القائمة الوطنية تقدم أوراق ترشحها في انتخابات مجلس النواب بالجيزة والصعيد    «النواب» يناقش غدًا اعتراض الرئيس على «الإجراءات الجنائية».. ومصادر: عرض استقالة 4 أعضاء    محافظ القليوبية ورئيس جامعة بنها يفتتحان المؤتمر السنوي الرابع للدراسات العليا في العلوم الإنسانية    وظائف خالية اليوم.. 134 فرصة عمل جديدة بالعين السخنة    الكاردينال كورت كوخ: وحدة المسيحيين ليست خيارًا بشريًا.. بل إرادة إلهية لا بديل عنها    بعد انخفاض الكيلو.. أسعار الفراخ اليوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025 في بورصة الدواجن    معلومات الوزراء: تضاعف استهلاك الكهرباء بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا 3 مرات خلال الربع الأول من القرن الحالي    مصر تنقل خبراتها الزراعية لدول «الأمن الغذائي الإسلامي» لتعزيز الاستثمار والتنمية    13 قرارا جديدا للحكومة.. تعرف عليها    توقيع اتفاقية خاصة بإنشاء مكتب للبنك الدولي في دولة قطر    اصطفاف عدد كبير من شاحنات الوقود أمام معبر رفح استعدادًا لدخول غزة (صور)    رئيس الوزراء يؤكد التزام الحكومة ببرنامجها لسداد مستحقات الشركاء الأجانب (تفاصيل)    الجيش الإسرائيلي يطلق النار على فلسطينيين يتفقدون منازلهم في غزة    الكرملين: بوتين والشرع سيتطرقان إلى موضوع القواعد الروسية خلال المحادثات    مارك روته: المزيد من حلفاء الناتو سيمولون شحنات الأسلحة الأمريكية لأوكرانيا    «أراكم في نوفمبر».. رونالدو يعلق على رقمه القياسي مع البرتغال    «حالته النفسية صعبة».. إعلامي يوجه طلبًا عاجلًا لإدارة الأهلي بسبب إمام عاشور    رمضان السيد ينتقد أسامة نبيه: «تسرع في الظهور.. وكان لازم يهدى الأول»    «عايز ياخد عقده مرتين».. عبدالواحد السيد يفتح النار على زيزو.. ويكشف مفاجأة «عباس»    بعثة المصري تصل إلى ليبيا استعدادًا لمواجهة الاتحاد في الكونفيدرالية    كشف ملابسات مقتل شخص بطلق خرطوش بالقليوبية وضبط الجناة    سوزي الأردنية أمام المحكمة: «اتحاسبت على غلطتي.. والمرة دي ما عملتش حاجة»    إعدام سجائر مهربة جمركيًا في الوادي الجديد    تطورات الحالة الصحية للأطفال المصابين في حادث سقوط تروسيكل بمصرف في منقباد بأسيوط    القبض على 6 سيدات يروجن لأعمال منافية للآداب عبر تطبيق هاتفي بالجيزة والإسكندرية    الليلة.. فرقة النيل تختتم معرض الزمالك الأول للكتاب بحفل شعبي على مسرح القومي    ستايل خريفي دافئ.. ألوان هتخلي بشرتك تنوّر من غير فاونديشن    افتتاح معرض الصور الفوتوغرافية «التراث الأثري الإيبروأمريكي» بمكتبة الإسكندرية (صور)    تردد قناة Star TV التركية لمشاهدة المسلسلات التركية 2025    هيقولوا مخي اتلحس.. باسم يوسف: خايف من الحلقة الجاية من برنامج "كلمة أخيرة"    بعد إغلاق «الكبير».. إقبال ملحوظ من السائحين