هناك خطوتان رئيستان تنبثق عنهما خطوات أخرى لصناعة رؤوس الأموال في أمريكا، وبالطبع هذه الخطوات هى النموذج الذي يطبق أيضآ خارج أمريكا للسيطرة على العالم: - الخطوة الأولى: يقوم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بتقديم قروض إلى: 1- حكومة الولاياتالمتحدة 2- بعض المؤسسات الأخرى مثل البنوك وهذه القروض ليست في الحقيقة أموال، بل هى طريقة لخلق القروض التي تكون رؤوس الأموال أي أنها قروض افتراضية، قروض على ورق. - الخطوة الثانية : تقدم الحكومة الأمريكية إلى الاحتياطي الفيدرالي سندات حكومية لتضمن إعادة هذه الأموال مع فوائد هذه القروض ، وتقوم البنوك التي اقترضت من الاحتياط الفيدرالي ، بتقديم قروض للناس والشركات بنسبة فوائد عشرة أضعاف الفائدة التي اقترضت بها من الاحتياط الفيدرالي، وهكذا تستمر دورة رأس المال. ويبقى السؤال من أين يأتي المال الذي يدفع به الناس فوائد القروض، وأقساط القروض إذا تعثر من أخذ القرض، سواء لشراء بيت أو سيارة أو أي شئ، بالطبع ستصادر البنوك هذه الممتلكات ، ويوضع المستدين في السجن، وهذا بالطبع سوف يؤثر على قيمة الدولار، والعملات المرتبطة به، وخاصة ما يهمنا هنا وهو البترودولار، الذي يتأثر كثيرآ بهذه الاضطرابات في سوق المال الأمريكي ، وإذا حاولت دولة بترولية أن تستبدل البترودولار في عمليات بيع وشراء البترول والغاز فإنها ستتعرض للغزو العسكري كما حدث في العراق وليبيا ، وسوف أتحدث بالتفصيل عن البترودولار لاحقآ. الجدير بالذكر أن بنوك الاحتياط الفيدرالي هى التي تتحكم في الحكومة الأمريكية، وعندما حاول رئيس أمريكي واحد أن يتصدى لهذه المؤامرة سنة 1963 وهو الرئيس جون كينيدي ، قتل في تكساس بعد محاولته هذه بستة أشهر ، لأن مالك الاحتياط الفيدرالي دافيد روكيفلر وعائلته يريدون حكومة العالم الواحد وهو الذي يحكمها. وقد نتعجب لماذا شعار إليوميناتي Illuminatiعلى ظهر كل ورقة دولار، والسبب هو أن المال الكاذب للإحتياطي الفيدرالي هو أكبر خطوة لتحقيق النظام العالمي الجديد . وكل هذا اعترف به دافيد روكيفلر في كتابه الخاص عندما كتب يقول: البعض يعتقد أننا جزء من جمعية سرية تعمل ضد مصالح الولاياتالمتحدة، ويصفونني أنا وعائلتي على أننا عالميين ودوليين ولسنا أمريكيين، ونتآمر مع آخرين حول العالم لبناء تركيبة سياسية واقتصادية عالمية أكثر اتحادا، ويمكننا القول أنه العالم الواحد ، يقول دافيد روكيفلر، إذا كانت هذه هى التهمة فأنا بالفعل مذنب وفخور بها. والمعروف أن كل أدوات الإعلام من صحافة ومحطات إذاعية وتليفزيونية ومقالات مكتوبة ومنشورة في الصحف ، باستثناء الموجودة على الإنترنت ، تملكها أربع مؤسسات فقط ، إنه ليس سرآ على الإطلاق، بل هى معلومات عامة، والأجهزة الإعلامية التي لا تملكها هذه المؤسسات الأربع تعمل وتتعاون معها. وإذا كنتم لا تصدقون، فإن دافيد روكيفلر نفسه اعترف بذلك في يونيو 1991 في اجتماع الجمعية ثلاثية الأضلاع Trilateral Commissionعندما قال: نحن ممتنون للواشنطن بوست ، نيويورك