لم تكن المرحلة الثانية من التصفيات الإفريقية المؤهلة إلي نهائيات كأس العالم تنتهي حتي أصبح المنتخب الوطني الأول مثار اهتمام وجدل وبفضل تناقض نتائجه في المجموعة السابعة مع كل المعطيات التي عاشها الفراعنة لنحو عامين.. وبات إلقاء الضوء علي مسيرة المنتخب أمرا ضروريا في ظل ما حققه من نتائج مميزة لم تحدث من قبل عقب انهاء المرحلة ب6 انتصارات و18 نقطة وهو أعلي رصيد لأي منتخب من المنتخبات العشرة المتأهلة إلي المرحلة الثالثة والأخيرة من عمر التصفيات. ويمكن وصف رحلة المنتخب في المرحلة الثانية بالشهد والدموع لما حفلت من تناقصات مثيرة.. أهم ما نجح به بوب برادلي هو تحقيق رقم قياسي باسمه كمدير فني حقق أفضل مشاركة للمنتخب في أي مراحل تصفيات أفريقيا المؤهلة إلي نهائيات كأس العالم عندما أنهي منافسات المجموعة السابعة علي القمة برصيد18 نقطة محققا العلامة الكاملة بعد تحقيق6 انتصارات متتالية في مرحلة زمنية تزيد عن عام.. وهي أول مرة يحقق فيها المنتخب هذا العدد الكبير من الانتصارات المتتالية دون أن يفقد نقطة واحدة خلال التصفيات الإفريقية المونديالية. وبدأ المنتخب مشواره في التصفيات بفوز مستحق علي موزمبيق بهدفين مقابل لا شيء, ثم عاد ب3 نقاط غالية في الجولة الثانية من مدينة كوناكري عقب الفوز علي غينيا بثلاثة أهداف مقابل هدفين ليتصدر القمة رسميا برصيد6 نقاط.. بعدها لم يعان المنتخب برفقة المدرب الأمريكي ونجح في مواصلة الانتصارات ففاز علي زيمبابوي بهدفين مقابل هدف في الجولة الثالثة, ثم فاز علي زيمبابوي بأربعة أهداف مقابل هدفين في الجولة الرابعة.. وحسم بطاقة الصعود رسميا إلي المرحلة الثالثة بعد الفوز علي موزمبيق بهدف مقابل لا شيء في الجولة الخامسة. وأنهي المشوار بفوز كبير علي غينيا بأربعة أهداف مقابل هدفين في الجولة السادسة والأخيرة من عمر التصفيات ليتصدر مجموعته برصيد18 نقطة وبات هو المنتخب الوحيد في القارة السمراء الذي حقق هذا الانجاز. وقمة المتناقضات في المقابل تأتي من تحقيق برادلي هذا الانجاز الرقمي في أسوأ عهود الكرة في مصر علي الاطلاق بسبب احداث التوقف الطويلة.. فعندما حقق المنتخب الفوز في أول جولتين لم يكن خاض اللاعبون لمدة5 أشهر كاملة أية مباريات رسمية لإلغاء بطولة الدوري الممتاز لموسم2012/2011 بسبب أحداث مذبحة بور سعيد. كذلك عانت الكرة المصرية من إلغاء جديد عندما أنطلق الدوري الممتاز في فبراير2013 بعد توقف عام ليجري إلغاء الموسم الكروي2013/2012 في يونيو لأسباب أمنية وهو توقف جديد لا يزال مستمرا. ما بين كرة قدم هجومية وتراجع دفاعي.. سارت لغة الأرقام لمسيرة المنتخب الوطني في المرحلة الثانية من التصفيات. وتشير الأرقام إلي خوض الفراعنة أفضل عهوده مع كرة القدم الهجومية, حيث شهدت مبارياته الست إحرازه ل16 هدفا بمعدل هدفين2.8 هدفا في المباراة الواحدة وهو معدل مرتفع. المثير في لغة الأرقام هي إحراز المنتخب ل8 أهداف أي50% من أهدافه في مبارياته خارج ملعبه بواقع3 أهداف في شباك غينيا ثم4 أهداف في شباك زيمبابوي وهدف في شباك موزمبيق.. وهو عدد الأهداف التي أحرزها المنتخب في لقاءاته داخل ملعبه التي بدأت بإحراز هدفين في شباك موزمبيق في برج العرب.. وتكرر السيناريو في لقاء زيمبابوي ثم احراز4 أهداف في شباك غينيا خلال المباراة الأخيرة بملعب الجونة في الغردقة, وهو يعبر عن ثبات الفكر الهجومي للجهاز الفني بقيادة بوب برادلي في التعامل مع جميع المباريات سواء سيطرة النزعة الهجومية أو فاعلية الخط الهجومي واحراز عدد كبير من الأهداف ويعد الفوز علي غينيا وزيمبابوي بالأربعة هو الأكبر في التصفيات مقابل فوز هزيل بهدف دون رد علي موزمبيق في عقر دار الأخير. في المقابل كان الأداء الدفاعي سيئا بعض الشيء, حيث اهتزت شباك المنتخب خلال التصفيات7 مرات بمعدل تهديفي1.2 هدفا في المباراة الواحدة..