أسعار الأسماك في شمال سيناء اليوم الخميس 2 أكتوبر 2025    محافظ أسيوط يوجه بتوحيد إجراءات تراخيص المحلات وربطها إلكترونيًّا بالجهات المعنية    غارة جوية إسرائيلية تستهدف سيارة على طريق الجرمق – الخردلي جنوبي لبنان    موعد مباراة روما وليل في الدوري الأوروبي    إصابة 8 أشخاص في انقلاب ميكروباص بصحراوي المنيا    مصرع وإصابة 11 شخصا إثر حريق هائل يلتهم عقارًا في فيصل    الرعاية الصحية: إنشاء وحدتين لزراعة النخاع بمجمع الأقصر الدولي والسويس الطبي    بقرار جمهوري، مجلس الشيوخ يفتتح اليوم دور الانعقاد الأخير من الفصل التشريعي    3 شهداء و13 مصابًا في قصف إسرائيلي على خيام النازحين بدير البلح    وزير الخارجية يؤكد تضامن مصر الكامل مع السودان ودعم سيادته ووحدة أراضيه    كوبا تخطف نقطة من إيطاليا وصعود الأرجنتين فى كأس العالم للشباب.. فيديو    السودان: سنجري مراجعة تفصيلية لملف السد الإثيوبي    أسعار الذهب اليوم الخميس 2 أكتوبر في بداية التعاملات    السيسي يصدر قرارًا جمهوريًّا جديدًا، اعرف التفاصيل    «الداخلية»: القبض على مدرس بتهمة التعدي بالضرب على أحد الطلبة خلال العام الماضي    مصرع شخص وإصابة 5 في حادث انقلاب ميكروباص بالشرقية    تعرف على الحالة المرورية بالقاهرة والجيزة    قصور الثقافة تعلن مد فترة استقبال الأعمال المشاركة بمسابقة النصوص الدرامية القصيرة جدا    رحيل بشير أحمد صديق شيخ القراء فى المسجد النبوى عن عمر ناهز 90 عاما    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 2-10-2025 في محافظة قنا    خبير مصرفي: تثبيت أسعار الفائدة الأقرب في أكتوبر لمواجهة ضغوط المحروقات    عاجل - حقيقة إغلاق المدارس والإجراءات الوقائية.. رسالة عاجلة من الصحة بشأن ظهور HFMD بين الطلاب    تعطل الاتصالات والإنترنت بالقاهرة اليوم.. والسبب المتحف المصري الكبير    ترامب يقرر اعتبار أي هجوم على قطر هجومًا على أمريكا    معركتك خسرانة.. كريم العدل يوجه انتقادات حادة لمخرج فيلم «اختيار مريم»: انتحار فني كامل    بهدفين لا أجمل ولا أروع، المغرب يضرب البرازيل ويتأهل لثمن نهائي مونديال الشباب (فيديو)    البابا تواضروس الثاني يترأس قداس تدشين كاتدرائية الأنبا أنطونيوس والأرشيدياكون حبيب جرجس بأسيوط الجديدة    المسرح المتنقل يواصل فعالياته بقرية نزلة أسطال بالمنيا    شركة مايكروسوفت تطلق "وضع الوكيل الذكي" في 365 كوبايلوت    عبدالله مجدي الهواري: «بحب الفن ونفسي أبقى حاجة بعيد عن اسم أمي وأبويا»    «قولاً واحدًا».. خالد الغندور يكشف رحيل فيريرا عن تدريب الزمالك في هذه الحالة    بلاغ أم يقود لضبط مدرس متهم بالاعتداء على طفل فى الأهرام    متى يبدأ العمل بالتوقيت الشتوي 2025 رسميًا؟ استعد ل تغيير الساعة في مصر    الدكتور محمود سعيد: معهد ناصر قلعة الطب في مصر وحصن أمان للمصريين    دعاء صلاة الفجر ركن روحي هام في حياة المسلم    أكاديمية «أخبار اليوم» في ثوبها الجديد.. وفرحة الطلاب ببدء العام الدراسي| صور وفيديو    السيطرة على حريق شب داخل مخلفات بعين شمس    زكريا أبوحرام يكتب: الملاك الذي خدعهم    4 أهداف.. تعادل مثير يحسم مواجهة يوفنتوس أمام فياريال بدوري أبطال أوروبا    رياضة ½ الليل| هشام يسلف الزمالك.. إيقاف تريزيجيه.. قائمة الخطيب.. والموت يطارد هالاند    رئيس مجلس المطارات الدولي: مصر شريك استراتيجي في صناعة الطيران بالمنطقة    حماية العقل بين التكريم الإلهي والتقوى الحقيقية    وصول وفد رسمي من وزارة الدفاع السورية إلى موسكو    تحذير لهؤلاء.. هل بذور الرمان تسبب مشاكل في الجهاز الهضمي؟    