تايمز ، تايم ماجازين، ومؤسسات أخرى عظيمة حضر مديروها اجتماعاتنا واحترموا وعودهم بالحذر والتعقل على مدى أربعين عامآ، حيث كان من المستحيل بالنسبة لنا أن نطور خطتنا للعالم إذا كنا قد تعرضنا للأضواء الساطعة طوال هذه السنين ، ولكن العمل الآن صار أكثر حنكة وتم الإعداد للتوجه إلى حكومة العالم الواحد. ولقد أتاح الإحتياط الفيدرالي الذي تملكه عائلة روكيفلر أن تشتري سياسيين ورؤساء ، وتعمد دافيد روكيفلر أن يسبب انهيار الإقتصاد الأمريكي ، وقد يتعجب أحد لماذا أنفق باراك أوباما في فترة رئاسته الأولى فقط أكثر مما أنفقه كل الثلاثة والأربعين رئيسآ الذين سبقوه مجتمعين ، لقد أنفق في فترة رئاسية واحدة أكثر مما تم إنفاقه على مدى 200 سنة حكم فيها 43 رئيسآ. إن دافيد روكيفلر يتسبب عمدآ في إنهيار الإقتصاد العالمي ، وتقليل قيمة العملات مثل الدولار، واليورو، والين ، والروبل، حتى يجتمع العالم في إستخدام عملة عالمية واحدة، وسوف يستغل الإنهيار الإقتصادي كوسيلة للتحكم الكامل في الشعب الأمريكي. ولا ننسى أنه في 23 سبتمبر 1994 صرح دافيد روكيفلر أننا على شفا تغيير عالمي، وكل ما نحتاجه هو كوارث وأزمات حقيقية، وعندئذ سوف تقبل كل البلاد النظام العالمي الجديد NWO، وعندما ينهار الإقتصاد سوف يقتل الناس بعضهم البعض من أجل المأكل والإحتياجات المعيشية، وحينئذ سوف تتحرك الحكومة وتطلب تزويدها بمزيد من القوة لنحمي أنفسنا من أنفسنا، وإنتهوا بالفعل من وضع القوانين للسيطرة على أمريكا، ويبقى عليهم فقط تحقيق الإنهيار الإقتصادي في أمريكا، ومنه إلى بقية دول العالم. والآن أوضح لكم قصة البترودولار كما حدثت في النقاط التالية: 1- في عام 1945 اعتمدت بريطانيا الدولار كعملة للاحتياطات العالمية ، مما يعني أن التداولات التجارية العالمية أصبحت بالدولار ، هذه الاتفاقية منحت الولاياتالمتحدة مميزات مالية ضخمة ، بشرط أن يتم تعويض الدولار بالذهب بسعر ثابت هو 35 دولار للأونصة ( الأونصة أو الأوقية تعادل 28 جرام ) 2- وعدت الولاياتالمتحدة ألا تطبع المزيد من الدولارات ، ولكنه كان وعدآ زائفآ ولم تلتزم به، لأن الاحتياطي الفيدرالي رفض السماح بأي مراجعة أو إشراف على مطابع صناعة النقود، وكانت نفقات الحرب على فيتنام في السنوات التي سبقت سنة 1970 قد أكدت للعديد من الدول أن الولاياتالمتحدة لم تلتزم بتعويض قيمة الدولار بالذهب ، وكانت ردة فعل هذه الدول المطالبة باسترجاع الذهب، وهذا بالطبع أدى إلى انخفاض سريع في قيمة الدولار، وتفاقمت الأزمة سنة 1971 عندما طالبت فرنسا بالذهب. 3- قوبل طلب استرجاع الذهب بالرفض من قبل الرئيس نيكسون ، وفي 15 أغسطس من نفس العام ألقى الرئيس نيكسون خطابآ أعلن فيه أنه أعطى تعليمات لوزير المالية الأمريكي السيد كونولي، لإتخاذ الإجراءات اللازمة للدفاع عن الدولار ضد المضاربين، وتعليق قابلية تعويض قيمة الدولار بالذهب أو بالأصول الاحتياطية الأخرى بصفة مؤقتة - منتهى البلطجة - باستثناء المبالغ والحالات التي تقتضيها مصالح الولاياتالمتحدة في الإستقرار المالي، وكان واضحآ أن هذا ليس تعليقآ مؤقتآ كما ادعى نيكسون بل كان ولازال قائمآ حتى يومنا هذا . 