بداية اتوجه بخالص الشكر إلي شخصكم الكريم علي محاولاتكم المستمرة لنصرة المظلوم واعلاء كلمة الحق ورد المظالم إلي اهلها واعطاء كل ذي حق حقه من البسطاء المغلوبين علي أمرهم دون ان تخشي في ذلك لومة لائم ولعل هذا ما شجعني علي الكتابة اليكم بعد ان ظهر امامي بصيص من الأمل لاجد حلا لمشكلتي القائمة منذ اثني عشر عاما وقد سدت جميع الابواب في وجهي خلال هذه السنوات وذلك من خلال جريدتكم المحترمة خاصة باب بريد المسائي وكلي امل في ان تأخذ رسالتي هذه حقها من الاهتمام. فأنا ياسيدي المواطن محمد محمد السعيد محمد حسن نجل الشهيد رقيب تسليح محمد السعيد محمد حسن الذي تطوع علي ذمة القوات الجوية بتاريخ1955/10/31 وظل يخدم بها طوال ثمانية عشر عاما إلي ان استشهد بسبب العمليات الحربية في معركة تحرير سيناء الغالية بتاريخ1973/10/6 قبل ان اولد بستة اشهر وانا الابن الوحيد له. بفضل الله تعالي ورعاية والدتي تمكنت من الحصول علي ليسانس اداب قسم لغة فرنسية من جامعة الزقازيق عام1998 م ومنذ ذلك الحين بدأت معاناتي حيث تقدمت بأوراقي إلي لجنة شئون العاملين بالقوات المسلحة للحصول علي وظيفة اسر الشهداء فوجدت ان عمي قد تمكن من الحصول عليها منذ عام1975 دون ان نعلم, تقدمت بالتماس إلي وزارة الدفاع الاستثنائي كي احصل علي فرصة عمل تقديرا لما قدمه والدي مقابل تحرير سيناء الغالية فاعتذروا بحجة ان اللجنة تقوم بتعيين فرد واحد فقط من اسرة كل شهيد. ومنذ ذلك الحين لم ادع بابا إلا وطرقته ولم اترك اي مسابقة وظيفية لتعيين الخريجين إلا وتقدمت لها للحصول علي وظيفة تكفيني وأهلي شر السؤال ولكن دون جدوي بالرغم من انه يوجد العديد من التعيينات للعديد من الخريجين يوميا من خلال علاقات ابائهم وذويهم بذوي النفوذ والسلطة من اعضاء مجلس الشعب فهل هذا ذنبي لأني خرجت إلي هذه الدنيا ولم اجد ابا أو معينا بجواري بعد ان قدم والدي روحه فداء لتراب هذا الوطن. الاخ الفاضل انا متزوج منذ اعوام وعندي طفلين صغيران ولايعلم مصيرهما إلا الله وليس لي اي دخل سوي انني اعمل باليومية في محل كشري واتحمل من الاهانات ما لايطيقه بشر في سبيل توفير جزء بسيط من متطلبات الحياة ولكن دون جدوي بعد ان تراكمت علي الديون من كل جانب. الاخ الفاضل هل جزاء ابناء الشهداء الضياع والحرمان لو كان والدي بجانبي ماتركني امد يدي ولكن هذا هو قضاء الله وقدره ان كل ما اريده ياسيدي ان اري ولو جزء بسيط مما اسمعه عن رعاية الدولة لابناء الشهداء وتوفير حياة كريمة لهم بعد ان قدم ابائهم الغالي والرخيص مقابل تحرير هذا البلد الأمين, وهذا ما نسمع عنه في التاسع من مارس من كل عام من خلال احتفالات الدولة بيوم الشهيد. للحصول علي فرصة عمل محترمة ان لم يكن من أجل مواطن مصري بسيط يريد ان يوفر حياة كريمة لاسرته البسيطة ويوفر لهم قوت يومهم بالحلال فمن أجل ما قدمه والده الشهيد مقابل رفع اسم مصر عاليا دون انتظار المقابل. محمد محمد السعيد محمد حسن ليسانس أداب قسم لغة فرنسية