على زيارة المتحف المصري بالتحرير (صور)    ياسمين علي تتصدر تريند مواقع التواصل الاجتماعي.. لهذا السبب    الصحة: إطلاق حملة توعية مدرسية لتعزيز ثقافة غسل اليدين للوقاية من الأمراض المعدية    نرعاك تسمع.. حملة لتوفير السماعات الطبية بالمجان لمنتفعي التأمين الصحي الشامل    وزير الصحة يبحث مع شركتي «تكنوويف وميدبوت» الصينيتين تطوير الجراحة الروبوتية في مصر (تفاصيل)    تدشين وحدة الكلى الصناعي الجديدة في مستشفى كوم أمبو بأسوان    من هو معلق مباراة المغرب ضد فرنسا تحت 20 سنة في كأس العالم للشباب؟    حملات الدائري الإقليمي.. ضبط 103 سائقين لتعاطيهم المخدرات أثناء القيادة    السرعة الزائدة تودي بحياة سائقين في حادث تصادم بصحراوي المنيا    قبل ما تدفع غرامة.. شوف إزاي تستعلم عن مخالفات المرور برقم العربية وانت قاعد في البيت    «الوزراء»: 58% من العارضين في «تراثنا» سيدات    اشتركات جنونية ..اتوبيس المدرسة مأساة أولياء الأمور فى العام الجديد    بمشاركة مصرية.. انطلاق المؤتمر الدولي الثالث للحديد والصلب في الرياض    إنجاز دولي في الرعاية الصحية.. «الإسكوا» تمنح «جهار» جائزة النجمات الذهبية    نادية مصطفى تروج لحفلتها الغنائية بمهرجان الموسيقى العربية    التعليم: 158 جنيها رسوم دخول امتحانات الشهادة الإعدادية للعام الدراسي 2025-2026    «التضامن»: توزيع 2000 جهاز لاب توب ناطق مجهز لدعم الطلاب المكفوفين في استكمال دراستهم الجامعية    مدرب اليابان: الفوز التاريخي على البرازيل ثمرة عمل عشرات السنوات    وزير الإسكان يعلن الانتهاء من مشروعات الكهرباء والإنارة ب«شمس الحكمة»    الإفتاء توضح حكم شراء الشقة عن طريق البنك بفائدة ثابتة    «الأمم المتحدة» تحذر من خطر مخلفات الحرب الإسرائيلية على غزة    تعرف على مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء في سوهاج    وليد صلاح عبداللطيف يكشف عن "فضيحة" في قطاع ناشئي الزمالك    خبير مغربي: إعادة إعمار غزة تتطلب دعما عربيا وإسلاميا كبيرا    متى يكون سجود السهو فى الصلاة قبل السلام؟.. أمين الفتوى يوضح    الإفتاء: السير المخالف في الطرق العامة محرم شرعًا ويُحمّل صاحبه المسؤولية القانونية    تجمع القبائل والعشائر الفلسطينية في غزة يدعم الجهود الأمنية    هل شراء شقة عبر البنك يُعد ربا؟.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأقزام في نظر الحكومة
نصف سوي ونصف معاق
نشر في الأهرام المسائي يوم 14 - 09 - 2014

احترس من كل من اقترب من الأرض.. مثل يتداوله البعض للتحذير من لؤم ومكر يتميز به نسبة كبيرة من قصار القامة, ولكن عليك أن تتأكد أن السطور القادمة ستمحو من ذهنك ذلك المثل أو ربما ستبدله لتعي قيمة وتقدر كل من اقترب الأرض خاصة إذا كان واحدا من هؤلاء الذين تقل أطوالهم بدرجة ملحوظة وندعوهم أقزاما..