الخارجية التركية: اعتداء إسرائيل على "أسطول الصمود" عمل إرهابي    الحمل بيحب «الروايات المثيرة» والحوت «الخيالية».. ما نوع الأدب الذي يفضله برجك؟    مايولو: سعيد بالتسجيل أمام برشلونة.. نونو مينديش قام بعمل كبير    «مقتنعوش بيه».. ماجد سامي: كنت أتمنى انتقال نجم الزمالك ل الأهلي    حل 150 مسألة بدون خطأ وتفوق على 1000 متسابق.. الطالب «أحمد» معجزة الفيوم: نفسي أشارك في مسابقات أكبر وأفرح والدي ووالدتي    محافظ الشرقية يكرّم رعاة مهرجان الخيول العربية الأصيلة في دورته ال29.. صور    الجيش الإسرائيلي: إطلاق 5 صواريخ من شمال غزة واعتراض 4 منها دون إصابات    السكر القاتل.. عميد القلب السابق يوجه نصيحة لأصحاب «الكروش»    مدير معهد ناصر: اختيار المعهد ليكون مدينة طبية لعدة أسباب ويتمتع بمكانة كبيرة لدى المواطنين    تسليم 21 ألف جهاز تابلت لطلاب الصف الأول الثانوي في محافظة المنيا    أحمد موسى يوجه رسالة للمصريين: بلدنا محاطة بالتهديدات.. ثقوا في القيادة السياسية    أرسنال بالعلامة الكاملة في الإمارات ينتصر بثنائية على أولمبياكوس    «التضامن الاجتماعي» بالوادي الجديد: توزيع مستلزمات مدرسية على طلاب قرى الأربعين    مجلس حكماء المسلمين: العناية بكبار السن وتقدير عطائهم الممتد واجب ديني ومسؤولية إنسانية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكايتى مع السحر والسحرة فى نصف قرن ( 5 )
نشر في أكتوبر يوم 08 - 05 - 2011

فى هذه السلسلة من «حكايتى مع السحر .. والسحرة» أُقدم تجاربى التى استمرت سنوات طويلة.. شهدت فيها كثيرًا من المواقف والحكايات التى يشيب لها الولدان!. ونحن
لا نعرضها من باب الطرافة
أو الإثارة.. إنما من باب شهادتى للتاريخ عن كل هذه الأعمال التى ترفضها كل الأديان.. بلا استثناء.. رغم أنها حقيقة وموجودة.. بل يعتقد فيها الكثير من الناس..
رأى الشيخ الشعراوى فى أشهر قارئة فنجان فى مصر والعالم
هل تؤمن بقراءة الفنجان...؟ وهل هو يا ترى حقيقة.. أم فهلوة من قارئة الفنجان؟ وما هى يا ترى حقيقة «قراءة الفنجان» بمعنى: أن «قارئة الفنجان» من الذكاء والشطارة بحيث تستطيع أن تقرأ أفكار المرأة.. أو الرجل الذى يجلس أمامها وتقرأ ما بداخله من خلال الأحاديث التى تجرى بينهما قبل أن تقرأ له «الفنجان».. ثم تضيف من عندها أشياء تتناسب مع الظروف والأحوال التى تمر أو يمر بها صاحب الفنجان؟
أم أن قارئة الفنجان تعرف أن الأمور كلها تدور وتتمحور حول الحب والعواطف والغراميات ومن هنا يكون كل الكلام الذى تقوله حول هذا الموضوع بحيث تحاول أن ترضى صاحبة الفنجان بكلام يطمئنها.. ويهدّئ من خفقان قلبها ويجعلها تعود إلى بيتها وهى متماسكة الأعصاب.. وقلبها هادئ ومطمئن؟
منذ سنوات طويلة عندما قررت أن أغوص فى العالم الغريب والعجيب والمرعب الذى يطلقون عليه «عالم الجن والعفاريت» كنت أسمع أيضا عن عالم آخر لا يقل غرابة عن عالم الجن والعفاريت.. ألا وهو «عالم قارئات الفنجان».
