ضحاياه400 مليون علي مستوي العالم و4.5% من سكان مصر مصابون به ورغم ذلك ولأسباب مجهولة لا يحظي بما يحظي به الفيروسC من اهتمام مع أنه أشد فتكا وأكثر انتشارا وتدميرا للكبد. إنه الفيروسB الغول الصامت الذي ينهش أكباد المصريين بلا رحمة أو هوادة.. حتي المصل المضاد للفيرو س مازال الكثيرون يشككون في جدواه ويطالبون بإجراء اختبار أكثر دقة عليه للتأكد من فاعليته في القضاء علي الفيروس. الدكتور حسني سلامة استاذ الكبد والجهاز الهضمي بقصر العيني يري ان فيروس_B_ رغم خطورته لا يحظي بالاهتمام الذي يستحقه رغم قدرته علي تدمير الكبد تماما في غضون5 سنوات من الاصابة به بعكس فيروس C الذي تمتد فترة حصانته في الجسم إلي20 وربما30 عاما. وقال ان الدواء الموجود بالاسواق حاليا لعلاج الفيروس B باهظ الثمن حيث يصل سعر العلبة الواحدة منه الي3800 جنيه وتكفي لمدة شهر وكورس العلاج يمتد الي4 اعوام في معظم الحالات وهو امر يفوق قدرة اي شخص كما ان نسبة الشفاء في النهاية لا تتعدي37% ونصف هذه النسبة تحدث لها انتكاسة في غضون عام من التوقف عن العلاج. واشار الي ان هناك علاجات حديثة تمت تجربتها اخيرا واعطت نتائج جيدة وظهر تأثيرها الفعال في تقليل الفيروس في الدم الي الحدود الدنيا الا انه لم يختف تماما.. ورغم ذلك فقد بدأ معظم المرضي المعالجين بالادوية الحديثة يستعيدون نشاطهم وتقل نسبة التليف بالكبد بصورة جيدة. واضاف الدكتور حسني سلامة ان طرق العلاج المستخدمة حاليا هدفها الاول هو ايقاف نشاط الفيروس لمنع مضاعفاته وابرزها الاصابة بأورام الكبد. وأن وزارة الصحة قامت اخيرا بتوفير بعض العلاجات الحديثة مثل الانتكابير في5 مراكز للكبد الا ان التأمين الصحي مازال محروما منها دون اسباب واضحة رغم توافرها بالصيدليات الخاصة. وتساءل سلامة مستغربا كيف تتزايد معدلات الاصابة بالفيروس رغم توافر التطعيم الخاص به الا يعني ذلك ان هناك خللا ما وطالب بضرورة التأكد من فعالية التطعيم والمصل الموجود لتحديد مدي استجابة المريض له حتي لا يستفحل الامر وتصبح السيطرة علي الفيروس مستحيلة. وقال الدكتور جمال عصمت عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية بوزارة الصحة والرئيس السابق للاتحاد الدولي للكبد اهمية عمل الفحوصات الشاملة تحديدا قبل الزواج والحمل باعتبار ان اكتشاف الفيروس في هذه المراحل يؤدي لوقاية الاخرين من الاصابة بالفيروس وقال ان هناك تطعيما اجباريا بمصر ضد الفيروس منذ12 عاما لكن للاسف مازال العاملون في الحقل الطبي لا يتم تطعيمهم مطالبا بحل حاسم لهذه المشكلة لاسيما و انهم سواء الاطباء او هيئة التمريض يتعاملون مع الدم بصورة يومية مما يجعلهم اكثر عرضة للاصابة لذا ينبغي ان توجه كل الجهود لوقايتهم واجراء كشف دوري لهم لاكتشاف المصابين منهم. وقال ان اكتشاف علاجات جديدة يتطلب تضافر جهود العلماء ووجود تكامل بين البحث العلمي والطب وهو للاسف امر غير موجود في مصر. الحوامل أكثر عرضة للإصابة ويقول الدكتور احمد عارف استشاري امراض النساء والتوليد بقصر العيني ان فيروس B يظل الخطر الحقيقي والاكبر علي صحة المصريين وخاصة السيدات الحوامل حيث يمكن ان يحدث ذلك بسبب الادوات المستخدمة في الولادة او اللجوء للولادة القيصرية وكذلك في حالات الاجهاض او استئصال الرحم والنزيف الرحمي الذي يصيبها علي مدي تاريخها وكلها امور تعرضها للتدخل الجراحي وبالتالي تتزايد فرص اصابتها بالفيروس. وقال ان المشكلة الاخطر ان هذا الفيروس قد ينتقل من الام الي الجنين لحظة الولادة ومن هنا فإن التركيز علي المرأة في غاية الاهمية لاكتشاف الفيروس خاصة في مراحل الحمل حتي لا ينتقل للجنين ويضيف إن الوقاية دائما افضل من العلاج وبالتالي يجب علي كل شخص تطهير اي جرح يتعرض له واتخاذ الحيطة في التعامل مع الدم او مشتقاته وكذلك اللجوء للحقن ذات الاستخدام الواحد وعدم استخدام ادوات الغير مثل ادوات الحلاقة وفرش الاسنان كما يبرز الدور المهم للتطعيمات بالاضافة الي ضرورة التطعيم بعد الولادة مباشرة حتي لا تكون هناك فرص لالتقاط الفيروس وطالب بتوفير التطعيمات للسيدات الحوامل مجانا وان يؤخذ كاجراء وقائي لكل الحوامل في ظل غياب الثقافة والفكر والمعرفة من جانب المريض والطبيب. 