كانت أقصي معرفتنا بهم من خلال قصة سنووايت التي هربت من زوجة أبيها وقابلت خلال رحلتها سبعة رجال أقزام عاشت في منزلهم‏,‏ ثم تطورت تلك المعرفة وأصبحنا نراهم أحيانا عبر شاشات التليفزيون في دور صغير في أحد الأفلام أو المسرحيات التي تأخذ كوميديا الإفيهات والمواقف خطا رئيسيا لها ليظهر أحدهم في دور ثانوي في الأحداث لا تخلو إطلالته من الضحك المتواصل علي شكل وهيئة قزم في دور للسخرية فقط‏,‏ وبالإضافة لذلك يأتي الظهور علي استحياء بين الحين والآخر في الشوارع والمواصلات العامة من خلال شخص مثير للانتباه كونه مختلفا عمن يحيطون به‏..‏
أكثر من‏75‏ ألف شخص طبقا لإحصائيات غير رسمية نظرا لعدم وجود إحصاء رسمي عنهم علي حد قولهم يعيشون يوميا أزمة العزلة‏..‏ عزلة فرضها البعض علي نفسه خوفا وهربا‏,‏ وأجبر عليها آخرون بسبب تجارب صعبة مرت بهم قرروا بعدها الدخول في عزلة جزئية من خلال حصر تعاملاته مع الأقزام فقط‏,‏ وكلا الفريقين رفض التواصل تماما‏,‏ في حين رأي آخرون ضرورة الخروج من الدائرة المغلقة لأنهم رفضوا تلك العزلة من البداية وأصروا علي توصيل أصواتهم ورسائلهم في الوقت الذي وضع بعضهم شرطا لذلك التواصل بألا يظهر أي من الأقزام كصاحب حاجة أو متسول لحق بل لابد أن يبقي متحدثا مثله كأي مواطن لديه مشكلات وينقصه مكبر الصوت الإعلامي الذي ينقلها عبر منبره‏..‏
داخل جمعية الأقزام المصرية اجتمعوا معا فقد يكون هذا عالمهم المغلق أو مكانا خاصا يجمعهم بعيدا عن الفضول والتطفل الخارجي‏,‏ حيث تختفي نظرات الاندهاش ويختفي معه إحساس الخجل والاختلاف ليحل محله إحساس التميز والراحة بين مجموعة تشبهك في كل شيء‏..‏
الأهرام المسائي التقت عددا منهم واستمعت إلي رسائلهم بعدما تعهدت لهم بنقلها كما هي دون اللعب علي وتر إثارة الشفقة علي حالهم والتركيز علي مشكلاتهم كمواطنين لا يحصلون علي حقوقهم بسبب هيئة خلقية كتبها الله عليهم‏..‏
---------------------
رسالة قصيرة للحكومة
عصام شحاتة‏:‏ لسنا أصحاب حاجة ولا نتسول حقوقنا

بنبرة قوية ولغة متمكنة بدأ حديثه عن ملف الأقزام الذي يحفظه عن ظهر قلب ويسجل كل تفاصيله بالورقة والقلم سواء كانت قرارات وزارية أو لقاءات مع مسئولين أو حتي مجرد قصاصات ورقية من الصحف التي تناولت يوما مشاكل الأقزام‏,‏ فهو رئيس جمعية الأقزام التي تسعي لضم كل الأقزام داخلها لتسهيل عملية التواصل بينهم ومساعدة الكثير منهم ممن غلبته العزلة وعاش وحيدا رافضا مغادرة منزله‏..‏
قرر أن يبدأ حديثه بتوضيح ما حدث في لقاء وزيرة القوي العاملة السيدة ناهد العشري خاصة بعد تداول أنباء بخصوص إصدارها تعليمات بتعيين الأقزام ضمن الأصحاء وليس ضمن نسبة ال‏5%,‏ الأمر الذي تسبب في لغط كبير سواء بين فئة الأقزام أو خارجهم‏,‏ مؤكدا أنه تحدث في هذا اللقاء عن كل المشاكل المتعلقة بالأقزام كما عرض بعض مطالبهم التي هي في الأساس حقوق لم يحصلوا عليها حتي الآن‏,‏ الحديث الذي لاقي قبولا كبيرا لدي العشري حيث أجرت عدة اتصالات منها وزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة غادة والي لبحث مطالبهم‏..‏
