أفاد بحث أكاديمي أعده ضابط كبير في شعبة الاستخبارات العسكرية الصهيونية أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله هو الزعيم العربي الأول الذي حقق قدرة تأثير على الجمهور الصهيوني في خطاباته منذ عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر. وذكرت صحيفة "هاآرتس" الاثنين أن البحث الأكاديمي الذي أعده العقيد رونين في إطار دراسته بجامعة حيفا للحصول على شهادة الماجستير استند إلى خطابات نصر الله خلال حرب لبنان الثانية التي اندلعت في مثل هذا اليوم قبل أربع سنوات.
ويتولى رونين حاليا منصب ضابط الاستخبارات في قيادة الجبهة الوسطى لجيش الاحتلال الصهيوني، وكان تولى في الماضي مناصب رفيعة في قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية.
وتم بث خطابات نصر الله 10 مرات خلال أيام حرب لبنان الثانية ال34 وحدها.
وكتب رونين في بحثه أنه في ظل التهديد الصهيوني استخدم نصر الله خطاباته كوسيلة وحيدة لتمرير رسائله إلى الجمهور. واعتبر الضابط الصهيوني أن هذه الخطابات كانت الوسيلة الهجومية الوحيدة التي استخدمها حزب الله إلى جانب إطلاق الصواريخ باتجاه الدولة الصهيونية، بينما في الجوانب الأخرى انشغل حزب الله بالأساس في معارك دفاعية بلبنان.
ويصف الضابط الصهيوني نصر الله بأنه الزعيم العربي الأول الذي طوّر قدرة للتأثير على الرأي العام الصهيوني منذ عبد الناصر في سنوات الستين من القرن الماضي.
وتمت تغطية خطابات نصر الله في الدولة الصهيونية بشكل واسع خلال الحرب وحظيت بردود فعل شديدة من جانب القيادتين السياسية والعسكرية في تل أبيب.
ورأى رونين أن أسلوب الخطابة ومضمون الخطابات تأثرا من رؤية نصر الله لتطورات الحرب، ولو أن تل أبيب حللت هذه الرؤية بشكل عقلاني خلال الحرب فلربما كان سيؤثر ذلك على اتخاذ القرارات.
ويذكر أن لجنة "فينوجراد" التي حققت في أداء القيادتين السياسية والعسكرية في تل أبيب خلال الحرب، وجهت انتقادات شديدة إلى صناع القرار في تل أبيب وشددت على أن هاتين القيادتين فشلتا في أدائهما.
وأشار رونين إلى أن المصطلح المركزي الذي استخدمه نصر الله في خطاباته هو (الصمود) وأن أسلوب الخطابة هذا غايته تعزيز الصمود في الجانب اللبناني خلال الحرب بواسطة ثلاثة عوامل: الوحدة اللبنانية والتضامن بين فئات المجتمع، ووضع حزب الله ومقاتليه والسكان الشيعة، وترسيخ الردع تجاه الدولة الصهيونية، وقد رأى نصر الله بالصمود في هذه المجالات الثلاثة على أنه مفتاح النجاح في الحرب.
وأضاف رونين أن نصر الله ركّز على ما اعتبره إثباتات على ضعف الجيش الصهيوني وتفاخر بالمفاجآت، وأولها إطلاق صاروح أرض – بحر باتجاه بارجة حربية إسرائيلية وحاول خلق ردع ضد اجتياح بري صهيوني للبنان.
ووفقا لرونين فإن نصر الله رأى أن مصدر الضعف الصهيوني هو الخوف من الأضرار الاقتصادية والخسائر البشرية بسبب إطلاق حزب الله الصواريخ باتجاه الجبهة الداخلية الصهيونية واقتبس من خطابات نصر الله قوله إن "الإسرائيليين يهتمون بالدم والمال".
وأشار رونين إلى إجابة نصر الله على سؤال لمراسل الجزيرة، في مقابلة أجريت في 27 يوليو 2006، أي خلال الحرب، حول كيف يعرّف الانتصار في الحرب.
وأجاب نصر الله أنه "إذا نجحنا في الدفاع سننتصر، والنصر من وجهة نظرنا هو أن تستمر المقاومة وأن يبقى لبنان موحدا ولا يوافق على شروط مهينة وطالما أن الصواريخ تطلق وتسبب ضررا للصهاينة".
وكتب رونين في بحثه أن مقاومة حزب الله استمرت حتى اليوم الأخير للحرب والوحدة اللبنانية لم تتضرر، أما بالنسبة للشروط المهينة فإن الجواب ليس قاطعا، فقد اضطر نصر الله إلى الموافقة على انتشار الجيش اللبناني وقوات يونيفيل في الجنوب وهو أمر عارضه في بداية الحرب.