الباعة الجائلون يحتلون أسواق وأرصفة أسوان

مطالب بالتعامل بحزم مع المشكلة. ورئيس المدينة: ننتظر موافقة الأمن لرفع الإشغالات ونقلهم لأماكن بديلة هي مرة واحدة فقط، شنت خلالها محافظة أسوان حملة مكبرة لرفع الإشغالات من الشوارع والأسواق والأحياء ثم تراجعت ودخلت في حالة من التجمد.
ففي شهر يونيو الماضي استبشر المواطنون خيرا، عندما داهمت هذه الحملة أسواق الشيخ هارون والسيل العشوائية، ولكن وما أن دخل شهر رمضان حتى توقفت الحملة تماما طبقا لرؤى وأفكار المسئولين العقيمة التي تري أن قطع ارزاق المتعدين حرام وأن تعذيب المواطن هو عين الحلال!.
مشهد الحال داخل أسواق المدينة العاصمة لايسر عدوا ولاحبيب، بعد أن أعلنت مافيا الباعة الجائلين عن احتلالها للأرصفة والأسواق، خاصة السوق السياحي والحارث ومنطقة الشواربي، وسط حالة من التسيب والإهمال، حتى المحال التجارية هي الأخرى وجدتها فرصة وشاركت في هذه التعديات بوضع بضائعها في قلب الطريق
المواطنون في أسوان في حيرة شديدة مما يحدث داخل مدينتهم التي كانت جميلة، وهو دفعهم مناشدة المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء للتدخل، إيمانا منهم بأن محلب هو من قاد وأعلن عن استرداد الدولة لمنطقة وسط البلد بالقاهرة، وهو من أعلن عن استرداد القاهرة الخديدوية، بينما أسوان السياحية تغتصب شوارعها وقلب مدينتها علنا وعلي مرأي ومسمع من الجميع.
وعن أسواق أسوان حدث ولاحرج. مشاجرات وتحرشات جنسية فعلا ولفظا. مخدرات وأقراص وبانجو. سلاح أبيض. ولا حياة لمن تنادي. بإختصار شديد هي فوضي غير مسبوقة وتحد صارخ من هؤلاء لأجهزة الدولة.
أما رئيس المدينة المهندس صابر سند فقد أكد للأهرام المسائي إزالة جميع الإشغالات خلال أيام، وقال نحن في انتظار موافقة مديرية أمن أسوان علي المشاركة للبدء في التنفيذ.
في البداية يصرخ يحيي عبدالعظيم مخرج بقصر ثقافة أسوان قائلا من ينقذ أولادنا وبناتنا وأسرنا من هؤلاء الباعة الجائلين، الذين تحدوا الجميع واحتلوا الشوارع والأرصفة، لدرجة أننا لا نستطيع أن نترجل في هذه المناطق إلا في مساحة لا تتعدي نصف المتر فقط، ناهيك عن الألفاظ والتصرفات التي يقوم بها هؤلاء الباعة، فللأسف لم نعد نأمن علي حياتنا في ظل هذه الحالة.
ويتدخل عادل عبدالمجيد مغربي بالسياحة قائلا أنه يتمني أن يغار المسئولين في محافظة أسوان مما يحدث من مواجهات حازمة لإعادة النظام والانضباط في المحافظات الأخري، فما حدث في القاهرة من نقل للباعة من وسط المدينة إلي الترجمان فكر وتنفيذ يدرس، ولكن للأسف في أسوان عكس هذا تماما.