كانت القاهرة كلها تتحدث عن «أشهر قارئة فنجان» ليس فى مصر وحدها.. بل فى العالم العربى.. بل وفى العالم كله!!!
كان اسمها «أم عفيفى» وكانت تسكن فى منطقة عين شمس فى ضواحى القاهرة..
كنت أسمع أن الذين يذهبون إليها هم طبقة الحكام من كبار المسئولين.. وزوجاتهم..
وكنت أسمع أيضا: أنها تتقاضى فى «قراءة الفنجان» خمسين أو مائة جنيه.. هذا عندما كان الجنيه يساوى الآن مائة جنيه!!!
عندما قررت أن أذهب إليها.. كان هناك سبب لذلك وهو.. أننى كنت أعرف فتاة من دولة عربية وكانت طالبة فى جامعة القاهرة.. وبعد أيام من معرفتى بها.. شعرت «فجأة» أننى مندفع إليها بطريقة غريبة تكاد تقترب من الهوس والجنون.. ليس بسبب جمالها الرهيب ولا قوامها.. ولا شياكتها.. ولكن الأقوى من كل ذلك هو «الحب»!!
وذات يوم: كنت أجلس مع صديقى اللواء «؟» مدير مباحث القاهرة.. والذى أصبح بعد ذلك مديراً للأمن.. ثم مساعداً أول لوزير الداخلية.. «يرحمه الله».
لقد شاهدنى «أبكى» وأنا أجلس معه فى مكتبه وسألنى عن الأسباب؟
صارحته بما أشعر به من ناحية هذه الفتاة العربية.
هز رأسه ثم قال لى: اسمع سوف أكتب لك عنوان امرأة تعتبر أعظم قارئة فنجان فى العالم.. وكتب فعلاً عنوانها واسمها.. وقال لى:
إنها سوف تنكر نفسها فى البداية.. وعليك أن تقول لها: إنك من طرفى حتى لا تأخذ منك خمسين جنيها لتقرأ لك الفنجان!!
قلت له فى دهشة: خمسين جنيها؟!!
قال: إنها تحصل على ألف وأكثر من باشوات مصر.. ولكنها لن تحصل منك على شىء من أجلى!!
ركبت سيارتى وذهبت إلى المنطقة التى فيها وهى عين شمس.. ونزلت وسألت على منزلها.. وقرعت الباب وفتحت لى سيدة كبيرة فى العمر تتجاوز السبعين سنة تقريبا.. ولكنها بسم الله ما شاء الله.. مصلوبة القوام..
عندما فتحت لى الباب وسألتها: إن كانت هى الحاجة أم عفيفى؟
أنكرت نفسها وقالت: ليس هنا يا ابنى هذا الاسم..!!!
خرجت أسأل فى الشارع.. فقال لى رجل من جيرانها.
إنها هى التى فتحت لك الباب.. ولكنها تنكر نفسها.. لأنها لا تعرف غير الباشوات.. وكبار المسئولين فى الدولة!!
رجعت ثانية إلى المنزل وطرقت باب الشقة. وإذا بها مرة أخرى هى نفسها التى فتحت لى الباب.
قبل أن تقول لى: يا ابنى محدّش هنا بالاسم اللى انت ذكرته..
بادرتها أنا بقولى: يا ستى أنا ابن عم العميد؟
هنا قالت لى: أهلاً وسهلاً يا ابنى.. اتفضل يا حبيبى!!
دخلت وجلست على كرسى فى صالة الشقة.. ولكنها قالت لى:
اتفضل يا حبيبى هنا.. وأشارت إلى غرفة الصالون!
دخلت وجلست: ثم قالت لى: قهوتك إيه؟
قلت لها: مضبوط لو سمحتى..
طلبت من ابنتها أن تعمل فنجان قهوة مضبوطا.. ثم قالت لى هى:
أرجوك ألا تتكلم فى أى شىء انت جاى علشانه وسوف أقول لك أنا كل شىء «بإذن الله»..
