تشهد محافظة المنوفية أزمة حقيقية في توفير الأسماك بعد أن تلوثت الترع والمصارف وهجر الصيادون المهنة في الوقت الذي يمر بمحافظة المنوفية فرع رشيد والعديد من المجاري المائية المختلفة التي يعيش بها أكثر من5 آلاف أسرة علي مهنة الصيد حيث يعانون هموما ومشكلات تعوق الحصول علي أرزاقهم ومواصلة مهنة الصيد. وفي الوقت الذي تنفق فيه الدولة ملايين الجنيهات علي انشاء المستشفيات وشراء الاجهزة لعلاج المواطنين البسطاء من الامراض الفتاكة مثل أمراض الكبد والكلي من جراء التلوثات البيئية التي أصبحت سمة هذا العصر نجد نموذجا صارخا يهدر كل هذه الجهود والتي تبذل من الدولة بمدينة قويسنا وينتج عنه آلاف المرضي في اليوم الواحد. ويقوم اكثر من100 مصنع بالمنطقة الصناعية بقويسنا بالقاء مخلفات مصانعهم بالترع والبحر الفرعوني بالاضافة الي قيام أكثر من5 قري وهي قويسنا البلد وبجيرم وبني غريان وكفر بني غريان وكفر هلال و3 عزب أخري بالقاء أكثر من150 جرار كسح يلقي بمياه طرنشات المنازل بالترع والمصارف التي يروي منها الارض الزراعية مما يعد كارثة صحية بسبب تلوث الزراعات. يقول محمود عبد اللطيف صياد علي البحر الفرعوني أننا نعاني من مشكلات كثيرة منها مشكلة تلوث نهر النيل الذي يسببه مصرف الرهاوي الذي يلقي مخلفاته غير المعالجة يوميا في فرع رشيد وسبب ذلك موت الأسماك مشيرا الي أننا تقدمنا بشكاوي كثيرة للمسئولين دون فائدة وكشف أحمد عبد العزيز صياد أنه يتم رصد150 مليون جنيه سنويا من وزارة الري لمكافحة ورد النيل مطالبا بتخصيص هذا المبلغ لتوصيل صرف صحي للقري الموجودة علي فرع رشيد للحد من التلوث الذي سبب لنا الأمراض ومنع إلقاء الصرف الصحي في المياه. وطالب عبد المجيد مصطفي صياد وزارة الري بضرورة تطهير فرع رشيد من الملوثات بضخ كميات كبيرة من المياه ورفع منسوبها خاصة في السدة الشتوية وزراعة غابات الأشجار في الأراضي الموجودة غرب منطقة الجيزة والهرم. وأكد محمد حواش أن مياه فرع رشيد الملوثة تسبب أمراض الكبد والسرطان والتي انتشرت بشكل كبير خلال الفترة الاخيرة بين مواطني المنوفية. وفي أثناء جولة ل الاهرام المسائي علي مصرف الخضراوية الذي يعد من أكبر المصارف الموجودة بالمنوفية كانت المفاجاة التي تعتبر قنبلة موقوتة تهدد بكارثة بيئية جديدة وهي انشاء20 مزرعة سمكية تربي علي مياه الصرف الصحي الصناعي وطرنشات الأهالي. يقول طارق الحداد عضو مجلس محلي مركز قويسنا ان هذه المشكلة موجودة بالفعل داخل مدينة قويسنا وتتمثل في إلقاء اهالي اكثر من25 قرية بمياه الصرف الصحي الخاصة بمنازلهم في الترع وقد تعددت الشكاوي للمسئولين عن البيئة بضرورة عمل الحملات علي الجرارات التي تلقي بهذه المخلفات في الترع والتحفظ عليها وأحالة سائقيها الي النيابة العامة وتغريمهم ماليا. ومن جانبهم أكد فريق خبراء مركز الدراسات الاستراتيجية بجامعة المنوفية, عند زيارة للبحر الفرعوني أنه لابد من طرح الرؤية الاستراتيجية لتنمية وتطوير مشروع البحر الفرعوني والقري المجاورة له. وقد أكد فريق الخبراء والمشكل من أساتذة استزراع وتغذية الأسماك الي جانب اساتذة الجيولوجيا والري, أن تطوير البحر الفرعوني يعد من المشروعات المهمة للأمن القومي للمحافظة, حيث يحقق الاكتفاء الذاتي من الأسماك فضلا عن العائد المجزي للصيادين بالمنطقة, هذا وقد تمت مناقشة أسباب ومصادر التلوث في المياه والتربة بمنطقة البحر الفرعوني, حيث تعد مشكلة التلوث عائقا أمام مشروع التطوير. ومن جانبه أكد الدكتور أحمد شيرين فوزي محافظ المنوفية أهمية تحديد الحلول العلمية العاجلة للقضاء علي هذا التلوث وخلق الاجواء المائية الصحية لاستزراع الاسماك وحل أزمة الصيادين. وأوضح المحافظ أن الدراسات المعدة للمشروع تؤكد أنه يخدم5000 صياد علي طول20 كم علي امتداد البحر الفرعوني, كما أشارت الدراسات الي أن هذا التطوير سيصل بالدخل الشهري للصياد الي2000 جنيه.