جمصة.. بلطيم.. رأس البر.. المعدية وادكو.. رشيد.. سيدي بشر.. العصافرة.. الصفا والمروة.. مصايف من نوع خاص.. لن تري فيها أجساما ممشوقة تمشي بخفة ودلع أو أحدث أنواع المايوهات لكن ستري جلابيب طويلة وملايات فرشت بطول الشاطئ.. وحلل محشي وأطعمة من كل صنف ونوع.. محمر ومسبك.. تلك هي مصايف الغلابة.. مصايف الدرجة الثالثة. بأقل التكاليف يستطيع ابناء طبقة ديل السمكة او الدرجة الثالثة الاستمتاع بجو المصيف.. ففي يوم واحد يفعلون ما يفعله رواد المصايف الكبري في اسابيع. ينزلون الماء ويسهرون علي الشاطئ.. يلتقطون الصور في وقت لا يزيد علي14 ساعة وليس14 يوما. الأولة بلطيم ابراهيم بيومي سباك لديه من الاولاد3 اعتادوا الذهاب للمصيف سنويا, في يوم لن يكلف الأسرة كلها70 جنيها كما قال لنا, وحكاية المصيف عنده تبدأ كل عام في نفس التوقيت بعد انتهاء الامتحانات وظهور النتيجة, حيث تقوم نعمة بائعة الخضار بإخبار كل السيدات بإنها ستجمع من كل فرد20 جنيها للذهاب إلي المصيف, اما الاطفال فلا يدفع لهم( فوق البيعة يعني) اي ان الأب والأم بأربعين جنيها, وبعد جمع الاشتراكات من الشارع كله تبدأ رحلة توفير الاتوبيس او الميني باص الذي سينقلهم إلي الشاطئ, وبعد المقاولة يحضر السائق الذي عادة ما يكون من سكان الشارع والجميع يعرفونه معرفة شخصية في الميعاد المحدد له غالبا في الرابعة أو الخامسة فجرا ليجد كل سكان الشارع في انتظاره بحقائبهم واولادهم, وجهة الاتوبيس هذا العام إلي بلطيم وليس شاطئ الصفا والمروة الموجود في الإسماعيلية, من باب التغيير. دقوا الشماسي الساعة التاسعة وصل الاتوبيس إلي الشاطئ لينزل الجميع منه جريا, كل يقوم بدوره فهذا يضع الملاءات علي الرمال وآخر ينفخ العوامة السمراء التي اخذها من قلب كاوتش سيارة من عند ميكانيكي السيارات, اما الأم فدورها الأول هو إخراج كل اواني الطعام التي غالبا ما تكون من المحاشي المتنوعة, اشي كرنب علي باذنجان علي ورق عنب, المحاشي هي الأسهل, والاسرع في الأكل علي الشاطئ فضلا عن انها يمكن ان تؤكل باردة. اما اسرة جاب الله عبدالسيد فقد احضروا معهم هذه المرة صينية مكرونة باللحمة المفرومة للغذاء, أما الوجبات السريعة الخاصة بالاطفال عند الخروج من الماء فهي عبارة عن فاكهة وسندويتشات جبنة لأن البحر بيجوع كما قالت لنا حنان ابنة جاب الله. بعد أن يستتب الأمن وتحتل كل أسرة مكانها علي الشاطئ يجري الأولاد والبنات إلي البحر.. الزي الموحد للأولاد هو الملابس الداخلية التي حضروا بها أما البنات فزيهن الاساسي الذي ترتدية كل منهن تحت العباءة التي حضرت بها, جلباب طويل تحته بنطلون وحجاب علي رأسها او بلوزة وبنطلون استريتش, وفي خلفية المشهد صوت المطرب الشعبي هوبا( آه ياني ياني يانيمش هاعمل كده تاني). أدلق الجردل.. أدلق أدلق الجميع يخرج من الماء ويذهب إلي ملاءته ليجد الأم قد اعددت كل الاطباق بعد أن تكون قد ادت دورها في مراقبة الحقائب حيث تبدأ الجولة مرة أخري, لان المصيف عندنا يوم كما قال سعيد مصطفي الذي اكد انتظارهم له بفارغ الصبر, ويؤكد: نحن نحضر معنا كل شيء حتي الشاي والمياه المثلجة التي تبقي معنا لآخر اليوم, كمان نؤجر كاميرا من الاستوديو الموجود في شارعنا وبنتصور كلنا وبعدين نقسم ثمن الصور علينا.. احنا غلابة آه بس لازم نعيش وننبسط احسن مانموت من الهم. بعد الانتهاء من الغذاء تبدأ كل الامهات في اداء جماعي بغسل الاواني في مياه البحر التي لم تخل من الورق والزبالة وكذلك الاحذية القديمة ويستمر اليوم إلي أن يأتي سائق الاتوبيس لتبدأ رحلة العودة التي تسبقها جولة سريعة في المدينة الموجود بها الشاطيء.