واستطرد حديثه قائلا إنه قرأ كغيره خبر معاملة الأقزام كالأصحاء الأسوياء وأنهم لن يتمكنوا من الحصول علي شهادة ال‏5%‏ وأراد التأكد من صحته عن طريق مكتب الوزيرة وأشار إلي أن المكتب الإعلامي بالفعل نفي ذلك علي لسان الوزيرة‏,‏ لينهي الحديث عن ذلك اللقاء مؤكدا أن الأمور كلها مبهمة حتي الآن وفي انتظار التوضيح‏.‏
لينتقل بعد ذلك إلي معاناة الأقزام ومشاكلهم كما أوضحها شحاته في نقاط بدأها بأزمة العمل وإيجاد وظيفة في وقت لا يلتفت فيه أصحاب الأعمال إلي الأقزام علي إعتبار أنهم غير قادرون علي العمل لأنهم غير أسوياء رغم أن الدولة نفسها تتعامل مع القزم علي أنه غير معاق‏,‏ وبالتالي يجد القزم دون تصنيف فهو لا يعد معاقا وأيضا لا يدخل في قائمة الأسوياء‏!!‏ علي حد قوله‏,‏ وتساءل عن تصنيف الدولة للأقزام إذا كان الوضع كذلك‏.‏
ويتساءل عن حق الأقزام الذين تعدوا سن الأربعين ولم يجدوا فرصة عمل نتيجة رفضهم في كل جهات العمل وليس لديهم أي مصدر للرزق قائلا‏:‏ ألا يستحقون معاشا استثنائيا ؟‏!,‏ واستطرد حديثه مؤكدا أن هؤلاء يعيشون في أسوأ حال لأنهم مسئولو عن أسرهم ولا يمكنهم الاستسلام لسجن المنزل‏,‏ مشيرا إلي أن بعضهم يختار مهنا شاقة لا يستطيع العمل بها فقط لتدبير نفقات أسرته مهما بلغت درجة صعوبتها بالنسبة له‏,‏ وضرب مثلا برب أسرة يعمل حدادا لتوفير مصدر رزق ثابتا لأسرته رغم التعب الجسدي الذي يلحق به بسبب هذا العمل‏,‏ علاوة علي اختيار البعض مهنة التمثيل حتي لو سيتم استغلالهم للسخرية والتهكم عليهم قائلا هو محتاج فلوس ومعندوش شغل تاني غير ده وعنده استعداد يعمل أي حاجة عشان يوفر مصدر رزق لأسرته لينتهي به الحال راضيا بدور يسخر فيه الجميع منه ويضحكون عليه‏.‏
ويضيف أن عدم حصول الأقزام علي فرص للعمل يؤدي إلي عدم تمتعهم بخدمات التأمين الصحي وتكبدهم مصاريف باهظة بسبب اللجوء إلي المستشفيات الخاصة‏,‏ مشيرا إلي سيارات المعاقين التي لا يحصل عليها القزم بسهولة بسبب شرط الطول حيث يشترط ألا يزيد الطول عن‏100‏ سم أما فوقها فلا يحصل عليها‏.‏
ويوضح شحاته أن الحكومة ليس أمامها سوي بحث مشاكل الأقزام لأنهم مهمشون تماما لإعادة دمجهم في المجتمع مرة أخري‏.‏
---------------
أشرف أبو العيد‏:‏ تفعيل الدستور يحل معظم مشاكلنا‏..‏ وأصبحت مديرا عاما بعقلي
كلمة السر المادة‏18‏
العقل السليم ليس بالضرورة أن يكون بداخل جسم سليم‏..‏ قاعدة جديدة تلخص حياة أشرف أبو العيد وأكدها حديثه أكثر من مرة حيث يسعي لإثبات ذلك لمن حوله من واقع تجربته وعمله‏,‏ هو كبير فنيين بدرجة مدير عام في الطيران ذلك العمل الذي حصل عليه بصعوبة بالغة وبعد استبعاده رغم نجاحه وتميزه عن كل المتقدمين بسبب قصر قامته‏,‏ حيث تقدم منذ‏22‏ عاما لوظيفة تم الإعلان عنها في إحدي الصحف ورغم اجتيازه الاختبار التحريري تم رفضه واختارت اللجنة من حل المركز الثاني رغم حصوله علي عدد درجات أقل‏20‏ درجة منه حتي تدخل رئيس اللجان وسأل عن سبب الرفض وقالوا له هناخده نعمل بيه ايه المشكلة انه قصير‏,‏ ولكن حصلت علي الوظيفة بالفعل ومن رفضوني في ذلك الوقت أكدوا لي بعد ذلك أنهم كانوا علي وشك اتخاذ القرار الخاطيء لأن العقلية والمهارة أهم بكثير من الشكل الخارجي‏,‏ وأشار أشرف إلي أن تيسير العمل له علاقة بعقلية من يعمل حيث يستطيع تذليل كل المعوقات التي تقف أمامه‏.‏
