جاءت حركة المحافظين الأخيرة مرضية للمواطنين بالمحافظات نوعا ما فمعظمهم أظهر أنهم علي قدر المسئولية وتبني المهمة الصعبة في السعي لحل مشاكل الجماهير المتراكمة منذ سنوات عديدة والبعض الآخر من المحافظين لا حول لهم ولا قوة.. وذكرنا ذلك بالأيام السوداء والمريرة لحكم الرئيس المعزول وجماعته الارهابية الذين أتوا بمجموعة محافظين سوابق ليسجلوا في تاريخ مصرنا أسوأ عام هو فترة حكم مرسي, ومع اختفاء الجماعة من الساحة, كان الأمل أن تشرق الشمس مجددا علي الوطن. وبعد انطلاق ثورة30 يونيو دقت ساعة العمل مع تولي محافظين جدد المهام في سباق مع الوقت لتحقيق طموحات شعب كان يحتضر خاصة البسطاء الذين يمثلون أغلبية سكان مصر. رأيت بعض المحافظين يتحركون ويتجولون ويواصلون الليل بالنهار لحل مشاكل المواطن في إشارة لانتهاء عصر الجلوس في مكاتب مكيفة دون الشعور بآلام الناس.. فبعض هؤلاء المحافظين يدخل مكتبه إلا في الساحة الواحدة ظهرا بعد بدء يومه من الساعة الثامنة صباحا في جولات ميدانية بالاحياء والمدن والقري للتعرف علي مشكلات الناس الحياتية. لا أحد ينكر أن المجتهدين من المحافظين الذين نتحدث عنهم, قد أشاعوا جوا من الرضا لدي العامة الذين تلمسوا حب المسئول واحساسه بهم. سأتناول ايجابيات كل محافظ وسلبياته لن نجامل ولن نحابي أحدا, حتي يستمر المخلص مخلصا, وينهض الكسول من كبوته, ويجب هنا أن أحيي رجلا خرج من رحم المحليات استطاع بخبرته وتدرجة في الوظائف أن يعيش بين الناس ولهم, فإن المهندس محمد عبد الظاهر, محافظ القليوبية نزل الي ميادين العمل والانتاج داخل المحافظة دون شو إعلامي وكاميرات الفضائيات, معلنا عن عصر جديد من الجد والإخلاص من خلال استبعاد رؤساء المدن والأحياء المتقاعسين عن خدمة المواطن البسيط, وكأنه يسير بمبدأ كارت أحمر لكل مخالف.. وشكر لكل مخلص فقد اتخذ عبد الظاهر من الشارع مكتبا ليواجه مشكلات أناس قلما تجد صعوبة الحصول علي قوت يومهم. وأسعدني كثيرا عندما شاهدت تعليقات شعب موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك التي تشيد بمحافظ الإسكندرية, اللواء طارق المهدي, متسائلين: لماذا لم يتول مسئولية محافظة القاهرة لينتشلها من العشوائية المرورية ويخرجها من مستنقعات القمامة, وللحق أثبت الرجل أنه عند حسن الظن لتفانيه في العمل داخل الاسكندرية رغم فترة العمل البسيطة له بداخلها من خلال النشاط المكثف للجولات الميدانية علي الرغم من عدم امتلاكه مكتبا كغيره من المحافظين نظرا لاحتراق مقر المحافظة المؤقت من جراء التظاهرات, وبدأ يتمرد علي هذه الأوضاع بإدارة مصالح الناس من داخل سيارته, مما جعل المواطن السكندري البسيط يعتبر المحافظ الجديد أنه بالفعل المهدي المنتظر, ففي كل شارع أو حارة وأمام كل مقهي ومحل تجاري يترك طارق المهدي بصمته التنموية, حتي أطلق عليه الناس منقذ الإسكندرية. وللحديث بقية