وقف.. ثلاثتنا.. مرة واحدة.. أنا وصديقي النجم الطيب.. والممثل الكبير.. منتج الفيلم.. أمام النجمة الكبيرة.. بطلة الفيلم.. في منزلها لنحقق لها طلبها بضرورة لقائنا.. وأقبلت إلينا مادة يدها بالسلام. وجلست علي مقعد.. واضح جدا أنه مقعد خاص بها.. وبابتسامتها المعروفة.. الودودة.. قالت النجمة الشهيرة فلانه بصوتها الهاديء الذي يحتوي كيان كل من يسمعه.. تشربوا.. إيه؟!.. والرد الطبيعي.. كان بكلمة شكرا.. مني زميلي.. ومن النجم المنتج.. ولكني وجدت نفسي أطلب.. فنجان قهوة.. علي الريحة!! وردت هي بابتسامتها.. أنا أيضا أشربها مثلك تماما!! أنا شخصيا طلبت القهوة لتساعدني علي الاستيقاظ والتنبه.. فقد هجرني النوم ليلة الأمس.. وطلب الآخران بعد إلحاحها.. شايا!! قامت بنفسها.. واختفت في إتجاه المطبح.. واختفت!! ونظرت إلي من كانا معي.. وسألتهما.. هل أخطأت في طلبي القهوة؟! ورد النجم الكبير منتج الفيلم محاولا أن يبعث في نفسي الطمأنينة.. وقال: مفيش حاجة.. وأنت لم تخطيء.. بل علي العكس.. أنت عملت شيء كويس جدا.. بتصرفك علي راحتك.. بعد لحظات.. عادت النجمة.. وخلفها السيدة التي فتحت لنا باب الشقة وأدخلتنا لانتظار النجمة.. وعلي يديها صينية شيك وعليها القهوة والشاي.. وعادت حيث أتت.. وجلست النجمة فلانة وكانت تشاهدنا.. ونحن نأخذ مشاربيبناا.. وقد.. قمت أنا بنفسي.. لأخذ الشاي من الصينية التي تحملها السيدة.. وقدمتها بنفسي منها فنجان القهوة الخاص بالنجمة فلانة.. ووزعت الباقي علي كل من صديقي النجم الطيب والنجم المنتج للفيلم.. وجلست بجوارها بعد أن سمعت صوت النجمة فلانة.. وهي تقول لي: شكرا ياأستاذ فلان الذي هو أنا.. واستمرت في كلامها ولم تفارقها الابتسامة.. أنت شخصية متفردة.. وأنا شاهدت لك بعض الأعمال.. ولك شخصية قوية ومسيطرة.. ولك مستقبل كبير في التمثيل.. ثم اتجهت إلي زميلي الحاج الطيب.. وقالت له.. وأنت ياراجل طايب.. أنت تمثيلك طيب مثلك تماما!! ثم انحرفت بالحوار إلي موضوع آخر.. ووجهت إلي سؤالا.. إيه رأيك في الجو العام الذي يسود عالم السينما الآن؟! وكان واضحا أنها تريد أن تسمع صوتي.. وأن تكتشف شخصيتي من خلال الحوار.. وأنا بطبيعتي لا أتوقف.. ولا أضع محظورات علي آرائي.. اندفعت في توضيح نقاط الخطأ في مجال السينما الآن.. وأبديت رأيي في اتجاهات السينما وموضوعاتها.. وحرص السينما المفروض.. والمطلوب للحاق بكل حديث في صناعة السينما.. وظهور عناصر جديدة.. لصناعة السينما.. وأنواع رائعة ولدت في أنواع أفلام تحمل عناوين.. وطرقا جديدة في عالم السينما.. واشتراكها بأفلامها في المهرجانات العالمية.. وغير العالمية.. وحصلت علي جوائز عديدة من هذه المهرجانات التي تعرض أفلامها.. وهي أفلام السينما المستقلة.. والوثائقية.. والتسجيلية.. القصيرة والطويلة.. وحتي سينما الموبايل.. ومعظمها لها رسائل مهمة وللأسف لاتعرض هذه الأفلام بشكل مقبع في مصر!! وهناك أزمة قلة دور العرض.. والتوزيع والجري وراء المشهيات السينمائية السطحية.. والاجتماعية الدخلية والشاذة لإرضاء نوعية خاصة من الجماهير.. وجذب المشاهد بمشهيات مفتعلة.. ومواضيع مبالغ فيها.. والقصد الأساسي هو تحقيق الأرباح من إيرادات الشباك!! كانت.. النجمة فلانة تنظر إلي.. وتنصت تماما لآرائي.. وكانت تحاول أن يتحدث زميلي.. ولكنه إنسان طيب ادخر رأيه بالموافقة أحيانا وبالرفض أحيانا أخري.. بكلمة واحدة.. فعلا.. ولا أظن.. ونظرت إلي النجمة فلانة وقالت لي.. أرجوك بعد هذا الكلام الرائع.. والمحاضرة الفنية التي قلتها أرجوك أن تشرب القهوة التي طلبتها.. وأرجو أن لاتكون قد بردت ونضطر لعمل قهوة جديدة!! قلت لها بحماسي الدائم وطريقتي في شرب القهوة قلت لها.. أنا أحب أن أشرب القهوة وهي في طريقها لتبرد!! وفي هذه اللحظة.. ضحكت النجمة بصوت عال بلا حدود وقالت: غريبة.. أنا أيضا أشرب قهوتي بهذا الأسلوب!! وضحكنا جميعا.. وشربنا القهوة.. والشاي.. وتبادلنا بعض الحوارات المرحة.. وأحسست أننا جميعا أسرة واحدة وأنها استطاعت أن تحصل علي ما أرادت.. وأنهي النجم الكبير اللقاء.. وانصرفنا من بيت النجمة الكبيرة فلانة علي موعد آخر!! وانتظرنا.. الموعد!! رابط دائم :