بات واضحا أن تنظيم الإخوان المحظور سيعمد إلي مواصلة انتحاره السياسي, ظنا منه أن بمقدوره إعادة عقارب الساعة إلي الوراء أو استقطاب خصوم العهد الجديد من جماعة6 أبريل والاشتراكيين الثوريين ومثيري العنف إلي جانبه, لعل وعسي ينجح في تعطيل الاستفتاء علي الدستور الجديد أو يفجر ثورة جديدة في25 يناير الموافق للذكري الثالثة لخلع مبارك في ثورة شعبية أبهرت العالم وقادها الإخوان إلي هاوية سحيقة قبل أن تمنحها قبلة الحياة ثورة30 يونيه التي إن دلت فإنما تدل علي حيوية الشعب المصري وأنه تغير إلي الأبد ولن يقبل بفرعون جديد مهما تكن المبررات أو الذرائع. لقد جن جنون التنظيم المحظور فور إعلان الرئيس عدلي منصور عن موعد الاستفتاء علي الدستور في14 و15 يناير المقبل, وهو الاستحقاق الأهم في بنود خارطة المستقبل, إذ يؤسس لشرعية30 يونيه التي ولدت من رحم25 يناير وتشكل خطوة مهمة علي طريق بناء مؤسسات الدولة من انتخاب رئيس وبرلمان جديدين مما يضع تحالف إخوان مرسي الذي يتمسح برداء الشرعية في مأزق وهو ماجعل أنصاره يطرحون تغيير اسمه ليتناسب مع طبيعة التطورات التي تمر بها البلاد وكلها تؤكد علي نحو قاطع أن الإخوان باتوا من الماضي وربما لا يكون لهم مكان في مستقبل مصر الجديدة إذا واصلوا ارتكاب حماقاتهم واستعداء فئات الشعب ضدهم. لقد بلغت الحماقة والخطأ في الحسابات بالتنظيم المحظور مبلغا كارثيا حيث تحول أتباعه من حرق الجامعات إلي حرق المصريين وقتلهم, ولأتفه الأسباب, وتكاثر عدد ضحاياهم في ربوع الوطن وكشف التنظيم عن وجهه الدموي فإذا وقعت أعين أفراده علي من يعلق صورة للفريق أول عبدالفتاح السيسي أو اعترض علي مسيرات العبث التي يقطعون بها الطرق ويعطلون بها مصالح البلاد والعباد فإن مصيره القتل وفي الحد الأدني تكسير سيارته وإهانته هو ومن معه دون رحمة بطفل أو مسن فطالما أنت لا تنتمي إلي الأهل والعشيرة فكل ما يفعله الإخوان مبرر من وجهة نظر كهنة التنظيم وميليشياته الالكترونية الجاهزة بالفيديوهات المفبركة لتصوير جرائمهم باعتبارها دفاعا عن النفس أو أنهم ضحايا لردود الأفعال غير المنضبطة, حدث هذا في بورسعيد إذ أقدم إخواني علي قتل حلاق بدم بارد لمجرد أنه علق صورة السيسي علي جدران محله, والأدهي من ذلك أن يهتف القاتل حي علي الجهاد فهل صار قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق جهادا, وألا يعود بنا ذلك إلي إعلان مرسي الجهاد بطريقة اللف والدوران واللوع الإخواني عندما قال في آخر خطاباته قبل طوفان30 يونيه بالحرف الواحد لا.. جهاد إيه ده يكون في الخارج وهو ما اعتبرته في حينها بمثابة تحريض صريح وإعلان للحرب علي الشعب المصري ومؤسسات دولته لأنه تجرأ وتمرد علي حكم المرشد. وما حدث مع حلاق بورسعيد تكرر مرتين في المنصورة, أولاهما عندما ألقي إخواني بزوجة جاره من الطابق الثاني إثر شجار مع زوجها بسبب تعليق صورة السيسي في محل استأجره منه ثانيتهما: مع سائق تاكسي ذبحه الإخوان والأخوات لأنه أبدي تبرمه من قطعهم الطريق, فما كان منهم إلا أن انهالوا عليه طعنا بآلة حادة وأردوه قتيلا إعلاء لراية المظاهرات اللاسلمية والتي تدافع عن شرعية أسقطها الشعب المصري ولم يعد لها وجود إلا في خيال وكوابيس الأهل والعشيرة. الإخوان المجرمون لم يكتفوا بتعطيل الدراسة في الجامعات واستئجار الطلاب الفقراء للتظاهر مقابل50 جنيها داخل الحرم الجامعي في جامعة الأزهر الشريف, ترتفع إلي الضعف خارجه, وهو ما يعكس أسوأ استغلال للمال السياسي الذي تضخه للجماعة وعملائها أجهزةالاستخبارات التركية