في الوقت الذي تسعي فيه طهران إلي التصالح مع واشنطن والدول الغربية املا في انهاء حالة الحصار الاقتصادي عليها, تشعر تل ابيب إنها في مأزق كبير بعدما اعرب كبار مسئوليها عن مخاوفهم من التقارب الذي بدت عليها العلاقات بين واشنطنوطهران وهو الأمر الذي يمهد الطريق للأخيرة لاستكمال برنامجها النووي,لذا جاءت لعبة القبض علي علي منصوري الجاسوس الإيراني عميل الحرس الثوري الذي قالت تل أبيب انه خطط لتنفيذ اعتداءات ضد المصالح الغربية في البلاد لتقويض حملة نتنياهو الذي يسعي من خلالها الي تدمير هذا التقارب, لتصب في صالح إسرائيل في المقام الاول. وذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية انه تم اعتقال الجاسوس الايراني ومعه صور للسفارة الأمريكية في تل أبيب في يوم11 سبتمبر وهو ما يؤكد انه سعي لتنفيذ عمليته في هذه الذكري التي لن تنساها الولاياتالمتحدة, مشيرة الي ان إعلان تل ابيب اعتقال الجاسوس في هذا التوقيت الحرج يوجه لطمة لطهران التي تسعي الي كسب ود الغرب بعد ان تجاوزت البلاد حالة التوتر معه ونجحت في إقامة علاقات تصالحية مع عدد من الدول الغربية وكذلك العربية عقب اعتلاء الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني سدة الرئاسة. واكد المحللون ان تل ابيب اختارت الاعلان في هذا التوقيت لتدعيم موقف نتنياهو الذي عقد النية علي تدمير التقارب الأمريكي الايراني من خلال حملته التي سيشنها في خطابه المقرر امام الاممالمتحدة خلال يومين. واضافوا انه في حال خرجت طهران لتكذب الادعاءات الاسرائيلية, فان اعترافات الجاسوس البالغ من العمر58 عاما والذي اكد انه ايراني الاصل وانه دخل البلاد بجواز سفر مزور باسم اليكس مانس مستغلا وضعه كرجل أعمال لإقامة شركات وهمية تعمل لحساب طهران في تل ابيب والحصول من خلالها علي معلومات تفيد بتنفيذ عمليات إرهابية ضد مصالح غربية في البلاد سعيا الي تقويض المصالح الاسرائيلية الامريكية في وقت تزدهر فيه علاقات واشنطنوطهران,مشيرين الي ان لعبة الجاسوسية بين طهران وتل ابيب لن تنتهي مع تصاعد نفوذ كل منهما. ويري المحللون ان هذه العملية من شأنها تدمير هذا التقارب خاصة بعد اعلان روحاني انه سينتهج استراتيجية مختلفة تماما عن سلفه احمدي نجاد الذي ساءت علاقة بلاده بتل ابيب بشكل كبير طوال فترة حكمه, مشيرين إلي ان تل ابيب استطاعت ان تعكر صفو تلك العلاقة التي وجدتها خسارة كبيرة لها ولمخططاتها في المنطقة اذ انها تسعي الي أن تكون منطقة الشرق الاوسط ممزقة ومنقسمة الي دويلات تحكمها النزاعات الطائفية ليسهل بعد ذلك السيطرة عليها. واضافوا ان هذا التحالف يضر بإسرائيل بشكل كبير لانه يخدم في المقام الاول الرئيس السوري بشار الاسد وكذلك طهران التي سيتعافي اقتصادها بمجرد رفع الحظر الاقتصادي عنها وهنا ستخسر تل ابيب نفوذها في المنطقة والذي اكتسبته طوال السنوات الماضية. رابط دائم :