قال الدكتور محمد عبد المطلب، وزير الموارد المائية والري، فى زيارته للفيوم اليوم، إن الوضع المائي بمصر مستقر وأن مخزون المياه خلف السد يكفي احتياجات البلاد لمدة عامين ، مشيرا أن الوزارة وضعت خطة لتوفير 4 مليارات متر مكعب من المياه. وأشار الوزير أن المفاوضات مع الجانب الاثيوبى مستمرة بشأن سد النهضة، لتحقيق المصالح المشتركة بين الجانبين، وتساهم وزارة الخارجية فى تلك المفاوضات بشكل جاد لما يمثل هذا الملف الامن القومى المصرى.
وقد أعلنت وزارة الخارجية الاثيوبية فى بيان نشرته على موقعها باللغة الانجليزية، "إن الحكومة الاثيويبة مصرة على إجراء محادثات مع مصر بشأن سد النهضة وإيجاد حل لقضية مياه نهر النيل على أساس تحقيق المنفعة المتبادلة".
وأضاف البيان "بناء مشروع سد النهضة على نهر النيل من أجل التخفيف من مشكلة الفقر لديها وكذلك الكهرباء".
وتصاعدت الأزمة بين مصر وإثيوبيا بشكل حاد منذ عام 2011، عندما شرعت إثيوبيا في تشييد سد عملاق على نهر النيل بكلفة 4.7 مليار دولار على مسافة تتراوح ما بين 20 و40 كيلومترا جنوب الحدود السودانية مع إثيوبيا، ويتوقع اكتمال تشييده خلال عام 2017 ليكون أكبر سد أفريقي وعاشر سد لإنتاج الكهرباء على مستوى العالم.
وتقول الحكومة المصرية إن السد يهدد حصتها من المياه -التي تبلغ 55.5 مليار متر مكعب بما يصل لأكثر من 10 في المائة- كما سيؤدي أيضا إلى خفض كمية الكهرباء المولدة من السد العالي.
وسعت مصر إلى تدويل الأزمة عبر الطلب من الدول الغربية المانحة الضغط على إثيوبيا لوقف بناء السد إلى حين إجراء الدراسات اللازمة لتجنب أضراره عليها.
وأكد وزير الرى، أنه يجري التفاوض حاليا مع عدد من المنظمات والمؤسسات الدولية لتنفيذ مشروع لخدمة صغار المزارعين وشباب الخريجين بمنطقة "غرب الدلتا" لتطوير نظم الري بها من الري التقليدي إلي نظم الري الحديث بغرض تقليل التلوث وترشيد إستخدام المياه وتخفيف الضغط علي محطات الصرف ، ويتم تحصيل تكاليف التطوير علي مدي 20 عاما أسوة بالصرف المغطي ،
جاءء ذلك خلال زيارة وزير الري الميدانية لمحافظة الفيوم في إطار زيارة وزير الرى يرافقه محافظ الفيوم الدكتور حازم عطية الله، والمهندس يوسف أبو السعود، وكيل وزارة الري، واللواء سعد العجمي، سكرتير عام المحافظة، واللواء محمد حسن حمودة، السكرتير العام المساعد، ومديرو عموم الري والصرف بالفيوم.
وأعلن الوزير قرب انتهاء مشكلة مياه الشرب بمحافظة "مرسى مطروح"، وذلك من خلال إنشاء محطات لتحلية مياه البحر وتوفير مياه الري لاستخدمات الأراضي الزراعية ، وسوف يبدأ التنفيذ بمشروع يقام لهذا الغرض علي ترعة الحمام لتوفير احتياجات مطروح والمشروعات والقري السياحية بالمنطقة ، وهو ما سيتم تطبيقه بالقري والمشروعات السياحية التي تقع علي ساحلي البحر المتوسط والبحر الأحمر .
وتفقد وزير الرى، عدد من المناطق ابمحافظة الفيوم، والتى تعانى من مشكلات فى مياه الرى وتعديات على الابحر والترع، وخصوصا في فصل الصيف للوقوف علي حجم المشاكل وأسبابها واتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنب تكرار الأزمات السنوية بمناطق نهاية "ترعة الجمهورية، وبحر وهبي، بكوم أوشيم ، وترعة قوتة، بمنطقة قارون، وبحر الجرجبة بمنطقة الغرق" والتي وصفها الوزير بأنها " أسوأ " الأماكن التي تعاني من نقص المياه بالفيوم .
وكشف الوزير ا خلال تفقده منطقة كوم أوشيم وجود مخالفة جسيمة لمحطة لأحد شباب الخريجين حصل علي ترخيص لري 30 فدان ولكنه يقوم بالفعل بري مساحة تبلغ 560 فدان ، استدعي الوزير معدات وآلات الري الثقيلة ووقف بنفسه لإزالتها ، وقرر إلغاء ترخيص المحطة وقال إن هيبة الدولة لا تسمح ولن تسمح بالتعدي علي حقوق صغار المزارعين.
واعتمد الوزير مليون و800 ألف جنيه فورا لتنفيذ أعمال الصيانة والتطهير بترع كوم أوشيم وبحر وهبي والجمهورية بطول 60 كيلو متر التي تخدم زمام 76 ألف فدان .
وقد استجاب الوزير لشكاوي صغار المزارعين من وجود مخالفات بقرية الفنانين والتي لاتدخل ضمن برنامج الزيارة فقرر زيارتها بصورة مفاجئة خروجا علي خط السير ، وقال إنه تم التنسيق مع أجهزة وزارة الداخلية وشرطة الري لمداومة المرور علي الترع والمجاري المائية لرد المخالفات أولا بأول لأن المشكلة التي تواجهنا في سرقة المياه هي عودة المخالفات مرة أخري وإهدار الجهود التي تبذل لإزالتها . وطالب بتفعيل دور روابط المياه خصوصا في المناطق الساخنة للتكامل أدوار جميع الأجهزة التنفيذية والأمنية والشعبية لمواجهة هذه المشكلات .
كما منح مهلة لمدة شهر لمصانع المنطقة الصناعية بكوم أوشيم لتوفيق أوضاعها البيئية وإلا سيتم وقف عمليات الصرف الخاصة بها ، والتتنسيق مع وزيرة البيئة ومحافظ الفيوم بتشكيل لجان مشتركة لمتابعة هذه المصانع واتخاذ اللازم بشأنها.
وقال الدكتور حازم عطية الله محافظ الفيوم إنه تم الاتفاق مع وزير الري علي الإسراع بتنفيذ مشروع إعادة تأهيل "ترعة بحر وهبي"، من خلال إحلال وتجديد ثلاث هدارات وتنفيذ أعمال تكاسي لاستيعاب التصرفات بمناطق التوسع الأفقي "بشمال بحر وهبي، وكوم أوشيم، وترعة الجمهورية" ، وكذلك سرعة إنهاء محطتي الرفع التي يبجري تنفيذها لحماية القري الواقعة علي ساحل بحيرة قارون من طوفان مياه البحيرة المتكرر بمنطقة "عزبة عبد العظيم والحبون" .
وأضاف محافظ الفيوم، أن حجم الاستثمارات المائية وإنشاء محطات الري في محافظة الفيوم، بلغ نحو 49.3 مليون جنيه خلال عام 2013، فيما بلغت الاستثمارات لهذا العام نحو 57.9 مليون جنيه .