كثير من الكتب ظهرت لتتحدث عن الصحافة بل هي مئات الكتب لكنها متنوعة منها ماكتب ليدرس إلي طلبة الصحافة في كليات بلغت نحو20 كلية في مصر كلها منها الجامعات المصرية ثم الجامعات الاجنبية.. وكتب فرادي تطوع لكتابتها بعض الصحفيين الكبار المتمرسين في فنهم.. ثم هناك كتب خاصة صدرت عن الصحف والمجلات المصرية خاصة العريق منها.. وقد قامت مكتبة الاسكندرية بعمل بعض الكتب دور الصحف وهذا طبعا عمل مشكور لإننا فعلا نريد أن نعرف خاصة العاملين في الصحف ماهي قصة الصحافة المصرية من كفاح الي كفاح مزاملة صدق الكلمة.. وحروب الكلمة وحروب الحريات التي عادة ما تسلب في بعض العصور ومايترتب علي ذلك من صدق الكاتب واستجابة القارئ. نحن في حاجة إلي كتاب شامل يكتب بطريقة تاريخية عن خط سير الصحافة منذ إنشاء الوقائع المصرية إلي ظهور الصحف الشعبية للمفكرين المصريين ثم ظهور صحافة الكلام.. طريق طويل ايضا مع أمثال أحمد لطفي السيد والشيخ محمد عبده والشيخ علي يوسف وسعد باشا زغلول وصحافة ثورة19 ثم صحف الاحزاب الكثيرة التي ظهرت بعد دستور1923 وما تبعه من انشاء الجامعة وظهور صحف كثيرة اختفي منها الكثير حتي صحيفة المقطم صحيفة المستعمر الانجليزي أيضا اختفت ثم صحافة ثورة1952 وما تبعها من تأميم الصحافة في مايو1960 وماتبعه من اجراءات وظهور اقلام جديدة شابة وعدد من الصحفيين من خريجي جامعة القاهرة وخريجي الجامعة الامريكية.. وأصبحت الصحف الكبيرة هي دعامة هذه الفترة إلي أن ظهرت الصحف المستقلة التي لها صاحب رأس مال والتي جعلت من الصحفي نجما مثل نجوم السينما والتليفزيون ونجوم كرة القدم أيضا نحن أمام طريق طويل في مشوار كثير من المتغيرات.. ولهذا نحن في حاجة إلي اعادة تصنيف دور الصحافة في كل مرحلة ليس فقط لكي نعلم من نحن ولكن لنعرف منها كيف تطور الانسان المصري.. وماذا عرف من حريته وحالته الاقتصادية والاجتماعية ثم حالته السياسية وإلي أين هو ذاهب! أسوق هذا الكلام وأنا أتأمل كتابا صغيرا اسمه أسرار صحفية كتبه الراحل الصحفي الفيلسوف الذي اشتهر بدوره في نقابة الصحفيين الاستاذ حافظ محمود يقول في كتابه هذا الذي صدر عام1975 بالنص. ربما كان من عظمة الصحافة أن عتاه الذين حكموا العالم كانوا يحاولون أن يضعوها في قفص الاتهام.. فإذا بهذا القفص يتحرك بقوة الدفع الصحفي ليأخذ مكانه فوق منصة القضاء. وكنت أعرض هذه النظرية علي طلبة الصحافة الذين اسميهم زملاء المستقبل فإذا بعضهم يلبس ثوب الادعاء ليتهم جيلي في الصحافة بالتقصير عن تقديم المادة الكافية التي تؤكد النظرية.. وأحسست أنهم علي حق فنحن لم نجد المراجع الصحفية المصرية أو العربية التي كتبها صحفيون ممارسون إلا الشئ القليل وتحت تأثير هذا الاحساس بدأت اكتب أشياء عن الصحافة والصحفيين في بلادنا. وكان علي كما يقول الصحفي حافظ محمود أن الجأ إلي الارشيف فهو مخزن كل صحيفة يحتوي علي مزيد من المعلومات تضيف الينا ولا تنقص. إننا في حاجة إلي دراسة اسرار الصحافة والتحامها مع الناس وما فيها من أسرار سرية.. والتي تتمثل في اسرار بعض الشخصيات الصحفية ورجال المال ونجوم المجتمع السياسي بالذات. كذلك نحن في حاجة إلي معرفة ولو بسيطة عن موجز للغة صالة التحرير والألفاظ الخاصة بالطباعة وكل النواحي الفنية للوقوف بكل المعرفة بين قراء الصحيفة وجيل الصحفيين الجدد كذلك تعريف ماهي المذاهب الصحفية في مصر. إنها محاولة لدراسة تاريخ الصحافة علي أسس فنية جديدة وان كانت هذه الدراسة الشديدة الاختصار تعني في الدرجة الأولي دارسي الصحافة إلا أنها في نفس الوقت تعطي لكل قارئ شيئا من الضوء الذي يريح النظر عند إلقاء النظرة علي تاريخ الصحافة في بلادنا.. وتقدم له أسماء يدعو الوفاء إلي ازالة ستار النسيان عن أصحابها. نحن في حاجة إلي درء الاتهام الكاذب في الماضي ونحن علي الطريق إلي مستقبل أفضل.. سيكون الآن كل يوم.. صحافة تكشف لنا الحقيقة في زمن المعلومة فيه الآن كثيرة ومنوعة لكنها في الحقيقة حقيقة عنكبوتية أو معلومات داخل عنكبوت.. ولهذا يقول الصحفي حافظ محمود إن الغرفة السحرية في كل دار صحفية التي يتمني كل قارئ أن يدخلها.. هي غرفة الإرشيف. ] أقول مع الصحفي حافظ محمود والذي أتمني تخليده في نقابة الصحفيين.. الصحافة الأمينة هي المدرسة الأولي للديمقراطية..,