لا ينبغي أن يتصيد البعض ذلك الموقف الذي اتخذ أخيرا تجاه العديد من قنوات السحر و الشعوذة والتطرف والعري والمتاجرة بأحلام الناس, وإنذار من لا يتعظ منهم بما حدث, لا ينبغي اتخاذ هذه القرارات سببا أو أسلوبا لبدء هجمة لادعاء أن هناك تراجعا في حرية الإعلام وأن حملة منظمة يتم شنها من أجل تقييد حرية التعبير, فلا أظن أن الواقفات عاريات راقصات وهن يسألن أسئلة غاية في البساطة يداعبن بها أحلام الثراء عند البسطاء ليسرقوا ما بجيوبهم من جنيهات كثيرة أو قليلة, لا أظن أن هذا يمتلك صوتا إعلاميا غيابه دلالة علي أن الدولة في مصر بدأت إجراءات تقييد حرية الإعلام, ولا أظن أيضا أن ملتحيا يخرج في إحدي القنوات يتحدث عن علاقة القدرة الجنسية للرجل بطول اللحية ويربط ذلك بالدين والتقوي, لا أظن أن غياب هذا أيضا تقييد لحرية التعبير, وليست أيضا القنوات التي تحض علي نشر آراء دينية متطرفة و تحض علي التطرف و المغالاة وتدعو للتشدد وعدم التسامح بين أطراف الأمة المصرية الواحدة وبين أهل الدين الواحد, فليس غياب هذا القنوات أيضا ضد حرية الإعلام, الذي يحتاج إلي محاسبة هو ذلك الذي سمح منذ البداية بهذه القنوات وتركها تنتشر حتي صارت كالسرطان. ليس معني أن يكون الشخص معارضا, أن يظل معارضا لأي قرار حتي لو كانت فيه مصلحة الأمة, وأتمني أن نجتمع هذه المرة علي فهم ما يحدث وتدعيم الدولة المصرية الدولة بمفهوم الدولة وليس فقط الحكومة في هذا الموقف.