وهو معدل يعد مرتفع أيضا. وخلال المواجهات الست لم يحافظ المنتخب علي نظافة شباكه سوي مرتين فقط أمام موزمبيق في الجولة الأولي عند فوزه بهدفين دون رد في برج العرب وأمام موزمبيق أيضا في عقر دار الأخير عندما فاز بهدف مقابل لا شيء. في المقابل نجح منتخب غينيا في احراز4 أهداف في شباك المنتخب ويليه منتخب زيمبابوي الذي هز الشباك3 مرات ومن نقاط الضعف إن3 أهداف تم احرازها في مرمي المنتخب خلال المباريات التي أداها علي ملعبه مقابل4 أهداف خارج ملعب. الغريب في انتصارات المنتخب أيضا انه كان حقل تجارب بسبب التغييرات الهائلة التي أجراها بوب برادلي علي التشكيل الأساسي علي مدار6 مواجهات أقيمت علي نحو أكثر من عام وشهدت انتصارات المنتخب إشراك بوب برادلي لأكثر من30 لاعبا في6 مواجهات وهو رقم قياسي بكل مقاييس.. ولم يحدث استقرار سوي في عدد محدود جدا من اللاعبين هم محمد صلاح ومحمد النني ومحمد أبو تريكة. ففي مركز حراسة المرمي أعتمد بوب برادلي علي عصام الحضري في بداية التصفيات ثم عبدالواحد السيد الذي أصيب قبل انطلاق الدور الثاني لينال الفرصة شريف اكرامي في أخر3 جولات. وفي مركز قلبي الدفاع حدث ولا حرج عن الأسماء.. حيث شارك وائل جمعة ومحمود فتح الله وأحمد حجازي في بداية المشوار ثم أنضم لهم محمد نجيب ورامي ربيعه وآدم العبد مدافع برايتون الانجليزي.. وظهر سعد الدين سمير قلب دفاع الأهلي وأحمد سعيد أوكا إبان احترافه في ليرس البلجيكي كبدلاء في الدفاع, وأعتمد المدرب الأمريكي علي الثنائي أحمد المحمدي نجم هال سيتي الانجليزي وأحمد فتحي لاعب الأهلي في شغل مركز الظهير الأيمن, وكذلك محمد عبد الشافي لاعب الزمالك ثم أحمد شديد قناوي في مركز الظهير الأيسر. وحفل خط الوسط بأكبر عدد من التغييرات والأسماء وتنوعت التشكيلة بإستمرار.. وأعتمد المدرب الأمريكي علي محمد النني وحسني عبدربه وحسام عاشور وحسام غالي ومحمود عبد الرازق شيكابالا وأحمد حسن ومحمد أبو تريكة ووليد سليمان وعبد الله السعيد وعمرو السولية وإبراهيم صلاح وعمر جابر. وفي خط الهجوم ظهر محمد صلاح مهاجم بازل السويسري ومحمد زيدان عندما كان لا يزال مهاجما في ماينتس الألماني وأحمد عيد عبد الملك وعمرو زكي وعماد متعب وأحمد حسن مكي ومحمد إبراهيم ومحمد ناجي جدو سواء عندما لعب للأهلي أو بعد انتقاله إلي هال سيتي الانجليزي.. ورغم هذا العدد الكبير من اللاعبين إلا أن استراتيجية الفوز في المباريات كانت أهم سمات التكتيك الذي خاض به الجهاز الفني للمنتخب. لم يكن توقف مسابقة الدوري الممتاز سببا في هذه التغييرات فقط, حيث يضاف لها سبب أخر يتمثل في العدد الكبير من الأزمات التي أندلعت بين المدير الفني ولاعبيه خاصة النجوم علي هامش كواليس الاعداد للمواجهات الرسمية.. ولعل أشهر أزمات المنتخب إبعاد أحمد حسن38 عاما كابتن الفريق فور حصوله علي لقب عميد لاعبي العالم في قرار مفاجئ لبوب برادلي الذي أخفي في بداية عمله رغبته في إبعاد الصقر عن التشكيل ومنح الفرصة للاعبين صغار السن.. فور تحقيق أحمد حسن للعمادة. ثم اندلعت أزمة استبعاد محمد زيدان عقب مجموعة أزمات للمهاجم بدأت بإشتباك بينه وبين زميله أحمد الشناوي في أحد المعسكرات ثم اعتراض اللاعب علي جلوسه بديلا ليخرجه برادلي من الصورة.. وظهر عماد متعب في أزمة أخري لنفس السبب وجمده برادلي فترة قبل أن تؤدي اصابة مهاجم الأهلي في الظهر إلي خروجه من حسابات المدرب الأمريكي حتي نهاية مشوار التصفيات. وتبرز أزمة استبعاد عصام الحضري من تشكيلة المنتخب بعد معركة له مع الجهاز الفني عقب اعتراضه علي الجلوس احتياطيا في مباراة ودية في إطار الاعداد لمواجهة زيمبابوي في الجولة الثالثة وأتخذ برادلي قراره الصعب بالاستغناء عن خدمات الحارس العجوز وإعادة عبد الواحد السيد الذي يعد هو الآخر من أوائل اللاعبين الذين أصطدموا مع المدير الفني بسبب رفضه الجلوس احتياطيا لأحمد الشناوي الحارس الصاعد في أول عهد برادلي مع المنتخب. ويحسب المدرب الأمريكي عدم التأثر علي الاطلاق بهذا العدد الكبير من الأزمات علي صعيد النتائج وحصد18 نقطة كاملة في6 مباريات متتالية لأول مرة في تاريخ الفراعنة. رابط دائم :