أشياء لا يصدّقها عقل
أحضرت ابنتها- وهى فى سن حوالى 30 سنة ومتزوجة- «فنجان القهوة»..
شربته بسرعة.. ثم أعطيته للست أو الحاجة «أم عفيفى»..
أمسكت بالفنجان وقرّبته من فمها وأخذت تقول بعض الكلمات.. ثم وضعته «بالمقلوب» على الطبق..
كنت أنا فى لهفة لمعرفة ما سوف تقوله.. ولذلك أنظر إلى ساعتى كل بضع ثوان.!!
لاحظت «الحاجة أم عفيفى» ذلك فقالت لى: يا ابنى لا تنظر إلى الساعة.. لمّا «الفنجان» يأخذ طريقك..
كانت هذه الكلمات عبارة عن معلومة أعرفها لأول مرة فى حياتى عن أن «فنجان القهوة» لابد أن يستقر على الطبق لفترة حتى يعرف الطريق من البداية إلى النهاية..
بعد حوالى نصف ساعة وأنا أجلس فى حالة من القلق..
نطقت «أم عفيفى» وفتحت شفتيها وهى تقول: «بسم الله الرحمن الرحيم».. يا بركة سيدى الشاذلى..
أعتقد أنه لابد لى أن أخرج هنا عن الحديث مع الحاجة «أم عفيفى» لأتحدث عن سيدى عبد الرحيم الشاذلى وهو من أولياء «الله» الصالحين ومكتشف «البُنّ» حيث كان نائما ذات يوم تحت شجرة وسقطت حبات من هذه الشجرة وأكلها بعد أن وضعها فى وعاء فيه ماء وأوقد عليه.. وظل لا ينام لمدة يومين.. ومن هنا عرف أنها حبّات بُن.. ومن المعروف أن له «مقام» دفن فيه فى الصحراء على بعد حوالى 150 كيلو من محافظة قنا..
نعود بعد ذلك إلى الحديث عن «الحاجة أم عفيفى» بعد أن أمسكت «أم عفيفى» بفنجان القهوة التى شربته وهى تقول:
بسم الله الرحمن الرحيم.. يا بركة سيدى الشاذلى.. ارتعش جسدها رعشة شديدة.. ثم قالت: منها لله «؟» ونطقت باسم الفتاة العربية ثم نطقت باسم والدتها..
ثم قالت: منها «لله» البنت.. وأمّها؟
وسألتها: إيه الحكاية؟
قالت أم عفيفى: يا ابنى.. يا حبيبى: انت «معمول لك عملين.. واحد شربته مخلوط فى حمّص الشام.. والثانى «وضع لك فى ساندوتش»!!!
الواقع بعد أن سمعت هذا الكلام- وهو حقيقى تماما- بكيت..
ثم قالت لى أم عفيفى: ولا يهمّك يا ضنايا بكرة إن شاء «الله» تحضر لى هنا.. وأنا سوف أذهب معك إلى رجل فى «منطقة الجبل الأصفر».. وهو يبطل لك مفعول السحرين»...!!
فى اليوم الثانى: ذهبت إلى «أم عفيفى» وتفضلت رغم كبر عمرها وركبت معى السيارة وذهبت إلى منطقة الجبل الأصفر بعد منطقة عين شمس وبالقرب من بلدة الخانكة.
دخلنا منزل الرجل- فى الجبل- وهو رجل كبير فى العمر حيث يبلغ 85 سنة تقريباً.. ورغم ذلك فهو متماسك تماماً.. وهو على ما يبدو «نوبى» ويبدو ذلك من بشرته..
رحّب أولاً بالحاجة أم عفيفى.. ثم نظر إلى وقال: أهلاً وسهلاً يا أستاذ..
جلسنا.. وقبل أن تتكلم أم عفيفى قال لها:
الشاب اللى معاك- يقصدنى- معمول له سحر سفلى.. قوى جداً.
قالت له: إنه من طرف إنسان عزيز جداً وهو مدير مباحث مصر...!
قال لها: يا ستى الحاجة أعرف أنك إنسانة طيبة.. ولا تعرفين إلا الناس الطيبين .. هذا الشاب- يقصدنى- لابد من علاجه فوراً .. قبل أن يتضخّم الأمر ويسرى السحر السفلى فى كل عروقه.
