دخلت عالم الفيديو... عالم الثلاث كاميرات.. كما أحب أن أطلق عليه... وكان هذا بعد نجاحي الكبير في عالم السينما... وعندما تدخل إلي استوديو الفيديو تجد أمامك مباشرة ثلاث كاميرات تقف لك بالمرصاد. فهي تحاصرك أثناء تمثيلك من جميع الاتجاهات.. وتعمل في وقت واحد مع كل لقطة لك أو لمن معك من أبطال العمل.. وعليك أن تلاحقها ولا تدعها تفلت منك... وإلا سيتوقف التصوير.. إن الفيديو عالم ساحر... تقف أمام أسراره حائرا.. فإذا اندهشت وأخذك اندهاشك إلي منطقة العجز عن مجاراة إمكانياته تخسر عالم الفيديو... وتهرب منك تجربة ممثل السينما التي تعودت عليها بكاميرا واحدة لتقف أمام الوحوش الثلاثة.. الكاميرا التي تصورك في الفيديو.. وتصبح واحدا من أولئك الذين فقدوا السيطرة علي اندهاشهم وفقدوا عالم الفيديو وحرموا من دائرته الساحرة.. كنت أعلم منذ اللحظة الأولي التي أقف فيها امام الثلاث كاميرات... أنه يوجد تحد غير مرئي بيني وبين عدسات الكاميرات الثلاث... ولكني أخفيت ذلك التحدي.. وحاولت أن أبدو هادئا... وإن كان كياني يهتز داخليا قلقا ورعبا محببا... استقبلني الاستوديو بترحاب جميل... باعتباري ممثل سينما دخل عالمهم ضيفا لأول مرة خصوصا ذلك المخرج الطيب المخضرم صاحب التجارب السينمائية السابقة الذي جذبه عالم الفيديو وامتزج كل بالآخر... إنه المخرج الكبير الراحل حمادة عبد الوهاب... الذي قدم أعمالا رائعة كان دويها قويا عند مشاهدي التليفزيون... هذا المخرج بالذات كان له أثر كبير في شهرتي في مجال التليفزيون... وأصبح فيما بعد مرشدي... ومكتشفي لكثير من الأعمال التي صنعت مستقبلي التليفزيوني مع نجاحي السينمائي... كان لقائي به في أول أعمالي هو جواز مرور لدخول نجم سينمائي إلي عالم الفيديو... ليعيش عالم هذا الغول... الذي التهم كل نجوم السينما هذه الأيام.. وكان لابد من يومياتي أن تحكي رحلة نجم سينمائي يعيش في عالم الفيديو...!! وإلي لقاء..!!