وتحدث كغيره من الأقزام عن المشكلة المزمنة التي تواجههم والتي تتعلق بنظرة المجتمع لهم‏,‏ الأمر الذي واجهه أبو العيد بالتحدي وحب التعلم لمواجهة الآخرين حيث يراه المقياس الحقيقي الذي يفرق بين الناس خاصة أن نسبة كبيرة من الأقزام لم تستكمل تعليمها لهذا السبب حيث يقول الطفل القزم لا يستطيع تحمل نظرات أقرانه بل وأولياء أمورهم الذين يشيرون إلي أبنائهم لتوضيح اختلافهم عن الأقزام ولكن في إطار من السخرية‏,‏ وأكد أنه يقابل تلك النظرات الساخرة في معظم الأحيان بإبتسامة وكلمة طيبة ليخجل الطرف الآخر من نفسه ولا يكرر ما فعله مرة أخري‏,‏ لتتبدل نبرته القوية إلي حزن واضح عندما سأل عن مصير من لم يتحمل من الأقزام هذا الوضع هل جزاؤه العزلة والمرض النفسي والحبس الانفرادي في المنزل ؟‏!.‏
ويقول أن من صفات القزم قلة المجهود البدني بسبب حجم جسمه‏,‏ مؤكدا أن الله وزع نعمه علي كل البشر وأخذ من الأقزام صفة الطول ولكنه عوضهم بغيرها التي قد لا تكون موجودة لدي الأسوياء مشيرا إلي بعض الدراسات التي تؤكد زيادة نسبة الذكاء لدي الأقزام مقارنة بالأسوياء‏.‏
ويضيف أن بعض الأقزام الذين لم يكملوا تعليمهم اتجهوا للتمثيل خاصة أن معظمهم لا يقوي علي مهن آخري تتطلب مجهودا شاقا عليهم‏,‏ ولكن في المقابل يوجد من بين الأقزام محامون ومحاسبون وأطباء وكل المهن مثلهم مثل الأسوياء‏,‏ ويؤكد أن جميعهم يشتركون في معاناة التهميش الحكومي والمجتمعي‏.‏
وتحدث عن لجنة الخمسين التي شارك فيها عدد من الأقزام وانتهي الأمر بإقناعهم بوجود الأقزام وإلحاقهم بذوي الإعاقة‏,‏ وبالفعل تم ذلك ولكن لم تطبق الدولة كل التزاماتها تجاه الأقزام حتي الآن خاصة حق ال‏5%‏ الذي لا يلتزم به أصحاب الأعمال رغم أن مساواتهم بالأسوياء ودخولهم في اختبارات تجمعهم بهم ظلم بين‏,‏ حيث يطالب بضرورة تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص واختبار الأقزام مع ذوي الإعاقة واختيار الأكفأ من بينهم وذلك في إطار نسبة ال‏5%‏ لضمان وجود إلزام علي جهة العمل‏.‏
وانتقد من يعتبر القزم شخص سوي قائلا من يري أن أطراف القزم سليمة وبالتالي هو غير معاق هو مخطيء لأن أطرافنا غير سليمة والدليل علي ذلك عدم إلحاقهم بالشرطة والجيش علاوة علي بعض الأشياء التي يعجز القزم عن القيام بها بسبب أطرافه فهو لا يستطيع حمل أكثر من نصف كيلو ولا يمكنه مواصلة المشي أو الوقوف لمدة أكثر من نصف ساعة لأن عظامه وظهره لا يتحمل ذلك‏,‏ كما يعاني من تقوس في الساقين‏,‏ واستطرد حديثه مؤكدا أن تغلب معظم الأقزام علي هذه المشكلات وعدم إظهار مدي معاناته فيها ليس دليلا علي أنه سوي بل يعاني من إعاقة مثله في ذلك مثل مريض شلل الأطفال‏.‏
