نجحت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة في إعادة الهدوء والسيطرة علي الموقف في أحداث كنيسة العمرانية. وقامت الأجهزة الأمنية بالقضاء علي أعمال الشغب التي قام بها المئات من الأقباط بسبب محاولتهم تحويل مبني خدمي إلي كنيسة بمنطقة العمرانية. وقد تجمهر المئات أمام مبني محافظة الجيزة وقاموا بتكسير عدد من السيارات التي تصادف وجودها في شارع الهرم وأحدثوا بعض التلفيات بالسور الحديدي الخاص بالمحافظة ولكنهم لم يستطيعوا دخولها وحطموا بعض الممتلكات العامة في الشارع والمنطقة المحيطة بالمحافظة. وقد انتقل عدد من المحتجين من أمام مبني المحافظة بشارع الهرم إلي حي العمرانية بشارع عثمان محرم أسفل الدائري, مكان موقع الكنيسة التي تتم بها الأعمال, وقاموا بتكسير بعض السيارات الملاكي والميكروباص الموجودة بالقرب من الكنيسة. وقد لجأت قوات الأمن المركزي إلي غلق العديد من الشوارع حتي لا تحدث أي مصادمات بين الأقباط المحتجين وأصحاب السيارات المتهشمة. واعتدي المئات من المحتجين علي قوات الأمن مستخدمين الحجارة والطوب الأحمر وزجاجات المولوتوف الحارقة وقطعوا الطريق الدائري وأوقفوا الحركة المرورية, ولم يستجيبوا لقوات الأمن ونصح وتحذير بعض العقلاء من الأقباط الذين كانوا يطالبون الشباب الصغير بالتوقف عن أعمال العنف والشغب, وقد استخدمت قوة الأمن بعض القنابل المسيلة للدموع في سبيل تفريق المحتجين وإيقاف الاعتداءات علي رجال الشرطة والمواطنين. أسفرت أعمال العنف والشغب عن إصابة اللواء محمود إبراهيم(58 سنة) نائب مدير أمن الجيزة بجرح غائر في قصبة القدم اليمني وجرح كبير بأحد أصابع القدم واشتباه في كسر بالضلوع, كما أصيب الرائد علاء عبدالوهاب بكدمة بالساق اليمني, بالإضافة إلي خمسة مجندين هم: نبيل حسن حمدي(21 سنة) مصاب بكدمة في الركبة اليسري, وأحمد ثابت محمد(22 سنة) مصاب بكدمة في الفخذ اليمني, وكرم مسلم حلمي(22 سنة) مصاب بكدمة في الساق واليد اليسريين, وناجي شعبان(21 سنة) مصاب بكسر بالقدم اليمني, وأصيب24 شخصا من الأقباط بجرح وكسور, وذلك في أثناء محاولتهم دخول الكنيسة, كما لقي مكاريوس جاد شاكر(19 سنة) طالب مصرعه إثر إصابته بحجر في الرأس من جانب بعض زملائه من المحتجين. وأكد مصدر أمني ل الأهرام المسائي أن المصابين ال24 من الأقباط لم يتعرضوا لأي اعتداء من جانب قوات الأمن أو أي شخص من المسلمين, لكن ما حدث أنه بعد التجمهر أمام مبني المحافظة انتقل بعض المتظاهرين إلي موقع الكنيسة التي حدثت بسببها المشكلة وعند محاولة المصابين ال24 دخول الكنيسة قام عدد من الأقباط, يصل عددهم إلي نحو مائة شخص, بإلقاء الحجارة والطوب الأحمر علي جنود الأمن المركزي الذين صدوا الحجارة عن أنفسهم بالدروع الواقية وتراجعوا للخلف بعيدا عن الكنيسة, بينما حاول المصابون من الأقباط الدخول إلي مقر الكنيسة فحدثت إصاباتهم من الحجارة التي كان يلقيها بعض العمال والمحتجين من الأقباط من فوق الكنيسة, وقد تسبب ذلك في مصرع مكاريوس جاد شاكر(19 سنة) طالب وإصابة24 آخرين و13 من ضباط وجنود الشرطة. وأضاف المصدر الأمني أنه لم يتم إطلاق سوي قنبلة واحدة مسيلة للدموع, وذلك أمام مبني المحافظة لمحاولة تفريق أكثر من3 آلاف شخص من المحتجين, وبعد إطلاق القنبلة لاذ أكثرهم بالفرار ولم يتبق منهم سوي14 شخصا هم الذين حاولوا الاعتداء علي رجال الشرطة واقتحام المحافظة, لكن تمت السيطرة عليهم من خلال عمل كردون أمني من ثلاثة اتجاهات وأمكنت محاصرتهم وضبطهم, وقد انتقل باقي المحتجين إلي موقع الكنيسة بالعمرانية وتم إلقاء القبض علي118 شخصا منهم وتم تحرير محاضر لهم جميعا. وقد وجهت لهم النيابة اتهامات بإتلاف المال العام, ومقاومة السلطات والتجمهر وقطع الطريق العام. ومن جانبه أكد الدكتور المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام أن النيابة العامة سوف تتصدي بكل حزم لكل الأفعال التي تشكل جرائم ضد مرتكبيها ووفقا لأحكام الدستور والقانون, وأنه سوف تتم مواجهة أي خروج علي الشرعية القانونية ومعاقبة مرتكبيه. ويتابع النائب العام سير التحقيقات أولا بأول في أحداث العمرانية والتجمهر أمام مبني محافظة الجيزة, وقد أمر النائب العام بتشكيل فريق من المحققين برئاسة المحامي العام لنيابة جنوبالجيزة ضم عددا من رؤساء وأعضاء النيابة لتفقد مبني المحافظة وتشكيل لجان لحصر الخسائر التي نتجت عن الأحداث المؤسفة ومنها إتلاف البوابة الحديدية المؤدية إلي مبني المحافظة والمصابيح المعلقة بها وأكشاك الحراسة وإتلاف سيارتين من سيارات المحافظة وثلاث سيارات تابعة للأمن المركزي وإتلاف بعض اللافتات. وانتقل فريق من المحققين إلي مستشفيات أم المصريين والجيزة الدولي ومستشفي الشرطة لسؤال المصابين عن أسباب إصاباتهم ومعلوماتهم عن الحادث, وقد تمكنت الشرطة من ضبط132 متهما, خلاف المصابين من المشاركين في تلك الأحداث, وجار عرضهم علي النيابة لاستجوابهم.