تعني ماعت أشياء كثيرة للمصري القديم ويختلف مغزاها من نص إلي آخر ومن هذه المعاني البقاء بعد الموت أو الخلود, والعدالة والثواب والحكمة والحقيقة والنظام الكوني, وهي تعني كل معاني الخير حيث إنها ضد اسفت التي تعني كل معاني الشر. ومنذ الدولة القديمة كان لماعت دور جنائزي وارتبطت في متون التوابيت بطقسة فتح الفم وكذلك بالمعبودة امنتت ربة الغرب وأطلق علي جبانة طيبة اسم( ست ماعت بمعني مكان الحق وأطلق علي ماعت سيدة السماء التي تكون في الغرب وكانت توزن في كفة وقلب المتوفي في الكفة الأخري في محاكمة المتوفي وكانت تستطيع منح المتوفي دفنة طيبة كانت ريشة ماعت تصور علي الأثاث الجنائزي مثل التوابيت.عرفت طقسة تقديم ماعت في نصوص الدولة الوسطي, وأول منظر لها يرجع إلي ما بعد العام الرابع والعشرين من حكم الملك تحتمس الثالث وظهر هذا المنظر في صالة الاحتفال بالكرنك, وبدأ ظهورها في مناظر الأفراد خلال فترة الرعامسة. * وصورت مناظر بدورها في تبرئة المتوفي ويرمز تقديمها إلي التزام من يقدمها بالحق والعدل بالنسبة للملوك فصوروا يقدمونها غالبا في المعابد وذلك باعتبارهم سدنة العدالة في حكم مصر, غالبا كانت تقدم ماعت إلي المعبود الرئيسي في الموقع( معبد أو مقصورة) الذي صورت فيه هذه الطقسة. ويفسر أسمان تقديم الماعت إلي المعبودات بأن هؤلاء المعبودات يعيدون ما يوهب لهم حيث يقول الكاهن عند تقديم القرابين للمعبود رع: لقد رفعت ماعت إلي سيدها وأعطيت القرابين لمن خلقها. وتعني ماعت كل التقدمات المادية والعنوية, حيث تحيي بعها المعبودات ولذلك خلقوها, ووصفت بأنها الغذاء والشراب والهواء والدهن العطري والثوب, وجاء في أحد النصوص أن رب الشمس( رع) يعيش علي الماعت التي تغذيه وترويه, وارتبط بها رع حيث اعتبرت رفيقة وابنة له. يحملها الشخص الذي يقدمها بإحدي يديه ويسندها بيده الأخري وشكل العلامة عبارة عن هيئة ماعت كسيدة جالسة وعلي رأسها ريشة التي تربطها بالمعبود شو رب الهواء, وترمز هذه الريشة إلي الهواء وأنها ربة كونية وغالبا تمسك ماعت عنخ والتي ارتبطت بها حيث انه بدون ماعت لا توجد حياة وتجلس الربة علي علامة( نب) وتعني هذه الهيئة نب ماعت بمعني سيد ماعت الذي يمتلك صفات ماعت ويقصد به من يقدمها أو تعني كل العدالة. وفي مناظر محاكمة الموتي كانت تصور المعبودة ماعت بهيئة سيدة مغطاة الوجه حتي لا تري من يقف أمامها( كما نقول الان العدالة عمياء) لا تحابي أحدا فالكل أمامها سواء هكذا علم المصري القديم العالم قيم الحق والعدل الذي لا يحابي ولا يظلم أحدا ليتنا نتعلم من اجدادنا قيم العدل وعدم الاخرين لمجرد الاختلاف في الرأي فيجب معاقبة المخطيء فقط بالقانون دون تعميم الظلم ودون سفك الدماء, ولا أجد سوي الدعاء لله أن يحفظ المصريين جميعا وأن يحفظ مصر من الفتن وأن يحفظ دماء المصريين جميعا فنحن ابناء وطن واحد, وان يحفظ جيش مصر الذي اعتقد أنه مستهدف ويراد تدميره والقضاء عليه لكي تعربد اسرائيل في المنطقة وتبني دولتها الكبري وهيكلها المزعوم, وأدعو الجميع للحوار للخروج من هذا الكابوس الذي نعيشه فكفانا دماء, كفانا دماء.