلي الأقصرمسقط رأسها لقضاء بعض المصالح وجلب بعض الاحتياجات من أقاربها فأشاع بين أهل المنطقة أنه متوجه إلي الصعيد في زيارة للأهل حتي لا يرد ذكره عند وقوع الجريمة بينما كان هو دبرها علي أكمل وجه واختفي من المنطقة. أحضر فردا روسيا من أحد أشقياء المنطقة ولمعرفته بمداخل منزله ومخارجه وتوقيت نعاس أمه, تسلل إلي المنزل الذي تقيم فيه بمفردها واقترب منها وهي تغط في سبات عميق وبدم بارد اطلق رصاصة صوب قلبها الذي لم يقدر يوما أنه كان يحضتنه بين ثناياته ليتأكد من أن الرصاصة صائبة. ولكي يحيك خطته حمل كل ذهبها ونقودها وألقاها أعلي الدولاب في غرفتها حتي يظهر الأمر أن الجريمة بدافع السرقة, ليبدأ الفصل المهم في جريمته و يتصل برجال المباحث والتظاهر بالطامة التي حلت به عند عودته من الأقصر, غير أن حيلته لم تنطل علي رجال البحث الجنائي. فأبلغ محمد احمد عبد المنعم20 سنة طالب بأنه بعد عودته لمسكنه اكتشف مقتل والدته وفاء محمود داهش40 سنة ممرضة مصابة بطلق ناري بالصدر والجثة في حالة تعفن رمي داخل شقتها بدار السلام وسرقة كمية من المشغولات الذهبية. علي الفور تم تشكيل فريق بحث أشرف عليه اللواء محمد قاسم مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة و التي أسفرت جهوده إلي أن المبلغ نجل المجني عليها وراء ارتكاب الحادث. وبتطوير مناقشته أمام المقدم أيمن سمير رئيس مباحس قسم شرطة دار السلام اعترف بارتكاب الواقعة وأضاف بأنه نظرا لسوء معاملتها له وتعدد زيجاتها خطط للتخلص منها وتنفيذا لذلك تحصل علي سلاح ناري فرد روسي من أحد أصدقائه واستغل طلب المجني عليها منه السفر إلي مدينة الأقصر لقضاء بعض المصالح وإقامتها بمفردها حيث عاد للمسكن وغافلها وأطلق عليها عيارا ناريا محدثا إصابتها التي أودت بحياتها واستولي علي المسروقات وقام باخفائها أعلي الدولاب ثم قام بالتخلص من السلاح المستخدم بإلقائه بمياه نهر النيل وبعد ذلك توجه للقسم للإبلاغ عن الواقعة. تم تحرير محضر وإخطار اللواء علي الدمرداش مساعد أول الوزير لأمن القاهرة الذي أمر بإحالته إلي النيابة العامة التي تولت التحقيق.