اعتبر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي, أن استهداف مجالس العزاء بمدينة الصدر والدورة في العاصمة بغداد وغيرها تندرج ضمن مخطط لإشعال الفتنة الطائفية وتقسيم العراق. وقال المالكي في بيان له امس لقد أثبتت الأعمال الإجرامية الجبانة التي قامت بها المجموعات الإرهابية التكفيرية, خصوصا التفجيرات الإرهابية التي استهدفت مجالس العزاء في مدينة الصدر والدورة وغيرهما من المناطق بأسلوب واحد عبر الانتحاريين والأحزمة الناسفة, إنها تقع ضمن مخطط واحد لهؤلاء القتلة وأسيادهم في الدول التي تسعي من خلال إمكاناتها المالية وأجهزتها المخابراتية إلي إشعال فتيل الفتنة الطائفية مجددا وتقسيم العراق وتمزيق نسيجه الاجتماعي. وأكد المالكي ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية ورص الصفوف, وعادا إياها السبيل لإلحاق الهزيمة بهذا المخطط الإجرامي الخطير, ونعاهد أبناء شعبنا العزيز علي أن قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية لن تتوقف عن ملاحقة الإرهابيين وسنواصل التصدي لهم بكل حزم وقوة. ودعا المالكي العراقيين إلي المزيد من التعاون مع الأجهزة الأمنية والتحلي بأعلي درجات اليقظة من أجل تفويت الفرصة علي العصابات التكفيرية الجبانة ومن يقف وراءها, وإفشال مخططهم الذي يستهدف وحدة العراق وزعزعة أمنه واستقراره. وعلي الصعيد الدولي أدانت وزارة الخارجية الروسية سلسلة الأعمال الإرهابية الأخيرة في العراق, وشددت علي أن هذه السلسلة مرتبطة ارتباطا مباشرا بالأحداث الجارية في سوريا. وذكرت قناة روسيا اليوم أن الخارجية الروسية قالت في بيان أصدرته أن موسكو تدين بشدة مثل هذه الجرائم الوحشية التي تؤدي إلي قتل أبرياء, معربة عن تعازيها لأقارب الضحايا متمنية للمصابين الشفاء العاجل. وتابعت الوزارة: أن ما يثير قلقها البالغ هو ارتباط تكثيف النشاط الإرهابي في العراق, ارتباطا مباشرا, بالأحداث الجارية في سوريا المجاورة, حيث تستمر المواجهة الدموية بين السلطات والمعارضة, مشيرة إلي أن التنسيق بين نشاطات الجماعات الإرهابية, بما فيها المرتبطة بتنظيم القاعدة, علي المستوي الإقليمي, بات واضحا للعيان. وشددت روسيا علي أهمية التصدي لمحاولات المتطرفين لإثارة توتر في العلاقات بين مختلف المجموعات السياسية والمكونات الأثنية والطائفية في العراق. وأكدت دعمها للجهود الرامية إلي حل القضايا الملحة عبر حوار وطني واسع يصب في مصالح جميع العراقيين علي أساس احترام استقلال ووحدة الأراضي العراقية. وفي غضون ذلك ألقت قوة أمنية عراقية القبض علي28 مطلوبا بتهمة الإرهاب, فيما تم العثورعلي مخبأ للعتاد والأسلحة والذخيرة والمتفجرات في عملية أمنية بمدينة الموصل مركز محافظة نينوي, شمال العراق. وقال مصدر أمني عراقي إن قوة من قيادة فرقة المشاة الثانية التابعة للجيش العراقي ألقت القبض خلال ال48 ساعة الماضية علي28 مطلوبا وفق المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب في الساحل الأيسر من مدينة الموصل, فضلا عن العثور علي مخبأ للعتاد يضم40 عبوة لاصقة وناسفة و7 صواريخ مختلفة الاحجام و6 قذائف مختلفة و7 قنابل يدوية ومنصتين لإطلاق الصواريخ و7 أجهزة تفجير و6 بنادق كلاشنكوف. وأضاف المصدر أن العملية استندت إلي معلومات استخباراتية دقيقة, مشيرا الي أنه تم نقل المعتقلين الي مركز أمني للتحقيق معهم والمضبوطات الي مكان آمن تمهيدا لإبطال مفعولها. وتشهد مناطق في شمال العراق نزاعا متجددا بين تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام, الفرع العراقي لتنظيم القاعدة, وجماعة انصار الاسلام, احدي اقدم الجماعات الجهادية, مما يهدد بزيادة الوضع الأمني في البلاد تعقيدا. وتحولت الخلافات والتوترات التي نشبت بين التنظيمين اللذين يتقاسمان مناطق نفوذ, خصوصا في كركوك والموصل, الي عمليات قتل متبادلة بعد اغتيال ستة من ابرز قيادات القاعدة واتهام انصار الاسلام بذلك. رابط دائم :