في الحلقة السابقة اوردنا اعترافات منفذي عملية اغتيال محمود فهمي النقراشي, وكيف جري التخطيط لتنفيذ العملية وصولا إلي اتفاق المتهمين علي الخطة وانتظارهم لليوم المناسب لتنفيذها ونعرض اليوم مراحل تنفيذ العملية واعترافات المتهمين بتنفيذها كما رووها علي لسانهم وكما اثبتتها مذكرة نيابة الاستئناف. وفي يوم الاثنين20 ديسمبر سنة1948 ذهب عبدالمجيد إلي المنزل الذي أعد لتغيير ملابسه فيه حيث وجد أحمد فؤاد وعبدالحليم محمد أحمد وجلال الدين يسن وارتدي عبدالمجيد سترة الضابط كما ارتدي جلال سترة الكونستابل وتم ذلك باشراف أحمد فؤاد وأعطي هذا لعبد المجيد مسدسا برتا كما اعطي جلال طبنجة كولت واتفقوا علي أن يذهب عبدالمجيد إلي قهوة الأعلام وجلال إلي المقهي الكائن امام وزارة الداخلية وتلقي عبدالمجيد في القهوة الأولي اخطارا تليفونيا باقتراب موعد وصول المجني عليه فذهب إلي وزارة الداخلية وشاهد محمود فرغل المتهم السادس خارجا منها وبقي عبدالمجيد في بهو الوزارة نحو نصف ساعة ولم يحضر النقراشي باشا فذهب عبدالمجيد إلي جلال في القهوة التي كان ينتظره فيها وأخبره بما حصل وعاد إلي ذلك المنزل بشبرا حيث غير ملابسه ووجد أن جلال الدين قد سبقه إليه وخلع سظترة الكونستابل, وبعد الظهر قابل عبدالمجيد محمود فرغل وعلم منه ان النقراشي باشا لا يحضر إلي وزارة الداخلية إلا في أيام الأحد والثلاثاء والخميس وادرك من ذلك انه قصد اجراء تجربة عملية وفهم من محمود فرغل انه مكلف هو الآخر بقتل النقراشي باشا وفي المساء قابل أحمد فؤاد في منزله وأخبره بحديث محمود فرغلي معه فأجابه احمد فؤاد بأنه قد عدل عن تنفيذ القتل بواسطة محمود فرغلي وامره هو بالتنفيذ. كلاكيت ثاني مرة: وتمضي مذكرة نيابة الاستئناف لتذكر وفي اليوم التالي( الثلاثاء21 ديسمبر سنة1948) وفي صبيحة هذا اليوم ذهب عبدالمجيد إلي منزل شبرا حيث ارتدي هو وجلال كل سترته العسكرية تحت إشراف احمد فؤاد وذهب كل إلي المقهي المعين له, ولم يتلق عبدالمجيد الاخطار التليفوني وعلم فيما بعد أن السبب يرجع إلي ان سيارة النقراشي باشا قد غيرت طريقها المعتاد واتفق عبدالمجيد وأحمد فؤاد وجلال علي المقابلة في ميدان فاروق الساعة5 مساء وتقابلوا فيه في الموعد المحدد وامرهما أحمد فؤاد بالذهاب إلي منزل عاطف عطية في اليوم التالي( يوم الاربعاء22 ديسمبر سنة1948) وفيه تقابل عبدالمجيد وجلال في قهوة ايزائيفتش بميدان الخديوي اسماعيل وذهبا معا إلي منزل عاطف عطية حيث كان موجودا هو والسيد فايز وأحمد فؤاد وقال هذا الأخير ان تنفيذ الجريمة قد أرجئ حتي تتخذ الاحتياطات لضمان سلامة الشيخ حسن البنا ان فكر احد في قتله انتقاما لقتل النقراشي باشا واتفقوا علي المقابلة في منزل عاطف عطية في مساء يوم السبت التالي(25 ديسمبر سنة1948) وذهب عبدالمجيد إلي المنزل في الموعد المحدد حيث وجد كلا من عاطف وأحمد فؤاد والمتهم الثاني محمد صلاح الدين عبدالمعطي, والمتهم والثالث شفيق ابراهيم أنس وقال أحمد فؤاد انه حدث تغيير في الخطة يقضي بأن يلبس شفيق انس سترة الكونستابل بدلا من جلال وان يلبس محمود كامل المتهم الرابع سترة جندي