وحشني صاحبي الدكتور اسماعيل برادة الطبيب المصري العالمي. وزوج الفنانة الجميلة لبني عبدالعزيز. أسرعت إلي التليفون أدق علي رقمه. لأمتع نفسي بصوته الطيب المميز. وحكاياته الحلوة. كأنها حكايات أمي قبل النوم! رن.. رن.. رن. .. وأنا أطلبه علي التليفون تراءت لي صداقتنا وأيامنا الحلوة علي فنجان قهوة الصباح. والدكتور برادة يكشف لي كنوز قلبه. وحكايات عمره. كان وهو طبيب شاب من أبرع من يعزفون البيانو في مصر. عندما وقعت عيناه لأول مرة علي لبني وكانت في قمة الشهرة والنجومية. تقدم برنامجها الرائع في الراديو. قال لي الدكتور اسماعيل وهو يبتسم مثل طفل وعيناه تلمعان ببريق الحب: لحظتها.. أول ما شفتها قلت في سري.. يالهوي! رن.. رن... مازال التليفون يدق. أبدا لم يكمل لي صاحبي الدكتور اسماعيل برادة تفاصيل قصة الحب التي جمعت بينه وبين لبني عبدالعزيز من أول نظرة. وكيف تم الزواج بسرعة. ولا لماذا قررت لبني أن تتنازل عن النجومية. وتهجر الشاشة. تهاجر مع حبيب القلب وشريك العمر إلي أمريكا! روي لي صاحبي كيف كانت أحوال الزوجين الحبيبين صعبة في بداية الهجرة إلي قارة أمريكا. كان دخلهما قليلا. ولابد أن يعيشا ويتغلبا علي مصاعب الأيام. اكتشفت لبني ان بعض الأمريكان. يشترون من السوبر ماركت قطع »الكلاوي« بسعر رخيص. ليقدموها طعاما إلي كلابهم. وفوجئ جزار السوبر ماركت بالنجمة المصرية تطلب شراء كميات كبيرة من »الكلاوي«. فقال لها: يظهر ياسيدتي ان عندك في البيت كلبا كبيرا! ابتسمت لبني ولم ترد. كيف تقول للجزار انها تشتري هذه »الكلاوي« لتأكل منها في البيت مع زوجها دون أن يعرف أحد. وذات يوم ذهب الدكتور اسماعيل مع زوجته لبني عبدالعزيز إلي السوبر ماركت. وبينما كان يتفرج علي بعض البضائع. ذهبت لبني إلي الجزار. لتشتري الكلاوي. سألها الجزار في ود: كيف حال الكلب ياسيدتي؟ - ردت عليه وهي تضحك: جاء يتسوق معي! رن.. رن. . يدق جرس التليفون أخيرا. - اسأل من علي الناحية الأخري: الدكتور موجود؟ يأتيني صوت يمزق القلب والنفس: الدكتور.. مات! هل فعلتها يادكتور برادة؟ كيف تهجر قهوة الصباح. وحكايات الصباح. دون أن نشعر؟. كيف تهجر الدنيا وصاحبك المسكين؟! وحشتني يادكتور برادة. .. انتظرني!