باتت شخصية حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني محط أنظار عشرات الباحثين والمستشرقين وعلماء النفس الذين صار تحليل خطابات وكلمات نصر الله شغلهم الشاغل في أعقاب اندلاع الحرب في جنوب لبنان وبعد نجاح حزب الله في إرسال رسائل تحمل المفاجآت التي لم تكن تخطر على بال أحنك سياسي أو عسكري صهيوني. صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية قالت في عددها الصادر صباح الثلاثاء 1-8-2006 إن طاقما يتكون من خمسة عشر باحث استخبارات ومستشرق وعالم نفس، تابع ظهور الشيخ نصر الله في وسائل الإعلام على مدار الأسابيع الأربعة الأخيرة ويعد "بروفيل" متجدد للأمين العام لحزب الله، بحيث يستند هذا البروفيل إلى مادة استخبارية، وتحليل دقيق لكنز الكلمات التي يستخدمها نصر الله في خطاباته وتحليل مظهر وجهه ولغة جسده". وبحسب الصحيفة العبرية فإن الباحثين وعلماء النفس يجرون أيضا مقارنة بين ظهور نصر الله السابق أمام الكاميرات مقابل تصريحاته الشهر الماضي "وأحد معدي البروفيل يشدد على أن نصر الله هو شخصية يعيش على الإعلام، وأن هذا شخص يستعد جيدا لظهوره، وحسب هذا الشخص فإنه في خطابي نصر الله الأخيرين فوجئنا أنه قرأ من نص مكتوب". وتردف يديعوت بالقول إنه في مجموعة معدي البروفيل، الذين يستندون إلى ست حالات ظهور لنصر الله منذ اندلاع الحرب، يسود الإجماع في الرأي بأنه كلما طالت الحرب يبث نصر الله الانطباع: تورطت، ليس هذا ما خططت له، وهو يبث التكدر" على حد وصف الصحيفة العبرية. ونقلت يديعوت أحرونوت عن أحد الخبراء المتابعين لشخصية الشيخ حسن نصر الله قوله:حللنا كنز الكلمات التي استخدمها نصر الله في خطابه الأول وعدد المرات التي دعا فيها إلى وقف النار، ونحن نقدر بأن هذه الحرب أطول مما ينبغي بالنسبة له، وهذا ليس ما فكر في أن يتطور في أعقاب اختطاف الجنديين". ويضيف الخبير: منذ خطابه الأول تحدث عن مفاوضات وعن صفقة التبادل، نصر الله استعد لحملة "ضربة واحدة وانتهينا: اختطاف، مفاوضاته طويلة ومضنية، وصفقة تخرجه كبطل قومي في لبنان، ولكن هذا لم يسر حسب السيناريو الذي أعده" بحسب تعبيره. مشارك آخر في إعداد البروفيل الاستخباري لنصر الله-تضيف يديعوت- يشير إلى الفارق بين طريقة التحليل في وكالة الاستخبارات الأمريكية، التي أعدت بروفيل صدام حسين وبين طرق التحليل الاستخباري في إسرائيل: الأمريكيون اكتفوا بتحليلات نفسية بالنسبة لشخصية معينة كمحور للتقدير، أما عندنا، فإن البروفيل أكثر تعقيدا ويستند إلى صورة استخبارية شاملة، للجانب النفسي ولغة الجسد فيها وزن معين، ولكن لتحليل التصريحات والمقارنة بين الماضي والحاضر هناك وزن أكبر، في الحالتين، من الصعب إعداد بروفيل دقيق، بسبب انعدام القدرة على الوصول إلى بطل البروفيل". ويقول الخبراء النفسيون في دولة الاحتلال إن نصر الله هو "رجل فهيم على نحو مدهش"ولكن في ثلاث حالات ظهور اخيرة شخصوا لديه انعداما للتركيز، كنز كلمات اعتذاري ومتكدر" بحسب مزاعمهم. أحد الباحثين الصهاينة زعم أيضا أن نصر الله، الذي يعرف إسرائيل بشكل لا بأس به، يشعر بأنهم ورطوه وقادوه إلى وضع غير جيد "نحن نشخص لديه مزاجا قلقا، وجد تعبيرا حادا جدا له في خطابه الأخير، في نهاية الأسبوع". في المقابل قال باحثو الاستخبارات وعلماء النفس إنهم لم يشخصوا لدى الشيخ نصر الله مؤشرات خوف، كمن يخاف من أن يكون موشكا على الموت" وحسب تحليلنا فإن نصر الله مقتنع بأن له مستقبل، ولكن عليه أن يتصدى للتحدي الذي وقع عليه بالمفاجأة، نصر الله كان يرغب في أن يلقي خطابا في بنت جبيل ويعلن عن النصر".