وصلت أنا وصديقي النجم الطيب.. كل في سيارته.. إلي القاهرة وهذه المرة ونحن نسير في نفس الطريق الضيق الموصل إلي قريتي.. والذي كان يسير فيه الحمار أمامي وهو يحمل البرسيم.. وأجبرت علي أن أسير مثل سير الحمار خلفه.. بإيقاع خطواته.. وليس معه أحد.. حتي وصلت إلي باب بيتنا في قريتنا.. وصلت أنا والحمار في وقت واحد.. المهم.. وصلنا إلي القاهرة وأوقفنا سيارتينا أمام المنزل الذي أقيم في شقة به أسستها بجزء كبير من أجري في الثلاثة أفلام والمسلسل.. وجلست أنا وصديقي النجم الطيب.. الذي بادرني بالكلام.. وقال.. سأنصرف الآن إلي شقتي.. وأرجو أن تستريح بعد رحلتك وقلقك. وسأمر عليك الساعة السادسة مساء.. لنحضر حفل توزيع الجوائز.. ومنها جائزة أفضل ممثل عن دورك في فيلمك الأول.. وبعد عرضه في المهرجان.. وهناك مفاجأة أخري في انتظارنا.. لن أقصها عليك.. وإلي اللقاء.. وانصرف صديقي الطيب.. وفعلا كنت في حاجة إلي النوم.. والراحة.. وبعد ساعات نوم عميق أفقت وكانت الساعة الرابعة عصرا.. وبدأت في تجهيز نفسي لحضور حفل توزيع الجوائز.. وتمام السادسة.. كان صديقي ينتظر نزولي من شقتي إلي حيث سيارتي.. وذهبنا إلي قاعة احتفالات توزيع الجوائز.. وتم الإعلان عن جائزة أفضل ممثل التي حصلت عليها.. واتجهت إلي خشبة المسرح وسط تصفيق حضور المهرجان من الزملاء.. وكاميرات التليفزيونات تتابعني وأنا في طريقي.. لاستلام الجائزة.. ووقفت إلي جوار لجنة تحكيم المهرجان.. وأنا أرتدي بدلتي البيضاء.. كالعادة.. واستملت جائزتي وسط تصفيق الحضور الحاد جدا.. وفجأة تم النداء باسم صديقي.. الطيب لحصوله علي جائزة الممثل المساعد عن دوره في نفس الفيلم.. وكانت المفاجأة التي لم يفصح عنها.. ونزلت من خشبة المسرح لاستقباله.. بفرح ممزوج بصدق الصداقة.. وصعدنا معا إلي حيث تسلم جائزته.. وزاد التصفيق لنا ونحن نحمل الجائزتين.. ومال علي صديقي.. وقال بهمسه المعتاد.. ياليتها تكون ترانا الآن ونحن نحمل جوائز الإبداع الفني الآن.. وتكون جالسة أمام التليفزيون الذي ترسل إليه كاميراته.. عن تفاصيل تسلم هذه الجوائز ووجدت نفسي أضحك بصوت عال.. ياريت.. انت لسه فاكر حكايتنا.. مع النجمة الكبيرة التي كنا في زيارتها.. وبسرعة عدنا أنا وهو.. فلاش باك لقصتنا.. مع النجمة الكبيرة الرائعة.. التي رزناها منذ بداية حكايتها.. وكأننا نعيش زمنها وأحداثها من أولها.. حتي تسلم الجوائز.. دق جرس تليفون منزلي.. وكان المتحدث.. نجما أحبه جدا.. وأحب ابتسامته.. وحبه للآخرين.. وكنت أنا وصديقي النجم.. نصور أفلامنا.. وكان صديقي الطيب يشارك معي هذه الأعمال.. ألو.. أنا فلان.. رديت عليه بسرعة.. أهلا وسهلا فرصة سعيدا جدا.. وقال بصوته المعروف.. أخبارك إيه اليومين دول.. طبعا مبروك علي نجاح أعمالك التي تملأ الشاشات الكبيرة.. والصغيرة.. وهذا ليس حسدا كما تعلم.. ولكنه إعجاب بتوفيقك.. وأنت تستاهل كل خير.. ومن غير طول كلام.. اسمع ياسيدي المفاجأة دي.. أنا سوف أنتج فيلما بطلته النجمة العزيزة فلانة.. عندما سمعت اسم النجمة فلانة لم أتمالك نفسي فهي نجمة يحلم أي ممثل أن يقف أمامها حتي في أصغر الأدوار.. إنها فلانة ولاحظ محدثي.. النجم الكبير ما إنتابني.. فقال لي.. إنت فين.. رحت فين ياأستاذ.. سامعني..؟! قلت معاك يافندم!! فقال لي.. أنا رشحتك للعمل معنا في هذا الفيلم إنت وزميلك الطيب الحاج فلان وكان زميلي حاجا فعلا وينادونه بهذا اللقب.. ومن أطيب نجوم السينما وأكمل محدثي النجم كلامه.. كل المطلوب.. لقاء مع النجمة.. إنها تريد أن نلتقي بكما أنتما الاثنين.. في منزلها.. وأنا حددت الميعاد غدا صباحا في التاسعة.. وسوف أمر علي.. ونمر عليك زميلك.. ونذهب ثلاثتنا لنلتقي بالنجمة.. عندك مانع؟! أبدا.. ياأستاذ.. كان ردي.. ولم يعط أي فرصة للكلام بعد ذلك.. فهو يعلم تماما.. ماذا يحدث لممثل عندما تطلب النجمة لقاءه للعمل معها.. مع السلامة.. وانتهت المكالمة.. وأنتابني نوع من أنواع الذهول.. ولا أدري كم مضي من الوقت وأنا أمسك سماعة التليفون الأرضي أيامها وصوت حرارة التليفون يأتي في أذني.. ثم ينقطع فجأة.. ليأتي صفيرا مزعجا ليعلن انقطاع الحرارة.. ويوقظني من ذهولي.. ووضعت السماعة مكانها علي التليفون..!! رابط دائم :