عمال التراحيل بسوهاج فئة منسية بينهم الحاصلون عليي المؤهلات العليا وفوق المتوسطة والمتوسطة والأميون لكن الظروف المعيشية الصعبة المحيطة بهم تجعلهم يسعون لإيجاد لقمة العيش ليسدوا رمق أولادهم فتحولت الطموحات إلي أوهام ووقعوا في براثن الشارع الذي لا يعرف الرحمة وتطاردهم لعنة الجوع وخيبة الأمل. في البداية يقول حمدان عبد المولي حاصل علي معهد فني ان عمال التراحيل بسوهاج عيشتهم صعبة حيث يعتمدون في حياتهم اليومية علي الرزق اليومي من العابر السبيل حيث يخرج العامل كل صباح باحثا عن فرصة عمل يومي مع مقاول أو صاحب عقار بعد أن أعيتهم البطالة حيث نجلس علي الأرصفة وامام المساجد المشهورة وأمامنا العدة الخاصة بكل عامل من شكوش كبير ومسامير وغيرها, ننظر باستغاثة إلي كل من يعبر الطريق. يضيف مدحت أبو الوفا حاصل علي دبلوم يجلس امام مسجد الشهيد عبد المنعم رياض كل يوم يعاني من قلة العمل بسبب حال البلد لدرجة أنه لم يكسب جنيها واحدا خلال هذا الشهر مما جعله يستدين من بعض جيرانه للإنفاق علي أسرته الصغيرة. يشير خلف إبراهيم عاطل إلي إن الشغل الشاغل له أن يرجع البلد مرة ثانية حتي يستطيع أن يجد لقمة العيش التي أصبحت صعبة في هذه الأيام بسبب الحالة السيئة التي عليها مصر حاليا وتوقف العمل في طائفة المعمار التي لا يعرف سواها معلنا أنه في طريقه إلي التسول وبيع المناديل الورق في وسائل النقل المختلفة يقول عبد الرحيم محمود حاصل علي معهد خدمة اجتماعية المضطر يتحمل مشقة العمل حيث أقوم بالعمل في الهدم والبناءونقف علي الرصيف في انتظار أي مقاول انفار للعمل معه او صاحب عقار يحتاج اي عامل لكي يصرف علي منزله لأن البيوت محتاجة وفرص العمل أصبحت ضعيفة والعائد قليل.. ولا نسلم من سخرية الناس منا.. ونضطر لظروفنا للنوم علي الرصيف.. والاستحمام في الجوامع يقول خلاف ابو الحمد عامل لديه ثلاثة أبناء ظروف الحياة صعبة والمعيشة تتطلب مصاريف كثيرة ولابد أن أعمل وأتحمل مشاق العمل الذي تعودت عليه منذ10 سنوات متواصلة.. وحمل مواد البناء والصعود بها للأدوار العليا يقول انور عطية عامل يخرج من بيته كل إشراقة شمس, إلي الميدان او الشارع يحمل فأسا وكوريكا, وعدة الشغل, ينتظر هو وآخرون مقاول الأنفار, الذي يعمل في مجال الخرسانة المسلحة, ليعود مع غروب الشمس مكدودا متعبابيومية50 أو60 جنيها, إلا أنها ليست مستمرة كل يوم, وقد يظل بعدها يوما او ثلاثة ايام دون عمل يضيف عادل عبد الحميد يعمل في حمل مواد البناء منذ أكثر من عشرين عاما في منطقة الشهيد, ويتشرف بهذه المهنة التي كان لها الفضل في تربية أولاده الخمسة, أن هذه المهنة تحتاج إلي صبر وجلد وتحمل, وهو لايملك من الدنيا شيئا سوي الصحة والسترويطالب بإنشاء نقابة ينضوي تحتها كل من لا عمل له, تكون سندا لهم, وتعينهم علي نوائب الدهر, داعيا الحكومة إلي تبني هذا الطلب, أسوة بكل من ينتمي إلي مهنة وله نقابة. يقول ناصر سليمان حاصل علي دبلوم ان الأوضاع لم تتغير كثيرا بل زادت قسوة ومرارة, فقد فات قطار العمل الحكومي الذي طال انتظاري له بعدما تقدمت كثيرا لشغل وظيفة مما أعلنت عنها الحكومات السابقة, إلا أن الرد كان دائما أن تلك الإجراءات صورية والموظفون معروفون, والآن الجميع يخبرني أن فرصة التحاقي بعمل في إحدي المؤسسات الحكومية أصبح دربا من الخيال بعد تجاوزي الأربعين مضيفا, لدي خمسة أولاد وابحث عن قوت يومي لندرة الأعمال بالقرية فلا يوجد في قرانا مصانع أو شركات, ولا نجد في منازلنا سوي آهات الأوجاع وصورة الفقر التي تلازمنا نهارنا وليلنا. يقول ابراهيم السيد عامل اخرج كل صباح من بيتي, داعيا ربي أن يفتحها في وجهي, وأن أعود آخر النهار مجبور الخاطر, وقد قني الله برزق العيال, محملا جيبه ببضعة جنيهات يذر بها الرماد في عيون زوجته وأولاده. يؤوكد حسن عبد المقصود عامل ان عمله بالمعمار أشرف من التسول وهو سعيد بعمله, ويشعر بحالة من الرضا, لأنه ليس لديه بديل سوي هذا العمل الشاق من اجل الحصول علي قوت يومي لتربية أولادي.