انتظرنا أياما.. أنا وصديقي الممثل الطيب الحاج رشوان توفيق.. ذلك النموذج البشري الذي يشع إيمانا.. وحبا للآخرين.. ولم تهتز مشاعره لأي موقف.. أو ضرر.. يصيبه.. من صديق.. أو من غريب.. ويكون رد فعله علي الأحداث التي يصاب بها.. هو تلاوة آيات القرآن الكريم.. بصوته الجذاب.. وبجملته الشهيرة الخيرة فيما اختاره الله انتظرنا أياما.. أنا وصديقي الحاج.. أن يدق جرس التليفون لنعرف نتيجة اللقاء الذي تم بيننا.. وبين نجمة الشاشة الكبيرة النجمة فلانة.. انتظرنا حتي أصابنا.. الملل.. والخوف!!. وفجأة.. وأنا أعيش جو التوتر.. الذي يصيب التلميذ في انتظار نتيجة الامتحان الذي أجاب فيه علي كل الأسئلة.. إجابات يقتنع بأنها.. إجابات صحيحة.. تؤدي إلي النجاح بامتياز.. وتذكرت كل أحداث اللقاء الذي تم في منزل النجمة الكبيرة.. والحوار الذي دار بيننا وتقلبها لكل ما قيل في الحوارات.. بكل رقة واقتناع.. وأنا أشرب القهوة.. علي الريحة.. مثلها.. وهي تشربها.. وانطلاقي في شرح حال السينما.. ومشاكلها بحرية.. وإقناع كعادتي دون توقف.. حتي انتهت الزيارة.. وهي بابتسامتها الرائعة.. وقولها لنا بكل حب.. واحترام.. ومودة.. أننا سنلتقي قريبا.. ووقفنا ثلاثتنا أنا.. وصديقي الطيب.. والنجم المنتج الكبير.. وتبادلنا التحية والسلام وغادرنا.. منزل النجمة الرائعة فعلا.. وبلا مجاملة أو زيف.. وذهبنا وكل واحد منا.. في انتظار اللقاء.. وفجأة.. دق جرس التليفون الذي أنتظره منذ أيام.. وأسرعت إليه.. ولم أمهل المتصل أن ينتظر رنة جرس التليفون الثانية.. من أول رنة رفعت سماعة التليفون.. وقبل أن أنطق بكلمة ألو.. كان المتحدث هو النجم الكبير الممثل الرائع ومنتج الفيلم الذي رشحنا لبطولته.. والذي صحبنا في الزيارة التاريخية في حياتنا الفنية.. وجاءني صوته الواثق.. آسف اتأخرت عليك شوية.. لكن معلهش.. طبعا أنت إنسان قوي.. وممثل رائع أنت وزميلك الطيب.. ولكن للأسف.. لم يصبكم التوفيق لتعملا مع النجمة الكبيرة.. فلانة.. في الفيلم الذي أنتجه.. أحسست أنه يحاول أن يخفف من وقع الصدمة.. وحاولت أنا أيضا أن أساعده في محاولة.. فاشلة مني لإخفاء مشاعري وقلت له وأنا أصطنع الضحلة.. سقطنا في الامتحان..!! وألتقط هو الخيط.. ورد بضحكة أحسست بمرارتها.. وهو يقول.. الفرص القادمة كثيرة.. والكاميرات لا تتوقف عن الدوران.. خصوصا إذا كان يقف أمامها نجوم أقوياء مثلك أنت وصديقك الطيب..!!. ولم يحاول إطالة الحوار.. وطلب مني في رجاء مؤدب أن أخبر زميلي الممثل الطيب.. بهذا الخبر.. وانتهت المكالمة..!! وارتفع ضغط دمي.. وزادت دقات قلبي.. وأصبحت غير قادر علي أخذ أنفاسي الطبيعية.. وحاولت أن أهدئ من نفسي ومشاعر فشلي.. وأخذت أسير في صالة منزلي.. ذهابا وإيابا.. كمحاولة لكي أستعيد حالتي الطبيعية.. وأنا أتمتم بجمل غريبة.. ليس لها أي معني.. وبصوت عالي.. وزيادة في سرعة الذهاب والإياب سيرا.. ومرت دقائق التوتر.. وهدأت خطواتي السريعة.. وجلست بجوار التليفون.. بعد شعوري بالهدوء التام.. واتصلت بصديقي النجم الطيب.. عله يحمل معي بعضا من آلامي!! وبعد أن أخبرته بالنبأ.. وخبر سقوطنا في الامتحان.. كان رائعا في رده.. مطمئنا بإيمانه.. وتمتم بجملته الطيبة الشهيرة الخير فيما اختاره الله ثم قال بعد لحظة صمت بيننا.. قال.. ألم تعرف سبب سقوطنا في الامتحان.. قلت له.. بصوت حازم.. لابد لي.. أن أعرف!! وإلي العدد القادم..!! رابط دائم :