«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكايتى مع السحر والسحرة فى نصف قرن ( 5 )
نشر في أكتوبر يوم 08 - 05 - 2011

فى هذه السلسلة من «حكايتى مع السحر .. والسحرة» أُقدم تجاربى التى استمرت سنوات طويلة.. شهدت فيها كثيرًا من المواقف والحكايات التى يشيب لها الولدان!. ونحن
لا نعرضها من باب الطرافة
أو الإثارة.. إنما من باب شهادتى للتاريخ عن كل هذه الأعمال التى ترفضها كل الأديان.. بلا استثناء.. رغم أنها حقيقة وموجودة.. بل يعتقد فيها الكثير من الناس..
رأى الشيخ الشعراوى فى أشهر قارئة فنجان فى مصر والعالم
هل تؤمن بقراءة الفنجان...؟ وهل هو يا ترى حقيقة.. أم فهلوة من قارئة الفنجان؟ وما هى يا ترى حقيقة «قراءة الفنجان» بمعنى: أن «قارئة الفنجان» من الذكاء والشطارة بحيث تستطيع أن تقرأ أفكار المرأة.. أو الرجل الذى يجلس أمامها وتقرأ ما بداخله من خلال الأحاديث التى تجرى بينهما قبل أن تقرأ له «الفنجان».. ثم تضيف من عندها أشياء تتناسب مع الظروف والأحوال التى تمر أو يمر بها صاحب الفنجان؟
أم أن قارئة الفنجان تعرف أن الأمور كلها تدور وتتمحور حول الحب والعواطف والغراميات ومن هنا يكون كل الكلام الذى تقوله حول هذا الموضوع بحيث تحاول أن ترضى صاحبة الفنجان بكلام يطمئنها.. ويهدّئ من خفقان قلبها ويجعلها تعود إلى بيتها وهى متماسكة الأعصاب.. وقلبها هادئ ومطمئن؟
منذ سنوات طويلة عندما قررت أن أغوص فى العالم الغريب والعجيب والمرعب الذى يطلقون عليه «عالم الجن والعفاريت» كنت أسمع أيضا عن عالم آخر لا يقل غرابة عن عالم الجن والعفاريت.. ألا وهو «عالم قارئات الفنجان».
كانت القاهرة كلها تتحدث عن «أشهر قارئة فنجان» ليس فى مصر وحدها.. بل فى العالم العربى.. بل وفى العالم كله!!!
كان اسمها «أم عفيفى» وكانت تسكن فى منطقة عين شمس فى ضواحى القاهرة..
كنت أسمع أن الذين يذهبون إليها هم طبقة الحكام من كبار المسئولين.. وزوجاتهم..
وكنت أسمع أيضا: أنها تتقاضى فى «قراءة الفنجان» خمسين أو مائة جنيه.. هذا عندما كان الجنيه يساوى الآن مائة جنيه!!!
عندما قررت أن أذهب إليها.. كان هناك سبب لذلك وهو.. أننى كنت أعرف فتاة من دولة عربية وكانت طالبة فى جامعة القاهرة.. وبعد أيام من معرفتى بها.. شعرت «فجأة» أننى مندفع إليها بطريقة غريبة تكاد تقترب من الهوس والجنون.. ليس بسبب جمالها الرهيب ولا قوامها.. ولا شياكتها.. ولكن الأقوى من كل ذلك هو «الحب»!!
وذات يوم: كنت أجلس مع صديقى اللواء «؟» مدير مباحث القاهرة.. والذى أصبح بعد ذلك مديراً للأمن.. ثم مساعداً أول لوزير الداخلية.. «يرحمه الله».
لقد شاهدنى «أبكى» وأنا أجلس معه فى مكتبه وسألنى عن الأسباب؟
صارحته بما أشعر به من ناحية هذه الفتاة العربية.
هز رأسه ثم قال لى: اسمع سوف أكتب لك عنوان امرأة تعتبر أعظم قارئة فنجان فى العالم.. وكتب فعلاً عنوانها واسمها.. وقال لى:
إنها سوف تنكر نفسها فى البداية.. وعليك أن تقول لها: إنك من طرفى حتى لا تأخذ منك خمسين جنيها لتقرأ لك الفنجان!!
قلت له فى دهشة: خمسين جنيها؟!!
قال: إنها تحصل على ألف وأكثر من باشوات مصر.. ولكنها لن تحصل منك على شىء من أجلى!!
ركبت سيارتى وذهبت إلى المنطقة التى فيها وهى عين شمس.. ونزلت وسألت على منزلها.. وقرعت الباب وفتحت لى سيدة كبيرة فى العمر تتجاوز السبعين سنة تقريبا.. ولكنها بسم الله ما شاء الله.. مصلوبة القوام..