ثم نهض الرجل من مقعده ودخل إلى المطبخ على ما يبدو.. وبعد قليل حضر وفى يده زجاجة من المياه .. ثم أخذ يقرأ عليها.. وبعد ذلك وضع فيها شيئاً.. ثم طلب منى أن أشرب كل الماء الموجودة فى الزجاجة.
ثم قال لى.. لابد وأن تكون حذراً يعنى كلما شربت. ثم «تتقيّؤه» يعنى لا تنزعج وعليك أن تذهب إلى دورة المياه فوراً .. كلما شربت..!
بعد حوالى ساعتين تقريباً .. كنت قد انتهيت من شرب زجاجة الماء.. وتقيّأتها أيضاً.. وكان كل الماء الذى ينزل من فمى لونه أصفر..!
قبل أن نغادر «أم عفيفى وأنا» منزل الرجل «النوبى الطيب» سلّمنى زجاجة بلاستيك كبيرة مملوءة بالماء وهو يقول لى: هذا الماء.. لابد أن تشربه كله «غداً» وسوف تتقيّأه.. تماماً كما حدث معك الآن..
رأى الشيخ الشعراوى
تركنا منزل الرجل الطيب.. وأوصلت أم عفيفى إلى منزلها وهى طوال الطريق تبكى من أجلى وتقول: منها لله.. فلانة بنت فلانة.. .. وتواسينى وهى تقول لى: تبقى تطمّنى عليك وإن «شاء الله» راح تبقى كويس خالص بعد الميّه اللى شربتها.
المهم: أننى كنت على صلة طيبة بالعالم والرجل الصالح فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى.. والذى توطّدت صلتى به عن طريق واحد بلدياتى من السنبلاوين.. وكان يعيش فى القاهرة على كورنيش النيل.. وكان الشيخ يذهب إليه كثيرا ليستريح عنده فى شرفة شقته..
قلت للشيخ الشعراوى: حكايتى كلها من «طقطق لسلام عليكم».. كما يقول كثير من الناس..
ثم سألته عن رأيه فى «قراءة الفنجان»؟.
قال: لا شك أن «قراءة الفنجان» منتشرة فى ريف مصر وهو نوع من التسلية عند كثير من الناس..
ثم يضيف قائلاً: هناك بعض الفقيرات المتعفّفات اللاتى ليس لديهن وسيلة يرتزقن منها.. أو من ورائها.. وهنا: يأتى الواحدة منهن فى المنام من يقول لها: إذا صحوت من نومك «امسكى يعنى إقرئى الفنجان».. واحصلى من وراء كل فنجان تقرئينه على جنيه مثلاً.. احتفظى لنفسك بنصف جنيه.. وتصدّقى بالنصف الآخر.. وهذا ليس من ورائه ذنب.. أو عقوبة..
وسألته: من هذا الذى يأتيها فى المنام.. هل يا ترى «ملاك» مثلاً.!.
قال: لا لا لا: ليس الأمر يرتقى إلى هذا المستوى.. ولكن رؤيا .. والرؤيا دائماً تكون صادقة.
ثم يواصل فضيلة الشيخ الشعراوى حديثه معى- عندما التقيت به منذ حوالى 15 سنة - قائلاً: إن مثل هذه المرأة إذا ظلّت على «قراءة الفنجان» وأن تحصل على «جنيه» عن كل فنجان.. وتتصدّق بنصفه وتعيش حياتها من النصف الآخر.. سوف يرزقها «الله سبحانه وتعالى» فى يوم من الأيام.. برزق من السماء لا تتوقعه.. تعيش من خلاله فى سعة من الرزق والحياة السعيدة. والكريمة وتبتعد عن «قراءة الفنجان» الذى كان يحميها من الانزلاق فى الحرام.
ويضيف فضيلة الشيخ الشعراوى قائلاً: للأسف الشديد .. فإن الذى يحدث فى مثل هذه الحالات .. أن يتدخل الشيطان ويغوى «قارئة الفنجان» بالاستمرار فيما هى فيه.. ويكثر من حولها النسوة والرجال الذين يريدون قراءة الفنجان.. ومن هنا فإنها ترفع سعرها فى «قراءة الفنجان» من جنيه.. إلى خمسة جنيهات.. وربما يرتفع بعد ذلك ويصبح مائة.. ويصبح لديها «ثروة كبيرة».. وكلما كثرت الأموال «ازداد الشيطان» فى الغواية..