وتحدث عن شهادة التأهيل التي تستخرجها وزارة التضامن للقزم المعاق فقط‏,‏ واستنكر رفضهم لاستخراجها للقزم العادي قائلا يعني انتوا عايزينه قزم ومعاق كمان ؟‏!,‏ مشيرا إلي أن الدستور ساوي بينهم جميعا وأضافهم بعد ذوي الإعاقة أي أن الدستور يساوي بين الجميع في المادة‏81‏ علاوة علي أن كارنيه التأهيل تسهل عليهم التحرك في المواصلات العامة والترويح عن أنفسهم في الأماكن الترفيهية المختلفة‏.‏
وأشار إلي أن وزارة الشباب هي الوحيدة التي طبقت الدستور وألزمت مراكز الشباب بإعفاء الأقزام من أي رسوم ودخول المراكز مجانا‏,‏ واستنكر مطالبة كل الوزارات للأقزام بالانتظار حتي انتخاب مجلس الشعب قائلا مين مننا يقدر يستني وهل الأقزام علي قائمة أولويات المجلس عشان نستني ؟‏!,‏ مشيرا إلي كل حقوق الأقزام في التعليم والصحة والعمل وإيجاد مساكن خاصة لمن تقف ظروفه المادية عائقا أمامه‏,‏ مؤكدا أن كلها حقوق وليست إعانات يطلبها الأقزام من الدولة‏.‏
لينهي أبو العيد حديثه قائلا الإحصاء غير الرسمي بيقول إننا‏75‏ ألف شخص ويمكن احنا اكتر بكتير من الرقم ده عشان اللي منعزلين في بيوتهم عشان كده لازم نقول يا حكومة راعينا انتي مش شايفانا
----------------
من طفلة تخشي الذهاب للمدرسة
إلي مديرة بأحد البنوك
حنان عبد الرازق‏:‏ نسيت أني قزمة‏!‏

.‏ هي مثال حي للإرادة والعزيمة والإصرار‏,‏ وليس فقط مجرد قول بل كل ما مرت به وفعلته السيدة حنان عبد الرازق يؤكد أنها نسيت بمرور الوقت أنها قزمة بل ونسي كل من حولها ذلك أيضا‏,‏ تعمل منذ‏20‏ عاما محاسبة بأحد البنوك وتدرجت وظيفيا لتصل لمنصب المديرة‏,‏ تؤكد أن معاناتها ك قزمة بدأت في سن المدرسة حيث كانت تخشي الذهاب للمدرسة‏,‏ مشيرة إلي أن الطفل القزم يعيش أسوأ فترات حياته بسبب عدم استيعابه لحالته واختلافه عمن حوله ممن يشاركونه المرحلة العمرية نفسها‏.‏
حتي تبدأ معاناة من نوع آخر علي حد قولها حيث تري أن أكثر ما يرهق القزم معاملة المحيطين به مع حالته حيث يظل عاجزا عن مواجهة المجتمع ونظراته المتعبة فيستسلم بعضهم لعدم قدرتهم علي مواجهة المجتمع الذين يراهم فئة غريبة ومختلفة عنهم‏,‏ مشيرة إلي أن تفاعل المجتمع مع الأقزام تحسن قليلا عن ذي قبل ولكن يبقي أن يعرف الناس الأقزام بصورة أفضل ويقتربون منهم بشكل أكبر‏,‏ وهذا سيحدث عندما يصبح شكل القزم ووجوده بينهم شيئا طبيعيا ومعتادا‏.‏
وتضيف أن العديد من الأقزام لا يستكملون تعليمهم ويختفون داخل منازلهم لتحقيق العزلة التامة عن المحيطين بهم في المجتمع سواء في المدرسة أو في العمل أو حتي في الشارع‏,‏ وأكدت أن الإعلام لابد أن يكون له دور في توعية المواطنين بحالة الأقزام وأنهم كذوي الإعاقة أو حاملي الأمراض المزمنة وأن كل ما يحتاجونه فقط هو بذل مجهود مضاعف أو مساعدة من الغير للقيام بها‏,‏ مشيرة إلي أن أول مساعدة يمكن للإعلام تقديمها هو اهتمامه بفئة الأقزام ليعلم الجميع أننا موجودون‏.‏
وتقول حنان إن الأقزام يعملون بمختلف المهن ويتمكنون من الإنتاج كغيرهم من الأسوياء بل قد يتفوقون عليهم‏,‏ وفسرت قولها بأن القزم لا يتحرك كثيرا وتجبره حالته علي الجلوس في مكان واحد لوقت طويل علي عكس الأسوياء الذين يتحركون كثيرا داخل مكان العمل‏.‏
