وكأنه كتب علينا أن نتلقي الطعنات من الأعداء والاخوة في آن. وكأنه كتب علينا أن نتحمل أخطاء غيرنا ووزر أفعالهم و تصرفاتهم الخاطئة وأحيانا خطاياهم. بالأمس اتهمت السفارة الإسرائيلية بالقاهرة صحيفة الحزب الوطني بمعاداة السامية بزعم نشر رسوم كاريكاتورية تضمنت الصليب النازي المعقوف تعبيرا عن عنف العدوان الإسرائيلي علي سفينة الحرية. وخلال الايام الماضية أفاقت حركة حماس وقادتها من غيبوبة الصمت, ولونت مواقفها, وبعد أن كادت تستجدي موقفا مصريا عقب العدوان علي سفينة الحرية, بدأت في حملة استفزازية متصاعدة تكشف عن حقيقة مواقفها ونواياها تجاه المساند الأكبر للقضية الفلسطينية. المثير أن قادة حركة حماس في غزة لا يملكون من أمرهم شيئا, والعديد من المواقف والتصريحات والتصرفات تؤكد أن قرار الحركة ينبع من دمشق حيث قادة الخارج المتحكمين في كل الخيوط. قادة الداخل الذين يعيشون مأساة يومية للشعب الفلسطيني المغلوب علي أمره لا يستطيعون التحرك دون إذن الخارج البعيد عن تفاصيل الحياة اليومية المؤلمة للفلسطينيين. وأهل الخارج يرتبطون بشبكة معقدة من الحسابات والمصالح السياسية المتسببة في إرباك القرار الفلسطيني و تعارضه بل وتناقضه في الكثير من المواقف مع المصالح الفلسطينية المباشرة. الموقف المصري دوما ما ارتبط بمصلحة الشعب الفلسطيني علي الأرض, ولم يعرف عن مصر طوال50 عاما تبنيها موقفا يرتبط بمصلحة هذا الفصيل أو ذاك, و لم تخلط الأوراق لأسباب حسابات سياسية إقليمية أو لدولة ما في المنطقة.الفارق في المواقف بين مصالح الشعب و بين المصلحة السياسية الحزبية أو الأقليمية يمثل حقيقة المواقف المناصرة للقضية الفلسطينية التي عاني شعبها في الداخل معاناة حقيقة تعرض خلالها لكل صنوف العذاب من الاحتلال أو تحكم أصحاب المصالح الأيديولوجية. ليس غريبا أن تتفاوت مواقف قادة حماس من مصر, وليس غريبا أن يتواكب اي تصعيد إسرائيلي ضدمصر معحملات' حمساوية' مصطنعة.الغريب هو تصديق البعض داخل مصر للاكاذيب الإسرائيلية والإدعاءات' الحمساوية'. [email protected]