400 مليون مريض عالميا ويقول الدكتور رضا الوكيل رئيس الجمعية المصرية لامراض الكبد و الجهاز الهضمي ان فيروس B من اكبر المشاكل الصحية عالميا حيث ان عدد الحالات المصابة به علي مستوي العالم يقدر بنحو400 مليون مريض وان عدد الذين تعرضوا للعدوي نحو ملياري مصاب اي حوالي ثلث سكان العالم ويقدر عدد الوفيات الناتجة عن الفيروس علي مستوي العالم ب500 الف حالة سنويا وتكمن خطورة الفيروس في ان معدل تطور حالات الاصابة المزمنة منه كبير بما يؤدي لحدوث تليف كبدي بشكل اسرع من فيروسC حيث قد يحدث التليف مع ما يصاحبه من مضاعفات, خلال5 سنوات من الاصابة مقارنة بفيروسC الذي يحتاج الي ما بين20 الي30 عاما حتي يحدث التليف ومضاعفاته وهناك عامل خطورة اخر في فيروسB حيث يتم دمج الحمض النووي للفيروس داخل نواة الخلية المصابة مما يصعب اقتلاعه كما ان الوجود المستمر للقالب الجيني للفيروس داخل الخلية والذي يساعد علي تكاثر الفيروس في جسم الانسان وحتي في حالة تمكن جهاز المناعة من الحد من ذلك تحدث مشاكل اكلينيكية للمريض. ويضيف ان50% من الحالات لا يستطيع جهاز المناعة التعرف فيها علي الفيروس وبالتالي يبقي الفيروس ويتكاثر في الجسم مما يؤدي الي تدمير خلايا الكبد المحتوية علي الفيروس وحدوث التهاب كبدي مزمن وتليف بالاضافة الي ان خطورة فيروس B تكمن في ان مجرد وجود الفيروس في الجسم واندماجه في نواة الجسم قد يسبب السرطان وان بعض ضعاف النفوس يقومون بجمع الحقن واعادة تدويرها من جديد وايضا تنتقل العدوي عن طريق بعض الممارسات مثل الطهارة في الموالد والاسواق والوشم بالابر وابر الخياطة المنزلية وفرش الاسنان والام الحامل للجنين وايضا العلاقات الجنسية والشواذ ومدمني الحقن بالمواد المخدرة. ويشير الوكيل الي ان العلاج موجود ولكن بتكلفة عالية وتوجد مشكلة ان النوع الجيني يعادل النوع الرابع في فيروس سي حيث لا يهدف الي استئصال الفيروس من الجسم ولكن تقليل كمية الفيروس ويستلزم العلاج سنوات طويلة كما ان تكلفة الفحوصات الدورية مكلفة جدا ليست له أعراض ويقول الدكتور جمال شيحة أستاذ امراض الكبد بجامعة المنصورة ورئيس جمعية رعاية مرضي الكبد ان فيروسB ليست له اعراض ويتم اكتشافه بالتحاليل في المراحل المبكرة بالاضافة الي ان التطعيم للاطفال موجود في مصرو اجباري منذ عام1994 ورخيص الثمن وفعال وطالب بالعمل علي تعميم التطعيم لاسيما وان نسبة انتشاره في مصر تتراوح بين3,2.5% من عدد السكان وهي نسبة ليست بسيطة كما ان علاج الفيروس الموجود منذ عام1998 ليس فعالا تماما وظهرت ادوية جديدة يتم اخذها عن طريق الفم بصفة يومية ويحتاجها المريض لسنوات طويلة وربما مدي الحياة لكي تقيه من كل مضاعفات المرض خاصة مع وجود اكثر من دواء. مريض التأمين مظلوم ويضيف شيحة ان اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية تقوم بمعالجة المرضي بطريقة جيدة لكن المظلوم بالفعل هو مريض التأمين الصحي نظرا لعدم توافر العلاج بالتأمين وطالب بإعطاء المريض حقه دون تمييز باعتبار ان ذلك حق اصيل له. لم يخرج من اهتمامات الوزارة ويقول الدكتور عبد الحميد اباظة مساعد وزير الصحة للاتصال السياسي واستشاري امراض الكبد والجهاز الهضمي بمستشفي احمد ماهر التعليمي ان فيروسB لم يخرج من دائرة اهتمامات وزارة الصحة موضحا ان الفيروس له تطعيم علي عكس فيروس سي وعندما بدأ استخدام التطعيم علي مجال واسع ووضعه علي جدول التطعيمات الاجبارية للاطفال تصور الكثيرون انه نهاية لفيروس بي ولكن وجدنا في الفترة الاخيرة ان احصائيات الاصابة وصلت الي حوالي3 إلي4% وهو رقم كبير بالاضافة الي ان الدولة