حول دور الأزهر في تفعيل المواطنة والتصدي للفتاوي المنحرفة, وكيفية مواجهة الفكر الإخواني, وسبل تطهير المنظومة التعليمية الأزهرية منهم, وكثير من القضايا التي تتعلق بالأزهر الشريف التقينا بوكيله وأحد شيوخه الأجلاء الدكتور عباس عبد اللاه شومان. * ما هي السبل التي اتخذها الأزهر الشريف للتصدي لفكر الإخوان المناهض للفكر الوسطي؟! الأزهر ليس من سياسته تناول أفكار الآخرين, وهو أكبر من أن يوجه جهوده صوب فكر تيار بعينه, وليس بينه وبين الإخوان أو غيره عداء, فقد تعاون معهم في الفترة التي حكموا فيها, وإنما ينطلق الأزهر ناشرا فكر الصحيح ملتزما بمنهج الإسلام الوسطي, وعلي الآخرين إن أرادوا قياس فكرهم ومعرفة استقامته من اعوجاجه أن يقيسوه علي فكر ومنهج الأزهر, فما تطابق أو اقترب من فكر ومنهج الأزهر فإنه يرضي عنه ويدعمه, وما شذ عنه فالأزهر لا يلتفت إليه وبنشر الفكر الصحيح يندثر الفكر السقيم. * وكيف يتم تطهير المنظومة التعليمية بالأزهر من الفكر الإخواني؟ لا نقل تطهيرا وإنما تصحيح مسار للعملية التعليمية ومنظومتها, وقد انطلقت مسيرة التصحيح من اللحظة الأولي التي توليت فيها المسئولية بدعم كبير من فضيلة الإمام الأكبر, وتنفيذا لتوجيهاته, وقد قمت بتشكيل لجنة قاربت الأربعين خبيرا لمراجعة المناهج الدراسية والمقررات بالتعليم الأزهري قبل الجامعي, لإعادة صياغتها بالكامل في ثوب عصري وأصيل واللجنة تعمل في صمت وأتوقع أن تنقل التعليم الأزهري نقلة حضارية في فترة وجيزة. * وماذا عن اختيار القيادات الأزهرية؟ تم تشكيل لجنة لاختيار القيادات الأزهرية بطريقة جديدة قد تزعج بعض التقليديين وتهدف إلي اختيار الأكفاء وتسقط معيار الأقدمية الذي كان معمولا به من قبل, وتقرر أن يكون الاختيار لمدة عام فقط, توضع خلالها هذه القيادات الجديدة تحت المنظار والمتابعة الجيدة, فإن أثبتت صلاحيتها جدد لها, وإلا تم اختيار قيادات جديدة, وأعتقد أن هذا النهج سيدفع الجميع للتسابق وإثبات الذات, وهو ما يعود بالنفع علي منظومة التعليم الأزهرية. * وهل يوجد بمعاهد الأزهر ومناهج تعليمه الفكر الإخواني؟ لا يوجد داخل الأزهر ما يسمي بالفكر الإخواني, وإنما يوجد من ينتمي إلي الفكر الإخواني, ونحن لا نتعرض لانتماء الشخص ولا فكره في مجال التعليم, وما يعنينا هو أن يلتزم جميع من ينتسبون إلي الأزهر بالمقررات الدراسية ومناهجها, ولا يسمح بالخروج عليها بحال من الأحوال, كما لا يسمح بالإقحام السياسي من أي نوع داخل المؤسسات التعليمية, ومن يفعل هذا يعامل بكل صرامة لا فرق بين الإخوان وغيرهم, فالمدرسون لا يسمح لهم بحال من الأحوال الخروج عن المناهج والمقررات التي يقومون بتدريسها, ومن يفعل شيئا من ذلك يوقع عليه الجزاء المناسب فورا. فالمؤسسات التعليمية الأزهرية للتعليم الأزهري وفق فكره ونهجه, ومن لا يعجبه فعليه أن يبتعد عنه, كما يبتعد الأزهر عن الفكر الذي لا يتفق معه. * متي تكون الأوقاف تابعة لإشراف الأزهر الشريف؟ مسألة تبعية الأوقاف للأزهر فكرة تحتاج إلي مزيد من الدراسة وأخذ آراء الخبراء والمختصين, وتعديل التشريعات القائمة, إذا ثبت جدوي هذه التبعية, وكذا الإفتاء, وما يعنينا هو التنسيق القائم بين هذه الجهات وهو علي أفضل ما يكون في المرحلة الراهنة بفضل الله. * وماذا عن دور الأزهر في تفعيل المواطنة والوحدة والوطنية وماذا عن بيت العائلة؟ الأزهر لم يقصر يوما في ترسيخ المواطنة علي أسسها السليمة, وبيت العائلة يؤدي بشكل جيد في هذا الإطار, وهناك تنسيق ممتاز بين الأزهر والكنائس المصرية علي أعلي المستويات القيادية, ولعلكم تابعتم زيارة وفد الكنيسة برئاسة البابا تواضرس للأزهر للتهنئة بأعياد أكتوبر والأضحي, وزيارة وفد الأزهر برئاسة وكيل الأزهر لمصابي الاعتداء الإجرامي علي الكنيسة. * ما رأيك في إقامة الأحزاب علي أسس دينية؟ الأزهر ضد فكرة إقحام الدين في السياسة, وإن كانت السياسة لا تستقيم بعيدا عن الدين, ولكن الأزهر يريد للسياسة أن تلتزم الضوابط الدينية الأخلاقية دون تسيس للدين, لأنه أكبر من السياسة والساسة, ولذا: نحن ضد فكرة قيام الأحزاب علي خلفيات دينية. * وما هو دور الأزهر في التصدي للفتاوي الشاذة والمنحرفة عن تعاليم الإسلام الوسطي؟ الفتاوي الشاذة يتحملها أصحابها ولا علاقة للأزهر ولا يعترف أصلا بها, ومن أراد الفتوي فليأخذها من مصدرها الصحيح وهي دار الإفتاء أو الأزهر الشريف. * هل فقد الأزهر الشريف جزءا من دوره خلال الفترة الأخيرة وانجرف إلي السياسة كما يردد البعض؟ الأزهر لم يفقد دوره في يوم من الأيام, ولا علاقة له بالسياسة إلا بمقدار ما يقتضيه دوره الديني كمؤسسة من مؤسسات الدولة, ولقد تأثر بضغوط وتضييق سياسي علي فترات, ولكنه لم يتوقف يوما, وبمقدار ما تستقر الأوضاع السياسية تتسع دائرة نشاط الأزهر وغيره من المؤسسات كالكنيسة, ولقد استطاع الأزهر أن يحافظ علي وسطيته واعتداله في أحلك الظروف وأشدها تضييقا ولم ولن تستطع أي جهة أو سلطة تغيير اتجاه مسيرة الأزهر الشريف. * ماذا عن تطوير المعاهد الأزهرية ومدي استخدام التكنولوجيا الحديثة في التعليم ما ما قبل الجامعي؟ تطوير المعاهد سبق الإشارة إليه, واستخدام التكنولوجيا ينتشر شيئا فشيئا ونخطط للزيادة بشكل كبير في الآونة المقبلة فيجري إنشاء شبكة لربط المناطق الأزهرية الموجودة بالمحافظات بقطاع المعاهد وبمشيخة الأزهر, وتزويد المعاهد بأجهزة الحاسب المتطورة وتوصيل خدمات الإنترنت, وتم مؤخرا تشغيل أربعة خطوط ساخنة للتواصل مع المشيخة رأسا للوقوف علي مشكلات المعاهد, وتلقي الشكاوي, وكذا من خلال صفحات التواصل الاجتماعي حتي علي صفحتي الشخصية, ونفكر في تحميل المناهج علي أجهزة تابلت توزع علي التلاميذ والطلاب بعد الانتهاء من صياغة المقررات الجديدة. * ماذا عن المعاهد الآيلة للسقوط؟ أو ضم أخري غير مطابقة للمواصفات؟ هناك الكثير من المعاهد بها مشاكل في مبانيها التي يكاد بعضها يسقط فوق رءوس الطلاب والطالبات, ومعظمها مبني بالجهود الذاتية. وتقرر تشكيل لجنة لوضع المعايير والخطوات المحددة لإنشاء المعاهد, توصلت إلي إلغاء ضم المعاهد بطريقة اعتماد ما سبق إنجازه من أعمال, والتي تسببت في قبول العديد من المعاهد غير المطابقة للمواصفات والتي سرعان ما تتهدم, وتضاف إلي قائمة المعاهد التي بحاجة إلي إحلال وتجديد. * أين مسابقة مدرسي الأزهر التي ضجت بها الصحف منذ فترة ولم يعلن عنها حتي الآن؟ المسابقة للمحفظين وقد فتح الباب أمام الجميع وتقدم الآلاف من جميع المحافظات وتجري لهم امتحانات لاختيار الأكفأ, ونحن لا نقول إلا ما نريد تنفيذه, أما الصحف فلها أن تقول ما تشاء. * ماذا عن مساعدي معلم؟ ومتي يتم تثبيتهم؟ يجري الآن تثبيت المتعاقدين في2009 وقد انتهي تثبيتهم بالفعل في بعض المناطق وجار مراجعة بقية العقود, وسيعمل من لم يثبت بعقد مالي ووظيفي معاملة من ثبت بالفعل من تاريخ استحقاق التثبيت وليس من تاريخ التثبيت الفعلي, أي أن هذه المشكلة قد انتهت بالفعل, ونركز الآن علي حل المشكلات الأخري كسد عجز بعض التخصصات, وتوزيع الكثافات, وحل مشكلة معلمي الحصة, وتأخر الترقيات.. * ما رأيك في موقف الأزهر الشريف من مواد الدستور وماذا عن لجنة الخمسين؟ موقف الأزهر من مواد الدستور كنا نتناقش فيه مع ممثلي الأزهر باللجنة, لطرح وجهة نظر الأزهر, ويعبرون عنها خير تعبير في اللجنة, حتي لا يجار علي الشريعة أو استقلالية الأزهر وشيخه, وبالتعاون مع الفريق المكون من الخمسين, حفاظا علي الثوابت الأزهرية الوطنية, وتحقيقا لمصلحة الوطن وكل المصريين. * وما رأيك في توجيه الناخبين في التصويت علي الدستور؟ يمنع منعا باتا علي جميع العاملين تحت مظلة الأزهر الشريف سواء كانوا في حقل التعليم أم الوعظ وما يلحق بهما, الخروج عن المهام المنوطة بهم, ومن ذلك التناول السياسي المتحيز, وكذا التوجيه للناخبين أو المصوتين في الاستفتاء علي الدستور أو الانتخابات المقبلة وأن دور الواعظ ينتهي عند الحث علي المشاركة وأداء الواجب الوطني دون تأثير علي إرادة الناخبين أو المصوتين. رابط دائم :