في كتاب( فتاوي علماء البلد الحرام) إعداد خالد بن عبد الرحمن الجريسي طبعة مؤسسة الجريسي للتوزيع والإعلان بالرياض السعودية ص63 ما نصه: السؤال: أفيدوني عن حكم من يعمل بالجيش المصري( هكذا بالتحديد) وهذا مصدر رزقه, وتفرض عليه نظم الجيش وقوانينه أن يعظم بعضنا بعضا كما تفعله الأعاجم, وأن نلقي التحية بكيفية ليست بالتي أمرنا بها الله ورسوله, وأن نعظم علم الدولة ونحكم ونحتكم فيما بيننا بشريعة غير شريعة الله قوانين عسكرية. الجواب: لا يجوز تحية العلم, ويجب الحكم بشريعة الإسلام والتحاكم إليها, ولا يجوز للمسلم أن يحيي الزعماء أو الرؤساء تحية الأعاجم لما ورد من النهي عن التشبه بهم ولما في ذلك من الغلو في تعظيمهم وصلي الله وسلم علي نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. في الهامش: فتاوي اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء ص150. قلت: لم أقحم الجيش المصري بالذات في السؤال المزعوم؟ أليس في السعودية تحية الرتب العسكرية للقادة العسكريين والسياسيين علي السواء؟ وما دخل الشريعة الإسلامية بهذه الأمور التي هي من قبيل( العادات) وليست( العبادات) والأعراف وليست الإيمانيات حسب خيال اللجنة العلمية وللأسف أن يصدر هذا الهذيان عن لجنة لو كان من شخص لقلنا لعله جاهل ينبه ويعلم, لعله غلط ونسي أما أن يصدر من( لجنة)!!, وهل التحية تعظم عبودية أم احترام بشري, وهل يوجد في الشريعة الإسلامية المفتري بها وعليها كيفية للجنة الفعلية, وهل احترام العلم يعد تعظيما عقائديا يقضي إلي الشرك العقائدي, وهل القوانين العسكرية كنظم تعد مناقضة لأصول الإيمانيات والعبادات؟؟!! متي ولم ولماذا؟ نموذج كاشف عن الفكر الوهابي الغائب عن فقه الواقع وفقه المقاصد. وعليه: نرجو مؤسستنا العسكرية( خير أجناد الأرض) عدم الثقة بأصحاب الفكر, وعدم السماح لهم بشرف الجندية في الكليات والمعاهد العسكرية ولا بشرف الانتماء للجيش, من باب التدابير الوقائية من فكر بدائي صحراوي بدوي. جماعة( الإخوان القطبيين) إبان ثورة25 يناير, أرادوا تنحية المجلس العسكري آنذاك عن المشهد فحرضوا علي مظاهرات( يسقط يسقط حكم العسكر) تهيئة لمسرح الأحداث لهم كبديل وقد كان! وفي ثورة30 يونيه, ينال الجيش المصري منهم كل تجريح وعدوان, ويسعون لجعله كما الجيش السوري يقاتل بعضه بعضا لحساب أصدقائهم الإسرائيليين( حسب رسالة رئيسهم المعزول لرئيس العدو الصهيوني: صديقي الحميم والأمريكان الذين يبذلون جهودهم لإعادة الجماعة إلي الحكم لأهدافهم المعروفة, وهكذا تلتقي المتسلفة الوهابية والإخوان القطبيون علي كراهية خير أجناد الأرض الجيش المصري الباسل. بلاغ فهل من مدكر؟ أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر رابط دائم :