وتوضح أنها أصبحت ناضجة بالقدر الكافي لتختلط بالمجتمع خاصة أنها تعمل منذ‏20‏ عاما وبالتالي أصبحت مألوفة لمن حولها وحفظ الجميع تحركاتها في العمل مؤكدة أن الناس حفظتها بل أن البعض قالوا لها أنهم لم يعد يشعروا بأنها سيدة قزمة علي حد قولها‏,‏ وأشارت إلي أن دعم الأهل لها ساعدها كثيرا علي تخطي الصعوبات التي واجهتها في البداية خاصة وأن كلهم طبيعين‏,‏ وتقول إنها تذكر كلمات والدتها التي داومت علي دعم ثقتها بنفسها مؤكدة لها أنها لابد أن تساعد نفسها أولا قبل أن تبحث عن مساعدة الآخرين علاوة علي حثها علي عدم الخوف من الناس‏,‏ الأمر الذي تحاول هي الآن نقله للأقزام الذين يرفضون الخروج إلي المجتمع‏.‏
وتقول أن كل أسرة تعلم منذ البداية أن لديها قزم لأنه يظهر من وقت الولادة حيث يظهر علي الأطراف ما يدل علي الوصول لتلك النتيجة في النهاية لذلك يمكن تهيئته وتهيئة من حوله لوضعه منذ البداية‏,‏ وتضيف أنها تلتمس العذر لمن يتعامل مع الأقزام بحذر لأن البعض يخشون ردود أفعالهم و يعتقدون أن أي كلمة أو فعل قد يسبب لهم ضيقا وبالتالي فإن الأقزام أيضا عليهم أن يمهدوا للتواصل مثلما ندعو الأسوياء لذلك‏.‏
---------------------
يرفع شعار إنسان أولا‏..‏ وقزم ثانيا
عمرو حسين‏:‏ مش عايز الحكومة تعترف بي
ولا يهمني نظرة الناس‏..‏ لكن نفسي اشتغل
لا يهمه نظرات المجتمع ولا اعتراف الحكومة ولا يعلم شيئا عن ال‏5%‏ لأن كل ما يشغله هو مصدر رزق ثابت‏,‏ هذا هو ملخص حديث عمرو حسين وأقصي ما يحلم به حيث بدأ حديثه مؤكدا أن حديثه سيكون تلقائيا لأنه لن يسرد مجموعة مطالب أو يتحدث عن مشكلته كقزم ولكنه سيتحدث عن معاناته كإنسان لا يريد سوي حقه في الحياة‏..‏
توقف تعليمه في المرحلة الإعدادية‏,‏ الأمر الذي تسبب في رفض وزارة التضامن حصوله علي شهادة التأهيل لأن من شروطها حصوله علي شهادة علاوة علي أنهم قالوا له انت سليم‏,‏ وأكد أنه لا يعمل حاليا رغم أنه تعلم الكثير في أكثر من مجال ليزيد من فرصه في مجال العمل ولكن قصر قامته لم يشفع له لدي أصحاب الأعمال‏,‏ فتعلمه لصيانة الكمبيوتر وكيفية التعامل مع برامجه المختلفة وإدخال البيانات عليه علاوة علي دخوله المجال الفني ومشاركته في الكثير من العروض الفنية والمسرحية لم يؤهله لمهنة ثابتة تضمن له مصدر رزق ثابتا‏.‏
ليقطع استرسال حديثه قائلا احنا لسه بنتكلم علي حقنا وبنسأل هناخده امتي ؟‏!,‏ موضحا أن ظروفه وغيره من الأقزام الذين لا يملكون عملا ثابتا لا تتحمل الانتظار‏,‏ ليضيف قائلا أنا مش عايز الحكومة تعترف بي وميهمنيش نظرة الناس ولا ضحكهم ولا نظرتهم أنا عايز اعيش كويس وأوفر لولادي مصدر رزقهم‏.‏
وتساءل عن دور رجال الأعمال في مساعدة الباحثين عن فرصة عمل في وقت تعجز فيه الحكومة عن بحث مشاكلهم‏,‏ وتحدث عن محاولات عديدة للحصول علي عمل في أكثر من مكان حيث كان مصيره في النهاية الطرد بسبب إصراره علي إقناعهم بأنه يستطيع القيام بأي شيء يطلب منه من أجل الحصول فقط علي فرصة‏.‏
ويؤكد عمرو أنه لا يسعي لا هو ولا غيره من الأقزام الذين لا يجدون فرصة عمل عن مساعدات مادية بل يريدون جزءا من حقوقهم الضائعة لينهي حديثه قائلا مش الشغل ده حقي ؟‏!‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.