عندما فتحت لى الباب وسألتها: إن كانت هى الحاجة أم عفيفى؟
أنكرت نفسها وقالت: ليس هنا يا ابنى هذا الاسم..!!!
خرجت أسأل فى الشارع.. فقال لى رجل من جيرانها.
إنها هى التى فتحت لك الباب.. ولكنها تنكر نفسها.. لأنها لا تعرف غير الباشوات.. وكبار المسئولين فى الدولة!!
رجعت ثانية إلى المنزل وطرقت باب الشقة. وإذا بها مرة أخرى هى نفسها التى فتحت لى الباب.
قبل أن تقول لى: يا ابنى محدّش هنا بالاسم اللى انت ذكرته..
بادرتها أنا بقولى: يا ستى أنا ابن عم العميد؟
هنا قالت لى: أهلاً وسهلاً يا ابنى.. اتفضل يا حبيبى!!
دخلت وجلست على كرسى فى صالة الشقة.. ولكنها قالت لى:
اتفضل يا حبيبى هنا.. وأشارت إلى غرفة الصالون!
دخلت وجلست: ثم قالت لى: قهوتك إيه؟
قلت لها: مضبوط لو سمحتى..
طلبت من ابنتها أن تعمل فنجان قهوة مضبوطا.. ثم قالت لى هى:
أرجوك ألا تتكلم فى أى شىء انت جاى علشانه وسوف أقول لك أنا كل شىء «بإذن الله»..
أشياء لا يصدّقها عقل
أحضرت ابنتها- وهى فى سن حوالى 30 سنة ومتزوجة- «فنجان القهوة»..
شربته بسرعة.. ثم أعطيته للست أو الحاجة «أم عفيفى»..
أمسكت بالفنجان وقرّبته من فمها وأخذت تقول بعض الكلمات.. ثم وضعته «بالمقلوب» على الطبق..
كنت أنا فى لهفة لمعرفة ما سوف تقوله.. ولذلك أنظر إلى ساعتى كل بضع ثوان.!!
لاحظت «الحاجة أم عفيفى» ذلك فقالت لى: يا ابنى لا تنظر إلى الساعة.. لمّا «الفنجان» يأخذ طريقك..
كانت هذه الكلمات عبارة عن معلومة أعرفها لأول مرة فى حياتى عن أن «فنجان القهوة» لابد أن يستقر على الطبق لفترة حتى يعرف الطريق من البداية إلى النهاية..
بعد حوالى نصف ساعة وأنا أجلس فى حالة من القلق..
نطقت «أم عفيفى» وفتحت شفتيها وهى تقول: «بسم الله الرحمن الرحيم».. يا بركة سيدى الشاذلى..
أعتقد أنه لابد لى أن أخرج هنا عن الحديث مع الحاجة «أم عفيفى» لأتحدث عن سيدى عبد الرحيم الشاذلى وهو من أولياء «الله» الصالحين ومكتشف «البُنّ» حيث كان نائما ذات يوم تحت شجرة وسقطت حبات من هذه الشجرة وأكلها بعد أن وضعها فى وعاء فيه ماء وأوقد عليه.. وظل لا ينام لمدة يومين.. ومن هنا عرف أنها حبّات بُن.. ومن المعروف أن له «مقام» دفن فيه فى الصحراء على بعد حوالى 150 كيلو من محافظة قنا..
نعود بعد ذلك إلى الحديث عن «الحاجة أم عفيفى» بعد أن أمسكت «أم عفيفى» بفنجان القهوة التى شربته وهى تقول:
بسم الله الرحمن الرحيم.. يا بركة سيدى الشاذلى.. ارتعش جسدها رعشة شديدة.. ثم قالت: منها لله «؟» ونطقت باسم الفتاة العربية ثم نطقت باسم والدتها..
ثم قالت: منها «لله» البنت.. وأمّها؟
وسألتها: إيه الحكاية؟
قالت أم عفيفى: يا ابنى.. يا حبيبى: انت «معمول لك عملين.. واحد شربته مخلوط فى حمّص الشام.. والثانى «وضع لك فى ساندوتش»!!!
الواقع بعد أن سمعت هذا الكلام- وهو حقيقى تماما- بكيت..
ثم قالت لى أم عفيفى: ولا يهمّك يا ضنايا بكرة إن شاء «الله» تحضر لى هنا.. وأنا سوف أذهب معك إلى رجل فى «منطقة الجبل الأصفر».. وهو يبطل لك مفعول السحرين»...!!
فى اليوم الثانى: ذهبت إلى «أم عفيفى» وتفضلت رغم كبر عمرها وركبت معى السيارة وذهبت إلى منطقة الجبل الأصفر بعد منطقة عين شمس وبالقرب من بلدة الخانكة.