ويشير مغربي إلي حال المدينة التي كانت مثالا يحتذي به في الجمال والتحضر، ويقول أعداد الباعة تزداد كل يوم، علي أمل أن تخصص لهم المحافظة أسواقا مجمعة، بينما هم في الحقيقة يمتلكون محال في مناطق أخري، ويطالب بالتصدي وبقوة لكل من يشوه المشهد السياحي في أسوان بهذا الشكل
ويقول عبدالناصر صابر نقيب المرشدين أن قلوب الأسوانية تعتصر ألما علي ماتشهده مدينتهم التي سبق وأن حصدت العديد من الجوائز العالمية في النظافة والخضرة والجمال، فمثلا السوق السياحي الذي يعد من أهم المزارات التي تتضمنها البرامج السياحية أصبح في حالة يرثي لها، ولم يعد أمنا حتى يتجول فيه السائحون بحرية، وسط هذا التسيب وهذه الإشغالات من باعة الملابس والخردودات والخضروات والفاكهة.
ويتساءل عن السبب في صمت الأجهزة تجاه مايحدث، ويقول هل نضبت أسوان من رجالها وشباب الحركات الشعبية لمواجهة مايحدث في مدينتهم بالفكر والتوعية ويضيف هل هناك علاقات قرابة وصداقة تربط بين هذه المافيا ومسئولين بالمحافظة، فمثلا شارع الشواربي الذي تم نقل أكشاكه وتطويره في عام 2006 من خلال تكسيته بالجرانيت والجداريات الجمالية، تحول إلي وكر لمافيا الإشغالات وتحولت معهم هذه الجداريات التي تكلفت مئات الألوف من الجنيهات إلي فاترينات تعلق فيها البضائع والأدوات المنزلية علي مرآي ومسمع من الجميع، ويبتسم قائلا حتى أكشاك الشرطة التي ابتكرها مدير أمن السابق وأصر علي وضعها في الأسواق لحماية المواطنين والسائحين، أغلقوها وحولوها إلي مخازن للبضائع
ويتذكر حافظ حكوم بالمعاش ذكريات التطوير الذي شهدته أسواق مدينة أسوان قائلا لعل الذكري تنفع المسئولين، ويتساءل أين البواكي ان والأسواق المجمعة التي اعلنت المحافظة عن إنشائها بمنطقتي النفق وشارع الجيش، ويقول أن أهالي أسوان الآن يراجعون أنفسهم مليون مرة قبل الدخول في هذه الأسواق، التي يتعرضون خلالها لشتي أنواع المضايقات من الباعة الجائلين، حتى المحال التجارية يقوم أصحابها بعرض بضائعها في قلب الطريق، ويناشد حكوم محافظ أسوان اللواء مصطفي يسري تشديد توجيهاته لمسئولي الأحياء والأمن، لوضع خد لهذه المهازل التي تشهدها شوارع وأحياء مدينة أسوان السياحية، لعلهم يكررون ما تم تطبيقه في وسط القاهرة الأسبوع الماضي.
أما صابر سند رئيس الوحدة المحلية لمدينة ومركز أسوان فقد أكد أن أجهزته جاهزة تماما لشن حملات مكبرة لرفع جميع الآشغالات والتعديات في كل الأنحاء، بمشاركة أجهزة الأمن، وقال أن اللواء مصطفي يسري محافظ أسوان قد شدد علي الانتهاء من هذه المحال في أقرب وقت، وبناء علي هذه التوجيهات وعلي حد قوله، توجه إلي مديرية أمن أسوان الأسبوع الماضي للتنسيق مع القيادات الأمنية، حيث وعدت بأن تشارك بقوات كبيرة في الحملات بعد أن تنتهي من تأمين أحد مراسم الصلح بمدينةً كوم أمبو، وكذا معسكر المنتخب الوطني لكرة القدم والذي يختتم غداً السبت، وعن جاهزية المحافظة لتوفير توفير البدائل لهؤلاء الباعة الجائلين حرصاً علي السلم الاجتماعي، قال رئيس المدينة أن هناك سوقا مجمعا جاهزا في منطقة النفق، وقد سبق تعويض معظم هؤلاء الباعة فيها ومع هذا وللأسف يعودون مرة أخري، وهو مالا سنسمح به مستقبلا.