بوليس وان المقصود من ذلك ان يعاونا عبدالمجيد علي الهرب ان أفلح في تنفيذ الجريمة وان ينفذاها ان فشل هو في ذلك وتسلم كل منهما مسدسا كما تسلم شفيق انس قنبلة فسفورية واتفقوا علي التنفيذ في اليوم التالي( الأحد26 ديسمبر سنة1948). كلاكيت ثالث مرة: وفي صباح هذا اليوم ذهب عبدالمجيد إلي منزل شبرا حيث وجد كلا من شفيق انس ومحمود كامل وأحمد فؤاد ولبس هو والاثنان الاولان كل سترته المخصصة له وذهب عبدالمجيد إلي قهوة الإعلام كما ذهب زميلاه إلي القهوة الكائنة امام وزارة الداخلية ولم يتلق عبدالمجيد الاخطار التليفوني فعاد إلي منزل شبرا حيث لحق به شفيق أنس ومحمود كامل وابدلوا ملابسهم وقابل عبدالحميد أحمد فؤاد ظهرا فنبه عليه بالحضور إلي منزلة في المساء مع محمود كامل كما نبه علي شفيق انس بذلك وفي المساء مر علي محمود كامل في منزله بشبرا وصحبه إلي منزل احمد فؤاد حيث وجدا معه شفيق انس والسيد فايز وأمرهم احمد فؤاد والسيد فايز بالتنفيذ في يوم الثلاثاء التالي(28 ديسمبر سنة1948). يوم الاغتيال: وفي صبيحة هذا اليوم ذهب إلي منزل شبرا حيث وجد شفيق أنس ومحمود كامل ولبس كل سترته العسكرية وذهب عبد المجيد إلي قهوة الأعلام علي أن ينتظر شفيق أنس ومحمود كامل في القهوة الأخري وتلقي عبد المجيد الإخطار التليفوني فدخل بهو الوزارة وانتظر فيه حتي قدم المجني عليه وسار في طريقه الي المصعد فأطلق عليه الرصاص. شاهد يروي كيفية التخطيط للجريمة: وتمضي مذكرة نيابة الاستئناف فتسرد أن عبد المجيد احمد حسن قد تعرف علي كل من المتهمين الاول والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والثامن السيد فايز عبد المطلب وشفيق ابراهيم انس ومحمود كامل السيد وعبد الحليم محمد احمد ومحمود حلمي فرغل ومحمد احمد علي وجلال الدين يسن عند عرض كل منهم عليه بين آخرين. وأرشد عبد المجيد عن منازل السيد فايز عبد المطلب ومحمود كامل السيد ومحمود حلمي فرغل ومحمد احمد علي كما وصف منزل كل من السيد فايز وعبد الحليم محمد احمد وصفا دقيقا تبينت صحته. ثانيا: نفي المتهم الثامن جلال الدين يسن بادئ الأمر الوقائع التي ذكرها عبد المجيد احمد حسن عنه وعاد فأقر بعد مواجهته له وقرر أنه تقابل مع المتهم الخامس عبد الحليم محمد وصحبه في منزل عاطف عطية حيث اجتمع معه ومع عبد المجيد احمد حسن والضابط فريد( الاسم المستعار لأحمد فؤاد) والمتهم الأول السيد فايز عبد المطلب وحضر بعد قليل الشيخ سيد سابق وأدار السيد فايز دفة الحديث باعتباره رئيسا ورسم أحد الحاضرين مبني وزارة الداخلية وتحدث السيد سابق حديثا عن الشهداء قال فيه ان عبد الرحمن عبد الخالق استشهد في فلسطين وصارت الجنة من نصيبه وأفهم السيد فايز جلال الدين يسن بأن عليه أن يلبس سترة كونستابل وينتظر في مقهي أمام وزارة الداخلية وان يدخلها عند سماعه صوت الرصاص لمعاونة عبد المجيد علي الهرب وأمره السيد فايز بأن يذهب مع عبد الحليم محمد احمد إلي منزل في شبرا ليلبس فيه سترة الكونستابل وفي صباح اليوم التالي ذهب مع عبد الحليم إلي منزل في شبرا حيث وجد الضابط فريد وكذا عبد المجيد لابسا سترة ضابط بوليس ولبس هو