الأكثر تأثيراً في الإسرائيليين منذ عبد الناصر حسن نصر الله كشفت دراسة أكاديمة لاستخبارات هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أن حسن نصر الله الأمين العام لمنظمة حزب الله اللبنانية هو القائد الأول والزعيم رقم 1 بالعالم العربي منذ عقود، موضحة أن نصر الله ملأ الفراغ الذي تركه رحيل الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر وفقا لما كشفته صحيفة هاآرتس الإسرائيلية في تقرير لها أمس. وأوضحت هاآرتس أن الدراسة الأكاديمية قام بها أحد لواءات سلاح المخابرات بالجيش الإسرائيلي والذي تولي عدداً من المناصب القيادية بالسلاح، موضحة أن الدراسة تمت مناقشتها لنيل درجة الدكتوراه من جامعة حيفا الإسرائيلية مؤخرا. وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن الدراسة كشفت تميز ناصر ونصر الله بقدرة كبيرة في التأثير في الجماهير الإسرائيلية من خلال خطبهم السياسية، مضيفة في تقرير لها أن الدراسة الأكاديمية لجهاز الاستخبارات ركزت علي خطب أمين عام حزب الله خلال حرب لبنان الثانية التي نشبت بين منظمته وتل أبيب في صيف 2006. وذكرت الدراسة أن خطب نصر الله تم بثها عشرات المرات خلال أيام الحرب التي استمرت لنحو 34 يوماً، مضيفة أن تلك الخطب كانت وسيلة لأمين حزب الله بنقل رسائله للجماهير سواء الللبنانية أو الإسرائيلية مما كان له تأثير شديد في الرأي العام الإسرائيلي لم تعرفه تل أبيب منذ عهد جمال عبد الناصر الرئيس المصري الأسبق وخطبه في فترة الستينيات، وهو التأثير الذي جعل نصر الله يحصل علي لقب القائد العربي الأول والزعيم رقم 1 بالعالم العربي منذ رحيل عبد الناصر. وأوضحت أن تصريحات الأمين العام للمنظمة اللبنانية كانت تدرس بدقة وبحذر علي كل الأصعدة الأمنية والسياسية والعسكرية الإسرائيلية خلال حرب 2006، مضيفا أن المصطلح الذي يبثه نصر الله عبر خطبه لتشجيع قواته وهو مصطلح «الصمود» حقق هدفه بتقوية الجبهة اللبنانية أثناء الحرب، لافتة إلي تحقق ذلك علي 3 مستويات، أولها الوحدة اللبنانية والتكاتف بين شرائح المجتمع، وثانيها تدعيم مركز المنظمة اللبنانية ومحاربيها، بالإضافة إلي نجاح نصر الله في استخدام الردع ضد إسرائيل. وقالت الدراسة إن نصر الله ركز من خلال خطبه علي كشف نقاط ضعف القوات الإسرائيلية خلال الحرب بهدف إضعاف ثقة الجماهير بتل أبيب في قيادتها العسكرية والاستخباراتية، موضحة أن الأمين العام لحزب الله كان يتحدث بفخر عن نجاح صواريخه في ضرب سفينة الصواريخ الإسرائيلية «حانيت» والتي كانت من ضمن القوات المشاركة في حرب 2006 كما قام بالتركيز علي مخاوف الإسرائيليين من إصابة جبهتهم الداخلية وتهديدهم بإطلاق مزيد من الصواريخ داخل الأراضي الإسرائيلية لنفس الهدف، وهو إضعاف الثقة في قيادات تل أبيب. وأشارت إلي أن تصريحات أمين المنظمة اللبنانية كان يتم بثها بشكل متواصل لرفع الحالة المعنوية للجنود ودفعهم لمقاومة الهجوم الإسرائيلي من قوات برية وصواريخ، موضحة أن خطب نصر الله كانت إحدي الوسائل الهجومية ضد قوات تل أبيب، بالإضافة إلي أسلحته الأخري. كما أوردت الدراسة الأكاديمية بعض التصريحات التي أدلي بها نصر الله لمراسل قناة «الجزيرة» الفضائية خلال الحرب حول تعريفه مصطلح «النصر»، مضيفة أن الأخير عرف النصر بالنجاح في الدفاع المستمر وحتي النهاية عن الأراضي اللبنانية عندها سننتصر، قائلا إن المقاومة ستستمر وأن لبنان سيبقي موحداً ولن يوافق علي شروط مهينة طالما أن الصواريخ تطلق ضد تل أبيب وتسبب ضررا للصهاينة.