دخلنا منزل الرجل- فى الجبل- وهو رجل كبير فى العمر حيث يبلغ 85 سنة تقريباً.. ورغم ذلك فهو متماسك تماماً.. وهو على ما يبدو «نوبى» ويبدو ذلك من بشرته..
رحّب أولاً بالحاجة أم عفيفى.. ثم نظر إلى وقال: أهلاً وسهلاً يا أستاذ..
جلسنا.. وقبل أن تتكلم أم عفيفى قال لها:
الشاب اللى معاك- يقصدنى- معمول له سحر سفلى.. قوى جداً.
قالت له: إنه من طرف إنسان عزيز جداً وهو مدير مباحث مصر...!
قال لها: يا ستى الحاجة أعرف أنك إنسانة طيبة.. ولا تعرفين إلا الناس الطيبين .. هذا الشاب- يقصدنى- لابد من علاجه فوراً .. قبل أن يتضخّم الأمر ويسرى السحر السفلى فى كل عروقه.
ثم نهض الرجل من مقعده ودخل إلى المطبخ على ما يبدو.. وبعد قليل حضر وفى يده زجاجة من المياه .. ثم أخذ يقرأ عليها.. وبعد ذلك وضع فيها شيئاً.. ثم طلب منى أن أشرب كل الماء الموجودة فى الزجاجة.
ثم قال لى.. لابد وأن تكون حذراً يعنى كلما شربت. ثم «تتقيّؤه» يعنى لا تنزعج وعليك أن تذهب إلى دورة المياه فوراً .. كلما شربت..!
بعد حوالى ساعتين تقريباً .. كنت قد انتهيت من شرب زجاجة الماء.. وتقيّأتها أيضاً.. وكان كل الماء الذى ينزل من فمى لونه أصفر..!
قبل أن نغادر «أم عفيفى وأنا» منزل الرجل «النوبى الطيب» سلّمنى زجاجة بلاستيك كبيرة مملوءة بالماء وهو يقول لى: هذا الماء.. لابد أن تشربه كله «غداً» وسوف تتقيّأه.. تماماً كما حدث معك الآن..
رأى الشيخ الشعراوى
تركنا منزل الرجل الطيب.. وأوصلت أم عفيفى إلى منزلها وهى طوال الطريق تبكى من أجلى وتقول: منها لله.. فلانة بنت فلانة.. .. وتواسينى وهى تقول لى: تبقى تطمّنى عليك وإن «شاء الله» راح تبقى كويس خالص بعد الميّه اللى شربتها.
المهم: أننى كنت على صلة طيبة بالعالم والرجل الصالح فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى.. والذى توطّدت صلتى به عن طريق واحد بلدياتى من السنبلاوين.. وكان يعيش فى القاهرة على كورنيش النيل.. وكان الشيخ يذهب إليه كثيرا ليستريح عنده فى شرفة شقته..
قلت للشيخ الشعراوى: حكايتى كلها من «طقطق لسلام عليكم».. كما يقول كثير من الناس..
ثم سألته عن رأيه فى «قراءة الفنجان»؟.
قال: لا شك أن «قراءة الفنجان» منتشرة فى ريف مصر وهو نوع من التسلية عند كثير من الناس..
ثم يضيف قائلاً: هناك بعض الفقيرات المتعفّفات اللاتى ليس لديهن وسيلة يرتزقن منها.. أو من ورائها.. وهنا: يأتى الواحدة منهن فى المنام من يقول لها: إذا صحوت من نومك «امسكى يعنى إقرئى الفنجان».. واحصلى من وراء كل فنجان تقرئينه على جنيه مثلاً.. احتفظى لنفسك بنصف جنيه.. وتصدّقى بالنصف الآخر.. وهذا ليس من ورائه ذنب.. أو عقوبة..
وسألته: من هذا الذى يأتيها فى المنام.. هل يا ترى «ملاك» مثلاً.!.
قال: لا لا لا: ليس الأمر يرتقى إلى هذا المستوى.. ولكن رؤيا .. والرؤيا دائماً تكون صادقة.
ثم يواصل فضيلة الشيخ الشعراوى حديثه معى- عندما التقيت به منذ حوالى 15 سنة - قائلاً: إن مثل هذه المرأة إذا ظلّت على «قراءة الفنجان» وأن تحصل على «جنيه» عن كل فنجان.. وتتصدّق بنصفه وتعيش حياتها من النصف الآخر.. سوف يرزقها «الله سبحانه وتعالى» فى يوم من الأيام.. برزق من السماء لا تتوقعه.. تعيش من خلاله فى سعة من الرزق والحياة السعيدة. والكريمة وتبتعد عن «قراءة الفنجان» الذى كان يحميها من الانزلاق فى الحرام.