4- اعتبرت الدول التي أودعت رصيدها القومي من الذهب في الولاياتالمتحدةالأمريكية، أن ما أعلنه نيكسون هو سرقة مالية كبرى، وفي عام 1973 زار الرئيس نيكسون المملكة العربية السعودية، وطلب من الملك فيصل إعتماد الدولار الأمريكي كعملة معتمدة في بيع النفط، وأن يستثمر كل الأرباح في الخزينة الأمريكية ، بعقود وسندات أمريكية، وفي المقابل عرض الرئيس نيكسون حماية الولاياتالمتحدة لحقول النفط، ونفس العرض قدم إلى كل الدول الأخرى المنتجة للنفط ، ووافق الملك فيصل على هذا العرض. 5- في عام 1975 وافقت كل الدول الأعضاء في منظمة الدول المنتجة للنفط " أوبك " على إعتماد الدولار فقط لبيع النفط ، مما أدى إلى تخليص البنك الفيدرالي المركزي الأمريكي من مأزق تعويض الدولار بالذهب ، وربطت قيمته بالنفط الأجنبي ، واضطرت كل الدول المستوردة للنفط في العالم أن تحافظ على إمدادات ثابتة من الأوراق النقدية إلى الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ، كما أن الدول الأخرى إضطرت إلى إرسال سلع مادية ذات قيمة عالية إلى أمريكا لتوفير كميات الدولار اللازمة لاستيراد البترول ، وكان هذا هو مولد البترودولار. 6- نتج عن هذا أن أصبحت الولاياتالمتحدةالأمريكية غنية جدآ وشديدة الثراء ، وكانت أكبر عملية احتيال مالي في تاريخ البشرية ، كما أدى سباق التسلح في الحرب الباردة لاستنزاف ثروات كل بلدان العالم ، حتى أن النفقات العسكرية الأمريكية تجاوزت النفقات العسكرية لجميع الدول الأخرى في العالم مجتمعة ، ولهذا لم تكن هناك أية فرصة للإتحاد السوفيتي للمنافسة في سباق التسلح ، وإنهارت الكتلة الشيوعية في عام 1991 ، وإنتهت آخر قوة موازية للقوة العسكرية الأمريكية، وأصبحت الولاياتالمتحدة قوة عظمى بلا منازع، وتأمل العديد أن هذا سيمثل بداية لعهد جديد من السلام والإستقرار، ولكن للأسف أصحاب النفوذ كانت لهم خطط أخرى. 7- في نفس العام الذي انهارت فيه الكتلة الشيوعية العالمية ، لم تنتظر الولاياتالمتحدة ، وقامت بغزو العراق في حرب الخليج الأولى، وبعد سحق الجيش العراقي، وتدمير البنية الأساسية بما فيها من محطات تنقية المياه والمستشفيات، تم فرض عقوبات اقتصادية لمنع العراق من إعادة بناء البنية التحتية من جديد ، واستمرت هذه العقوبات التي بدأها بوش الأب، واستمرت طوال ولاية كلينتون ، لأكثر من عقد، وقدر عدد الضحايا بأكثر من نصف مليون طفل. وكانت إدارة كلينتون على علم تام بهذه الأرقام ، وقد صرحت مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية في عصر كلينتون أن هذا العدد يفوق الذين قتلوا في هيروشيما، وسألتها إعلامية أمريكية استضافتها، هل كان الأمر يستحق هذا الثمن ؟ فردت مادلين أولبرايت أنه كان خيارآ صعبآ، ولكننا نعتقد أن الأمر كان يستحق هذا الثمن، وتساءل الكثيرون، سيدة أولبرايت ما هو بالضبط الأمر الذي يستحق أن يقتل بسببه نصف مليون طفل ؟