سترة كونستابل وخرج عبد المجيد من المنزل قبله ثم ذهب هو الي المقهي الكائن أمام وزارة الداخلية حيث وجد فيه شفيق ابراهيم أنس المتهم الثالث وقد انصرف هذا بعد فترة وحضر بعد ذلك عبد المجيد وقال ان النقراشي باشا لم يحضر الي الوزارة فعاد جلال الي منزل شبرا حيث أبدل ملابسه وفي المساء ذهب إلي منزل عاطف عطيه حيث وجده هو والسيد فايز واحمد فؤاد وعبد المجيد احمد حسن وروي عبد المجيد ما حصل في ذلك اليوم وقال انه علم من أحد الاخوان بأن النقراشي باشا لايحضر الي وزارة الداخلية يوم الاثنين واتفق علي التنفيذ في اليوم التالي وفي صباح هذا اليوم ذهب جلال الي منزل شبرا حيث لبس هو وعبد المجيد سترته العسكرية بحضور احمد فؤاد وذهب الي المقهي الكائن أمام وزارة الداخلية في انتظار تنفيذ الجريمة ووجد فيه شفيق ابراهيم أنس وأدرك من الحالة التي شاهدها أنه يراقبه وانصرف شفيق من المقهي فقام جلال منه هو الآخر وقد عدل عن الاشتراك في التنفيذ ولكنه فكر ثانية في العودة لمقابلة عبد المجيد وقابله عائدا في الطريق وأخبره هذا أنه لم يتلق الإخطار التليفوني واتفق معه علي المقابلة في ميدان فاروق حوالي الساعة6 مساء وقابله في الموعد المحدد وكان معه الضابط فريد الذي أمرهما بمقابلته أمام دار الحكمة الساعة8,30 مساء فجلس هو وعبد المجيد في قهوة ايزائيفتش بميدان الخديوي اسماعيل وركبا الترام قبيل الموعد المحدد في طريقهما الي دار الحكمة فقابلا فيه الضابط فريد وذهب ثلاثتهم الي منزل عاطف عطية حيث وجداه هو والسيد فايز وعارض جلال في اشتراكه في تنفيذ الجريمة واحتج بمرضه وسافر في صباح اليوم التالي الي بلدته المنصورة وعاد منها في يوم السبت وفي يوم الثلاثاء التالي علم بحادث القتل. وقد تعرف جلال الدين يسن علي كل من عاطف عطية حلمي والسيد فايز عبد المطلب وعبد الحليم محمد احمد عند عرضهم عليه بين آخرين. ووصف جلال منزل كل من السيد فايز وعاطف عطية وصفا صحيحا وأرشد عن منزل ثانيهما وعن المسكن الذي كان يغير فيه ملابسه بشبرا فتبين أنه الشقة الواقعة علي اليسار في الطابق الأول من المنزل رقم35 شارع علي يونس بشبرا المملوك للشاهد الأول محمد احمد دياب وهو نفس المسكن الذي أرشد عنه عبد المجيد وقالت صديقة طه محمد زوجة صاحب المنزل أنها سبق ان شاهدت جلال هذا يتردد علي منزلها .ثالثا: ثبت من الاطلاع علي جدول الخلايا المحرر بخط السيد فايز عبد المطلب انه قد أثبت فيه اسماء المتهمين السابع والثامن والتاسع محمد احمد وجلال الدين يسن ومحمد نايل محمود ابراهيم وأمامهم علي التوالي أرقام141 و262 و128 وقد ضبطت في حافظة مصطفي مشهور المشار اليها في القائمة الاصلية قائمة شهود الإثبات وسنأتي علي ذكرها في الحلقات التالية) ثلاثة تقارير تحمل رقم141 عن محال عمر افندي وبوندي ونيقولا ماراتوس ثبت من تقرير الخبراء انها مكتوبة بخط المتهم السابع محمد احمد علي ووصف كل منها المحل ومافيه من بضائع وكيفية وضع مادة مفجرة فيه كالجليجنايت كما وصف طريقة الهرب بعد ارتكاب الحادث. والي اللقاء في الحلقة القادمة, لنكمل اعترافات الجناة وملاحظات النيابة العمومية. [email protected]