استنكر علماء الأزهر والأوقاف محاولة اغتيال وزير الداخلية وإصابة بعض المارة وقالوا إن الاعتداء علي النفس التي حرم الله إلا بالحق من أبشع الجرائم في حق الانسان علي الاطلاق بعد جريمة الشرك بالله. وقال الدكتور أحمد صبري من علماء الأوقاف: إن الإسلام حرم الاعتداء علي الناس بأي صورة وحرم حتي الكلمة التي تحمل إيذاء للغير وإن كان هذا الغير مخالفا في الدين فكيف بالتفجير وإراقة الدماء وازهاق الأرواح. وقال من يريد تطبيق شرع الله لا يمكن ان يطبقه بالتفجير وازهاق الأرواح والمارة في الشوارع من أجل تحقيق مصلحة ومأرب شخصي, مشيرا إلي أن ما حدث من تفجير واستهداف لاشخاص بعينهم لا يمت إلي الإسلام بصلة وإنما يدل علي خسة وندالة وانعدام دين وأن اقامة العدل لا يكون بالتفجير والإرهاب, فالرسول صلي الله عليه وسلم جمع الناس حوله بأخلاقه. وأضاف الدكتور محمد حرز الله أحد علماء الأزهر أن مثل هذه الجرائم لا تنكرها الأديان السماوية فحسب بل تنكرها الطبائع المستقيمة فليس من الإسلام في شيء ترويع الأمنين بل يتبرأ منهم فلا يعرف الخسة ولا الخيانة واصفا الجناة بأنهم جبناء وجهلة ولا يعلمون أن جنود مصر في رباط إلي يوم القيامة والله حافظهم, كما جاء عن النبي صلي الله عليه وسلم. وأشار الشيخ محمود عاشور من علماء الأوقاف إلي أن القتل والشروع فيه اجرام حرمه الشرع الإسلامي لقوله تعالي ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق, وقوله أيضا: ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما, مؤكدا أن حرمة دم الانسان أشد من حرمة الكعبة وما حدث خروج علي دين الله وعلي ما أمر به. ومن جانبه قال الشيخ فكري إسماعيل وكيل وزارة الأوقاف الأسبق إن الاسلام حرم العدوان علي النفس فقال: ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق, وهذا الحق بينه الرسول الكريم في قوله ولا يحل دم امريء مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدي ثلاث النفس بالنفس والثيب الزاني والتارك لدينه المفارق للجماعة, ونبه الرسول صلي الله عليه وسلم أن الذي يستحل دم أخيه المسلم يرجع إلي حقبة الجاهلية وإلي ما كان عليه الكفار ويخرج عن دائرة الدين لقوله لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض. وأشار إلي أن القرآن أعتبر قتل نفس واحدة كأنما قتل الناس جميعا لقوله من قتل نفسا بغير نفس أو فسادا في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا وذلك لخطورة هذه الجريمة.