ويضيف فضيلة الشيخ الشعراوى قائلاً: للأسف الشديد .. فإن الذى يحدث فى مثل هذه الحالات .. أن يتدخل الشيطان ويغوى «قارئة الفنجان» بالاستمرار فيما هى فيه.. ويكثر من حولها النسوة والرجال الذين يريدون قراءة الفنجان.. ومن هنا فإنها ترفع سعرها فى «قراءة الفنجان» من جنيه.. إلى خمسة جنيهات.. وربما يرتفع بعد ذلك ويصبح مائة.. ويصبح لديها «ثروة كبيرة».. وكلما كثرت الأموال «ازداد الشيطان» فى الغواية..
هنا.. تنقلب «النعمة إلى نقمة».. وتتكاثر على المرأة قارئة الفنجان الأمراض .. والمشاكل والمتاعب النفسية..
بل.. والأموال التى جمعتها من حصيلة قراءة الفنجان تذهب فى مصروفات لا حصر لها.. أو ربما تمرض بأمراض كثيرة تقعدها تماماً من قراءة الفنجان . ويكون نتيجة ذلك أن تذهب كل هذه الأموال التى جمعتها من وراء «قراءة الفنجان» إلى الأطباء.. أو إلى المستشفيات.
وفى النهاية.. تعود إلى ما كانت عليه فى البداية وهى «الحاجة» إلى أن تمد يدها إلى الناس.
حرام.. حرام.. حرام
وفى ختام حديثى مع الإمام الشيخ محمد متولى الشعراوى يرحمه الله أسأله:
كثير من الناس يترددون على «قارئات الفنجان» المنتشرات فى أحياء القاهرة.. وفى جميع محافظات مصر بغرض «قراءة الفنجان».. وإنى أسأل فضيلتكم.
هل «قراءة الفنجان» حرام: أم لا ..؟
يجيب قائلاً: لا شك أن «قراءة الفنجان» حرام..
لأنّه يتعرض إلى معرفة «الغيب» الذى لا يعلمه إلا «الله» وحده..
وأعود وأسأله: أنا أعرف بعض «قارئات الفنجان» فى القاهرة «يقرأن الفنجان» ويتصدّقن بكثير مما يحصلن عليه من الأموال فهل هذا يعتبر حراماً أيضاً؟.
أجاب: أقول لك بصفة عامة.. إن «قراءة الفنجان» كما سبق وقلت.. بل وأكرّر ذلك بصفة عامة «حرام.. حرام.. حرام» والأموال التى تأتى من ورائه: حرام.. حرام.. حرام.
وأسأله: ما هو موقف المرأة.. أو الرجال الذين يذهبون إلى «قارئات الفنجان».. هل يقع عليهم ذنب أيضاً؟.
قال: طبعاً.. وعقابهم إذا لم يكن فى الدنيا فإنهم ولا شك سوف يحاسبون عليه فى الآخرة..!!
وأذكر جيداً أننى قلت له: ما رأيك يا مولانا فى أنه يوجد فى مدينة القاهرة.. وبعض المدن الأخرى بعض «قارئات الفنجان» يكتشفن أسراراً دقيقة جداً من خلال قراءة الفنجان.. مما يجعل الإنسان فى حالة ذهول.. بماذا تسمى ذلك؟.
قال: يمكن أن يكون ذلك من قبيل الصدفة.. وليس عن طريق معرفة الغيب التى لا يعلمها إلا الله وحده كما سبق وقلت.
وأذكر أننى قلت للإمام محمد متولى الشعراوى.. معذرة يا مولانا فى سؤالى الأخير.. وهو لا يتعلّق «بقراءة الفنجان»..
قال: تفضل يا سيدى.
قلت: متى يستجيب الله سبحانه وتعالى لدعوة الإنسان؟
قال: هناك شرط لاستجابة «الله» الدعاء وهو المسارعة فى الخيرات.
قلت: كيف؟.
قال: إن الله سبحانه وتعالى يقول فى سورة الأنبياء بعد أن ذكر دعوات الأنبياء
«إنهم كانوا يسارعون فى الخيرات ويدعوننا رغباً ورهبا وكانوا لنا خاشعين».
يعنى شرط استجابة الدعاء هو المسارعة فى الخيرات.. فالدعاء يتقبله الله من العبد المؤمن الذى يسعى فى الخير .. ولا يتقبله من العبد الذى يسعىفى الشر وإيذاء الناس.. لأنه بذلك يفسد فى الأرض بل ويحاول أن يغيّر نظام الكون الذى خلقه الله.
أعود وأكرر: إن هذا الحوار الذى دار بينى وبين فضيلة الإمام الشيخ محمد متولى الشعراوى جرى منذ أكثر من 15 سنة.
رحم «الله» الشيخ الشعراوى وجعل مثواه الجنة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.