أقامت قطاع المشروعات بوزارة الآثار ندوة علمية بعنوان "المخاطر الطبيعية والبشرية التى تؤثر على المواقع الأثرية"، وذلك تحت إشراف وزير الآثار محمد ابراهيم واللواء محمد شيخة رئيس قطاع المشروعات، والدكتورة عبلة عبد السلام رئيس الإدارة المركزية للصيانة والترميم، وركزت الندوة على عديد من النقاط بشأن الإجراءات الواجب اتخاذها، لحماية المواقع الأثرية من الكوارث والمخاطر الطبيعية والبشرية. وألقى الدكتور ضاحى أبو غانم مدير عام المجموعة العلمية لترميم الأيقونات والرسوم القبطية، بوزارة الآثار، محاضرة تمحورت حول اهتمام القائمين على صيانة وعلاج الآثار بالتراث القبطي، وفى مقدمته الأيقونات. وقال "أبوغانم" إن التدهور الأمني خلال الثلاث سنوات التالية لثورة 25 يناير 2011 أدي إلى إشعال النيران فى عديد من الكنائس الأثرية لتأكل الأخضر واليابس، فتسببت فى حرق الأسقف والجدران الملونة، والتي تحمل زخارف نادرة، كما تسبب النيران فى ضعف مكونات مواد البناء، سواء كانت أحجارا أو طوبا، وبذلك ضعفت مقاومة تلك الأبنية لعوامل التلف. وأضاف: كذلك شجع ضعف المراقبة الأمنية أحياناً، كثيراً من الأفراد على القيام بأعمال تعدٍ على ملكية وحرم بعض الكنائس والأديرة، ما يؤدي إلى هدم المباني التاريخية رغبة في تجديدها أو إزالتها، لتقيم مكانها بناءً جديداً نتيجة للجهل بالقيمة التاريخية للبناء. وطالب "أبوغانم" باتخاذ إجراءات عدة، لحماية الأيقونات حتى تكون بمأمن عن التخريب والتهديم، ولفت إلي أن أولى هذه الإجراءات، إجراء مسح أثري لجميع الأيقونات بالأديرة والكنائس التاريخية والفنية والأثرية، وعمل مخططات أولية لها وتوثيقها وتسجيها فوتوغرافيا وبالرسم الهندسى، حتى تصبح تحت مظلة الحماية القانونية. وكذلك لا بديل عن المراقبة المكثفة؛ إذ قد لا تكون القوانين كافية لحماية الأيقونات، فكم من الأيقونات تنقل من مكانها الى آخر، دون مراقبة أو إجراءات احترازية لحمايتها. كما طالب بنظام أمني فعال ومتكامل من حيث التكنولوجيا يتكون من نظم إنذار ضد السرقة والتخريب، ونظم مراقبة المداخل، ونظم مراقبة بالفيديو، ونظم كشف الحرائق ونظم إخماد. وختم "أبوغانم" بقوله: بصفة عامة فإنه في جميع الحالات تقتضي القيم الإنسانية التي تكتنف ظروف أداء هذا العمل، أن يبذل القائم على عملية الإنقاذ والترميم قصارى جهده للحفاظ على المادة التي يتعامل معها حيث تعتبر عملية صيانة الآثار والمحافظة عليها، أمر بالغ الصعوبة. وأوضح أن هذه الصعوبة مرجعها إلى ضرورة محاولة القائم على هذه المهمة المحافظة على أصالة المادة الأثرية.