كنت مع نادي الزمالك في المنيا أوائل التسعينيات عندما كان يحصد بطولة الدوري الممتاز, وبعد المباراة التي فاز فيها الفريق1/6 وقفت مع الكابتن فاروق جعفر وساعتها قلت له إنك الآن أسعد الناس ليس فقط بالفوز علي المنيا في الدوري الممتاز ولكن بما فعله جمال عبد الحميد وتسجيله بالطريقة المعتمدة.. فقال لي هل رأيت ما كان يحدث في التدريبات.. وماذا كنا نفعل في الأيام التي سبقت المباراة.. قلت له: وكنت أتابع الأوقات الطويلة التي كنت تتحدي فيها جمال عبد الحميد في التدريب علي التسجيل من مثل هذه الكرات, تذكرت هذا المشهد وأنا أتابع مباراة الزمالك مع طلائع الجيش مساء أمس.. فلم يتردد فاروق جعفر في أن يغير من طريقة اللعب باقتدار بعد أن سجل علاء علي هدف الزمالك الأول إذ تحول الفريق هجوميا مع عدم الإخلال بالسيطرة علي منطقة وسط الملعب, وبلغ التركيز قمته عند فاروق جعفر عندما احتسب الحكم ياسر عبد الرءوف ركلة حرة خارج منطقة الجزاء إذ ظهر أن اللعبة متفق عليها وتم تدريب اللاعبين عليها وكانت النتيجة أن سجل حسام عبد العال هدف التعادل, وحتي بعد أن سجل الزمالك هدفه الثاني والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة عاد الطلائع إلي المباراة ونجح في التعادل2/2 عن طريق صلاح أمين الأمر الذي يؤكد أنه مدرب قدير وكبير يعرف ماذا يفعل.. وكيف يتعامل مع المتاح له من لاعبين! ويقف مختار مختار كواحد من المدربين المشهود لهم بالكفاءة ليس فقط لأنه قاد المصري لفوز تاريخي علي الإسماعيلي في بورسعيد, ولكن لأنه بعد نجاحه مع بتروجت استطاع أن يقدم للمدينة الحرة فريقا متميزا يحقق نتائج طيبة مع العروض الرائعة الثابتة, وهي شهادة أخري للمدرب المصري الذي له وجه آخر لا يعرف إلا الفشل مهما كان اسم النادي الذي يدربه وتاريخه وإمكانياته المادية والمعنوية التي تحرك الحجر, ولكنه يأبي أن يتحرك, حتي زهقت منه أمة لا إله إلا الله!