هذه الحكاية بطلها المخرج نادر جلال.. وهو مخرج سينمائي له أسلوبه الخاص.. ويخرج أعماله السينمائية بالكمبيوتر من زمن بعيد وكانت الحكاية تتنبأ بما حدث الآن في عالم التكنولوجيا الحديثة. والسينما الجديدة.. وكان التنبؤ يؤكد أنه قريبا.. وقريبا جدا.. سوف يجد الممثل نفسه يقف وحيدا في الاستوديو يمثل وحده أو مع ممثل آخر يجمعهما مشهد واحد.. في فيلم.. او مسلسل دون وجود أي بشر آخر غير أبطال المشهد.. فكل شيء يدار بالكمبيوتر في الاتجاهات التي يطلبها المخرج والعدسات تتغير احجامها هي الأخري حسب اللقطات عن طريق الكمبيوتر لتعطي الأحجام المطلوبة.. الاضاءة أيضا تتغير اتوماتيكيا من مشهد الي مشهد حتي الديكورات لاوجود لها ثابتة ولكنها تتغير تظهر وتختفي من مكانها آليا في خلفيات سجلها المخرج في الكمبيوتر.. وتختفي العصا الطويلة التي في آخرها ميكروفون يلتقط الحوار.. ولكن يتم التقاط الصوت من خلال أجهزة غير مرئية وعلي درجة كبيرة من الحساسية.. المونتاج يتم اوتوماتيكيا.. والتحميض والطبع بالنسبة للسينما يتم فورا.. ويعرض علي شاشة امام المخرج الذي يجلس مع مساعديه في حجرة خاصة يتابع العمل. وأصبح من الطبيعي الآن أن تدخل استوديو تصوير في أي تليفزيون فتجد أن كل اضاءة المسلسل مجموعة في جهاز كمبيوتر بأرقام المشاهد وما علي مدير الاضاءة إلا الضغط علي زرار فيرسل الكمبيوتر الاضاءة المطلوبة لكل مشهد. وكثيرا ما تدار الآن كاميرات السينما عن طريق الريموت كونترول في كثير من المشاهد الخطرة التي لايمكن تنفيذها عن طريق المصور الانسان. وقد بدأت كثير من الاستوديوهات في العالم بتطوير نفسها لاستقبال تلك الطفرة الخطيرة التي ستحدث للسينما وصناعتها من خلال التكنولوجيا الجديدة وذلك الساحر الجديد الكمبيوتر.. كان كل هذا هو التنبؤ بما سيحدث.. قبل الحدوث والاندهاش!! المخرج نادر جلال.. واحد من أولئك الذين يؤمنون بالتقدم العلمي المذهل الذي سيفتحه عالم السينما.. انه يتعامل مع السينما علميا الي جانب رؤيته الفنية.. الكمبيوتر في حجرته بالمنزل لايفارقه.. يحاوره ويتعامل معه ويغذيه بتصوراته ومشاهد الفيلم الذي يصوره.. وشكل اللقطات وحجمها.. ثم يلتقي معه كل ليله قبل التصوير.. ويطلب منه المشاهد التي ستصور غدا ولتكن مثلا مشاهد تدور أحداثها في مستشفي.. فيسرع الكمبيوتر باحضارها له.. ويضعها امامه.. أحيانا يطلب من الكمبيوتر ان يعدل الجملة التي في مشهد15 ليضعها امامه.. مكان جملة اخري في مشهد85 مثلا.. في ثوان يتم كل شيء.. يطلب أيضا حجم اللقطة في المشهد اللاحق ليحدد حجم اللقطة التي ستصور الآن.. في ثوان يتم كل شيء.. ويطلب أيضا صورة للديكور ومواقع الممثلين.. وحركاتهم أثناء المشهد واجزاء من المنظر.. وخروج الممثل.. ودخوله من غرفة لأخري. ومكان الكاميرات الخفية.. وكل ما يحتاجه المخرج في مشهد ما يتم في ثوان. تجد هذا المخرج يحمل كل يوم دوسيها بداخله كل ما خزنه في الكمبيوتر ليصوره في هذا اليوم وهو مطمئن.. فان الكمبيوتر نادر جدا.. جدا ما يخطئ وما علي نادر المخرج إلا أن يطلب والكمبيوتر يجيب في ثوان.. انه يحمل في ذاكرته أكثر من3 ملايين معلومة هذا الكمبيوتر.. ويستجيب بسرعة البرق.. ويقول نادر إن الكمبيوتر الذي يعمل عليه أصبح متخلفا فسرعة التطور في عالم الكمبيوتر مذهلة وعلينا أن نلحق بهذا العالم الرائع.. والآن.. وإلا.. سوف يأتي ذلك اليوم القريب الذي سنقف فيه مشدوهين امام السينما الجديدة وعالم السينما الجديدة.. هذه الحكاية.. وهذا التنبؤ عمره-15 عاما- وكان نادر جلال بعيدا عن التليفزيون وعالمه الوحيد كان هو السينما.. وكان لقائي معه ومع التنبؤ المشترك بيننا بعد فيلم الشطار.. الذي قدمته من اخراجه بعد مهمة في تل أبيب.. وفعلا بعد ظهور السينما الجديدة واعلنها فيلم افاتار الذي فجر كنز السينما الجديدة.. اندهشنا.. وبدأت السينما الجديدة عصرها..!!
