اقصر الطرق للنجاة من بحر الرمال المتحركة الذي بدأت مؤسسات الدولة تنزلق اليه, بعد ان تصاعدت الازمات, وتداخلت الاختصاصات, وتاهت الحقائق, وتوارت الرؤي, واختفت الحكمة هو الاسراع في تنفيذ المرحلة الانتقالية, بما يسمح بانتقال ديمقراطي للسلطة, وبناء مؤسسات منتخبة تستطيع النهوض بدورها في خدمة القضايا الوطنية التي باتت ملحة وتتطلب عملا وطنيا مسئولا اكثر قدرة واشد حكمة. وأي قول آخر من قبيل تغيير الحكومة, او التورط في اصدار قوانين او تشريعات هي في الاصل مهمة البرلمان هو نوع من العبث, ومخاطرة غير محسوبة, و مجازفة قد تجر البلاد الي مزيد المساجلات, والمزايدات الزائفة التي من المؤكد سوف تؤدي الي تطويل الفترة الانتقالية, وتصعيد مؤكد في المشكلات والازمات, ولعل الجدل المسعور الذي انجرفت اليه القوي السياسية حول مسودة الدستور, والذي وصل الي حد تبادل الاتهامات, يعكس مراهقة سياسية لازالت تهدد البنيان الديمقراطي الذي نحلم به, كما تصاعد الخلافات والانقسامات داخل الحكومة, والتي تجاوزت في بعضها حدود تبادل الاتهامات الي التهديد بالاستقالات, يؤكد حجم الازمة, ويجسد كم المخاطر التي تحدق بالبلاد في هذا الظرف الراهن الذي يتطلب تماسكا صلبا واصطفافا وطنيا قويا في مواجهة تحديات جمة اقلها الارهاب الاسود الذي يريد ترويع المواطنين, واكبرها مؤامرات دولية تريد اسقاط الدولة, وإفشال ثورة شعب أراد الحرية, والديمقراطية والعيش الكريم. مقبل الايام يبدو اكثر قتامة مع تصاعد التهديدات بتوسيع العمليات الارهابية, تدعمه تسريبات عن مخططات جديدة للفوضي, وخطط للعنف, والشغب تزداد وتتصاعد مع اقتراب محاكمة الرئيس المعزول, وكل هذه الاعمال تساهم في مزيد من القلق, وعدم الاستقرار, وكلما طالت هذه الحالة ساهمت في زيادة الضغط علي المزاج العام للمواطنين, الذي يتسم بالتقلب, والتغير في معظم الاحيان, وهو ما يراهن عليه المتآمرون علي الوطن. ومن ثم لا نريد ان نصل الي هذه الدرجة التي يتغير فيها مزاج المصريين, ويفقد المواطن ثقته في كل شيء, حينها تصبح مصر الوطن امام خطر حقيقي, وسيناريوهات لا يعلمها الا الله. انها اشارات حمراء امام قطار المستقبل, تحتاج إلي كل فعل وطني مسئول يحافظ علي تماسك البلاد, ووحدتها قبل فوات الأوان. رابط دائم :