تولي اهتمامها لفيروسB بشكل كبير في صورة التطعيم الاجباري للاطفال وايضا للمخالطين للمرضي مثل اطباء المعامل والممرضات موضحا ان الوزارة قامت بإدخال علاج الفيروس في قرارات العلاج علي نفقة الدولة والتأمين الصحي وايضا استخدام الانترفيرون في حالات محددة. ويضيف اباظة انه ضد اسلوب العلاج بالاعشاب نظرا لانه علاج تكميلي وليس بديلا وقد يؤدي الي اصابة اعضاء اخري بالجسم وقال ان ما يحدث من الاعلان عن مثل هذه الاعشاب التي تسمي اعشاب الرصيف او العطارة او ادعياء الطب والنصابين امر في غاية الخطورة لانه يعد دجلا ونصبا علي حساب المريض الفقير موضحا ان الوزارة ستقف بكل حزم ضد ادعياء الطب ومن يعلنون عن انفسهم للتربح مشددا علي ان الطبيب المحترم او مؤدي الخدمة الطبية لا يعلن عن نفسه فالاعلان مقصور علي المطاعم وعلي ادوات التجميل وليس الطب فله محافل ومؤتمرات علمية كما وصف الذي يعمل في الخفاء بإنه خفاش طبي غير مقبول. اكتشافه أواخر الستينيات وتقول الدكتورة منال حمدي السيد استاذة طب الاطفال بجامعة عين شمس وعضوة اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية ان فيروسB اكتشافه في اواخر الستينيات ثم ادخلت الاختبارات عليه في السبعينيات وبدأ اكتشاف التطعيم في اواخر الثمانينيات في العالم وبدأت مصر تطبق التطعيم الاجباري للاطفال المواليد علي ثلاث جرعات بداية من سن شهرين عام1992 وتم تطعيم كل الاطفال علي مستوي الجمهورية ضد فيروسB بالاضافة الي ان المسح القومي الذي قامت به وزارة الصحة عام1962 اثبت ان نسبة حاملي فيروسB تمثل4.5% من عدد السكان. وتضيف ان اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية خلال السنوات الثلاث الماضية قامت بعمل حملات قومية مكثفة في الجامعات المصرية بين الشباب لحثهم علي التطعيم ضد فيروس بي ومن خلال هذه الحملات تم تطعيم30 الف طالب من كليات الطب والاسنان والتمريض وتم دعم التطعيم بسعر مخفض حتي يستطيع كل الشباب الاستفادة منه في الجامعات ثم استكملت الحملات في مراكز الشباب وايضا مع بعض الجمعيات غير الاهلية والشركات وهيئات الصرف الصحي وتم تطعيم45 الف فرد ضد الفيروس بالاضافة الي استكمال الحملات داخل المستشفيات والقطاع السياحي خلال ال6 شهور القادمة. برنامج علاجي واشارت الي انه تم وضع برنامج علاجي مقنن للفيروس من خلال مراكز العلاج ويتم صرف العلاج علي نفقة الدولة خاصة انه تم تخفيض اسعار العقاقير الاخري التي تعالج هذا الفيروس لصرفها من خلال مراكز العلاج التابعة للجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية وطالبت بضرورة تغيير ثقافة الشعب المصري وقبول الفحص قبل الزواج من اجل الحماية والوقاية كما طالبت بانضمام المؤسسات الخيرية للمساهمة في العلاج. ويقول الدكتور وحيد دوس عميد المعهد القومي لامراض الكبد ورئيس اللجنة العليا لمكافحة الفيروسات الكبدية ان فيروسB منتشر بصورة كبيرة وتعتبر دول جنوب شرق آسيا ومنطقة الخليج الاكثر اصابة به اما مصر فتعتبر من النسب المتوسطة بالاضافة الي ان هذا الفيروس ينتقل بطريقة سريعة علي عكس سي ويؤدي الي حدوث تليف واورام كبدية نظرا لانه ينتقل من الام الي الجنين والعلاقات الزوجية وبالتالي انتشاره يكون كبيرا ويضيف انه توجد لجنة عليا استشارية لفيروسB قامت بوضع اسس العلاج وتم توفيره علي نفقة الدولة كما ان بعض المرضي يتم علاجهم ببعض العقاقير وفي بعض الاحيان يحدث تحور للفيروس وبالتالي يحتاج المريض لاضافة ادوية اخري. تطعيم5 ملايين طفل بينما اكد الدكتور عبد الرحمن شاهين المتحدث الرسمي لوزارة الصحة ان الوزارة تقوم بحملات للتوعية بخطورة الفيروس الذي يعد اكثر خطورة منC واشار الي ان هذا الفيروس يحتاج لتوعية وندوات ونشرات لانه ينتقل عن طريق الاطعمة الملوثة مشددا علي ان الوزارة تقوم ببرنامج للتطعيم ضد الفيروس بالاضافة الي التطعيم الاجباري للاطفال الذين يعدون بنحو5 ملايين طفل.