والقطرية والأمريكية, لتدمير منارات العلم وهدم القيم والأخلاقيات التي تربينا عليها, ولا ضير من هدم الدولة بالكامل حبا وكرامة في سيدي المعزول الذي قطع عنا الميه والنور وفرق بيننا بأسوأ من المستعمرين, وأكل من البط والحمام طوال عامه اليتيم في الحكم بأكثر من ثلاثة ملايين و400 ألف جنيه علي حساب الجياع وأطفال الشوارع وسكان العشوائيات. إجرام الإخوان طال الرموز السياسية وحلفاءهم السابقين وتحديدا الشيخ ياسر هامي نائب رئيس الدعوة السلفية, حيث أحبطت الداخلية محاولة لقتله خلال إلقاء محاضرة في إحدي قري المنوفية انتقاما من تأييد السلفيين لخارطة المستقبل والمشاركة في لجنة الخمسين لكتابة الدستور وكذلك دعوة المصريين للتصويت بنعم علي مشروع الدستور, وهو عمل يستحق القتل من وجهة نظر إخوان العنف والإرهاب. وما حدث مع الفنانة مي سليم يوم الجمعة الماضي يؤكد صحة ما نقول من أن التنظيم فقد عقله, وبات خطرا علي نفسه ومجتمعه, فقد شاءت الأقدار أن تجد الفنانة الشابة نفسها وجها لوجه مع مسيرة من مسيرات العبث الإخواني علي الطريق الدائري وهي في طريقها لتصوير أحد برامجها, وعندما طلبت من المتظاهرين أن يفسحوا لها الطريق, هجموا علي سيارتها ودمروها وأهانوها مع سائقها وطفلتها الصغيرة دون رحمة أو وازع من أخلاق.. ولنا أن نتساءل أين ما يقوم به التنظيم المحظور من حديث الرسول الكريم إياكم والجلوس في الطرقات, قالوا يا رسول الله مالنا من مجالسنا بد نتحدث فيها, قال فأما إذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه, قالوا يا رسول الله وما حق الطريق؟ قال: غض البصر وكف الأذي ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وواضح لكل ذي عينين أن الإخوان مصرون علي تعكير صفو عملية الاستفتاء عن طريق القتل والترهيب والدعوة إلي مقاطعة الاستفتاء والحشد امام صناديق الاقتراع وهو الأمر الذي نثق تماما في فشلهم في تحقيق مآربهم, في ظل إصرار الشعب المصري علي الخلاص من تجربتهم البائسة في الحكم ومحو الدستور الذي أعدوه بليل وكرس للفرقة بين المصريين وأهدر حقوق المواطنة والمساواة وأساء للمرأة وللأقباط ولقطاعات كبيرة من الشعب, كما نثق في قدرة الجيش والشرطة علي تأمين لجان الاستفتاء, مثلما حدث في الاستحقاقات الانتخابية التي شهدتها البلاد بعد خلع مبارك, ولا نعتقد أن الحكومة وأجهزة الشرطة التي تتحلي بأقصي درجات ضبط النفس في الجامعات ومسيرات العبث الإخواني يمكن أن تتساهل مع من يحاول التأثير علي الاستفتاء, فهذا نعتبره خطا أحمر وسيتم التصدي له بمنتهي القوة والحزم. وفي تقديري أن يومي الاستفتاء سيكون لهما ما بعدهما في مستقبل مصر الجديدة والتنظيم المحظور, فليس أغيظ لإخوان مرسي ومن والاهم من أن يخرج المصريون بالملايين ويصطفوا في طوابير الحرية ليقولوا رأيهم في دستور ثورة30 يونيه, بكل حرية وشفافية, ومما لا شك فيه أن الخروج الكثيف للمصريين يومي الاستفتاء سيكون بمثابة اقتراع جديد علي تطليق الشعب للجماعة طلقة بائنة, لعلها تفيق من أوهام السلطة البائدة, وعودة مرسي, ويقدم المعتدلون بداخلها إن وجدوا علي تقديم مبادرة شجاعة يعتذرون فيها عن جرائمهم بحق الشعب المصري, لعله يصفح عنهم ويفتح لأنصارهم الذين لم تتلطخ أياديهم بدماء الأبرياء باب التوبة والعودة إلي الصف الوطني. إنني علي يقين أن إرادة المصريين أقوي من مكر الإخوان وذيولهم, وأن معركة الاستفتاء ستقصم ظهر التنظيم المجرم إلي الأبد, ودعك مما يحدث في الجامعات ومسيرات العبث, فهذا ليس أكثر من مجرد حلاوة روح. رابط دائم :