لم يعد للشيخ حسن نصر الله نفس القبول الجماهيري السابق وبات عليه ان يبذل جهدا مضاعفا في خطاباته التي يلقيها من خلال الشاشة العملاقة, وان يستخدم كلمات ثقيلة حتي ترتفع الايدي بالهتاف المعروف.. وفي آخر اطلالاته قال الشيخ حسن ان حزب الله يمتلك القدرة علي تدمير مطارات اسرائيل إذا قامت بتدمير مطار بيروت, والامر نفسه بالنسبة لمحطات الكهرباء والمصانع وغيرها من منشآت البنية التحتية.. ولكنه لم يقل لنا.. ثم ماذا بعد؟ هل هي المنافسة علي قوة التدمير كما حدث في العدوان الإسرائيلي الوحشي علي لبنان والذي راحت ضحيته اعداد كبيرة من الابرياء الذين دفعوا حياتهم من أجل اثبات القدرات الفائقة للصواريخ الإيرانية, وحتي تصل الرسالة الي واشنطن باعتبار ان اصل الصواريخ يمكنه اصابة الجنود الأمريكيين في العراق والخليج. هل تحول لبنان الي مجرد ارقام ومنشآت خرسانية يمكن بناؤها بالأموال الإيرانية وعائدات النفط عقب استخدامها في المناورة مع الولاياتالمتحدة وإسرائيل. ولماذا يخرج الشيخ حسن ليقول هذا الكلام الآن؟
لقد اصبح واضحا الارتباط بين ازدياد الضغوط الدولية علي إيران والاطلالات النارية للشيخ حسن والتي تبشرنا بالدمار والخراب وحتي يصف لنا.. كم نحن سعداء الحظ. لبنان الحضارة والتاريخ والحاضر والمستقبل لا يمكن اختزاله في مطار ومصنع كما تحدث زعيم حزب الله. والأهم والاخطر ان لبنان دولة لها مؤسساتها الرسمية التي تستطيع ان تحدد مواقفها من قضايا الحرب والسلام, ولو جاءت تلك الكلمات علي لسان رئيسا او رئيس وزرائها أو وزير الدفاع لكان الوضع مختلفا والتأييد له امرا مفروغا منه..
كفي التعامل مع دول وشعوب المنطقة علي أنها حقل للتجارب والاختبارات السياسية والعسكرية والاعلامية وابسط حقوق الدولة اللبنانية احترام المراجع الرسمية وليست الدينية.. نقول للشيخ حسن كلمة اخيرة, لقد أصبحت القلوب تنقبض فور الاعلان عن خطاب او كلمة لأنها تحمل انذارا ولو كاذبا بوقوع كارثة.. أليس كذلك.. [email protected]