أعرف المهندس ممدوح بدر رئيس جمعية المطورين العقاريين معرفة شخصية. التقيته ذات يوم لكي يشرح لي ماذا فعلوا في مشروع مبارك للإسكان. الرجل لم يدخر جهدا لكي يشرح نوعية المباني والشقق التي يبنونها للشباب بأسعار قالوا في البداية إنها منخفضة ثم فوجئ الشباب بأسعار خيالية تفوق قدراتهم. كانت المرة الأولي التي أعرف من خلالها أن المطوروين العقاريين قد أنشأوا جمعية للدفاع عن مصالحهم. المطورون العقاريون في مصر عددهم محدود للغاية.. المهمة جديدة.. بعضهم إن لم يكن معظمهم كانوا يعملون في المقاولات ثم حصلوا علي أراض في عهد محمد ابراهيم سليمان قطعة وراء الأخري. بالأمس قررت الجمعية عقد اجتماع لبحث موقفهم بعد صدور حكم مدينتي من المحكمة الإدارية العليا ببطلان العقد. المطورون العقاريون في حاجة إلي غسل وجوههم في المرحلة المقبلة. هم يعملون في مجتمع يعاني من أزمة إسكان حادة معظمهم اتجهوا إلي الإسكان الفاخر بمن فيهم ممدوح بدر الدين وهو علي ما أعتقد رئيس جمعية مستثمري الشيخ زايد أيضا. عليهم بعد حكم مدينتي أن يقدموا أنفسهم للمجتمع. وظيفة المطور العقاري بالغة الأهمية لأنهم هم البناءون الآن. زمان كان البناءون هم المقاولون. تطور المفهوم الآن. عليهم أن يعملوا في مجتمع صديق.. وبالتالي ينبغي أن ينفوا عن أنفسهم صفة الاستغلال.. استغلال أرض الدولة.. واستغلال حاجة الشباب إلي مسكن يبدأون فيه حياة جديدة. المطور العقاري يحقق أرباحا خيالية.. بعضهم أصبح من أصحاب مئات الملايين. حلال عليهم بشرط أن يقولوا للمجتمع: هل راعوا مصالح الأغلبية من الناس؟ ألم يستغلوهم؟ أسئلة مشروعة!