هنا.. تنقلب «النعمة إلى نقمة».. وتتكاثر على المرأة قارئة الفنجان الأمراض .. والمشاكل والمتاعب النفسية..
بل.. والأموال التى جمعتها من حصيلة قراءة الفنجان تذهب فى مصروفات لا حصر لها.. أو ربما تمرض بأمراض كثيرة تقعدها تماماً من قراءة الفنجان . ويكون نتيجة ذلك أن تذهب كل هذه الأموال التى جمعتها من وراء «قراءة الفنجان» إلى الأطباء.. أو إلى المستشفيات.
وفى النهاية.. تعود إلى ما كانت عليه فى البداية وهى «الحاجة» إلى أن تمد يدها إلى الناس.
حرام.. حرام.. حرام
وفى ختام حديثى مع الإمام الشيخ محمد متولى الشعراوى يرحمه الله أسأله:
كثير من الناس يترددون على «قارئات الفنجان» المنتشرات فى أحياء القاهرة.. وفى جميع محافظات مصر بغرض «قراءة الفنجان».. وإنى أسأل فضيلتكم.
هل «قراءة الفنجان» حرام: أم لا ..؟
يجيب قائلاً: لا شك أن «قراءة الفنجان» حرام..
لأنّه يتعرض إلى معرفة «الغيب» الذى لا يعلمه إلا «الله» وحده..
وأعود وأسأله: أنا أعرف بعض «قارئات الفنجان» فى القاهرة «يقرأن الفنجان» ويتصدّقن بكثير مما يحصلن عليه من الأموال فهل هذا يعتبر حراماً أيضاً؟.
أجاب: أقول لك بصفة عامة.. إن «قراءة الفنجان» كما سبق وقلت.. بل وأكرّر ذلك بصفة عامة «حرام.. حرام.. حرام» والأموال التى تأتى من ورائه: حرام.. حرام.. حرام.
وأسأله: ما هو موقف المرأة.. أو الرجال الذين يذهبون إلى «قارئات الفنجان».. هل يقع عليهم ذنب أيضاً؟.
قال: طبعاً.. وعقابهم إذا لم يكن فى الدنيا فإنهم ولا شك سوف يحاسبون عليه فى الآخرة..!!
وأذكر جيداً أننى قلت له: ما رأيك يا مولانا فى أنه يوجد فى مدينة القاهرة.. وبعض المدن الأخرى بعض «قارئات الفنجان» يكتشفن أسراراً دقيقة جداً من خلال قراءة الفنجان.. مما يجعل الإنسان فى حالة ذهول.. بماذا تسمى ذلك؟.
قال: يمكن أن يكون ذلك من قبيل الصدفة.. وليس عن طريق معرفة الغيب التى لا يعلمها إلا الله وحده كما سبق وقلت.
وأذكر أننى قلت للإمام محمد متولى الشعراوى.. معذرة يا مولانا فى سؤالى الأخير.. وهو لا يتعلّق «بقراءة الفنجان»..
قال: تفضل يا سيدى.
قلت: متى يستجيب الله سبحانه وتعالى لدعوة الإنسان؟
قال: هناك شرط لاستجابة «الله» الدعاء وهو المسارعة فى الخيرات.
قلت: كيف؟.
قال: إن الله سبحانه وتعالى يقول فى سورة الأنبياء بعد أن ذكر دعوات الأنبياء
«إنهم كانوا يسارعون فى الخيرات ويدعوننا رغباً ورهبا وكانوا لنا خاشعين».
يعنى شرط استجابة الدعاء هو المسارعة فى الخيرات.. فالدعاء يتقبله الله من العبد المؤمن الذى يسعى فى الخير .. ولا يتقبله من العبد الذى يسعىفى الشر وإيذاء الناس.. لأنه بذلك يفسد فى الأرض بل ويحاول أن يغيّر نظام الكون الذى خلقه الله.
أعود وأكرر: إن هذا الحوار الذى دار بينى وبين فضيلة الإمام الشيخ محمد متولى الشعراوى جرى منذ أكثر من 15 سنة.
رحم «الله» الشيخ الشعراوى وجعل مثواه الجنة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.