شهدت الإسماعيلية أمس أحداثا دموية في أعقاب فض اعتصامي النهضة ورابعة حيث احتشد أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي أمام مسجد الصالحين واتجهوا نحو مجمع المحاكم وظلوا يلقون عليه الطوب والحجارة وتطور الأمر لاستخدام زجاجات المولوتوف وأحرقوا أجزء من المبني وحطموا بعض أثاثه عقب اقتحامه حيث تم صرف الموظفين سريعاً حتى لا يتعرضوا لأذى وألقت قوات مكافحة الشغب القنابل المسيلة للدموع بغزارة لتفريقهم وسط حالة من الكر والفر بينهم وبين من قاموا بأعمال العنف الذي لم يقتصر علي هذا المكان وإنما جري في أماكن أخري داخل نطاق المحافظة وبالتحديد في نقطة عين غصين التي تم حرقها ومحاولة منع قطار السويس الحربي من استكمال رحلته وإشعال النيران في سيارات الشرطة وقطع بعض الطرق الرئيسية لفترات متقطعة. وكانت المواجهات بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي ورجال الشرطة والجيش بالإسماعيلية قد أسفرت عن استشهاد 5 من القوات المسلحة بينهم ضابطان برتبة عقيد ومقدم وثلاثة جنود وقتل وإصابة 93 مدنيا في إحصائية أعلنت عنها مديرية الصحة التي وفرت سيارات الإسعاف لنقل الضحايا للمستشفي العام والجامعي وقد فرض الهدوء نفسه عقب تطبيق حظر التجوال بدقة من قبل الأجهزة الأمنية من السابعة مساء وحتى السادسة صباح اليوم التالي للحد من أي أعمال العنف والسلب التي قد يستغلها الخارجون عن القانون في مثل هذه الظروف الصعبة. وصرح اللواء محمد العناني مدير أمن الإسماعيلية أن هناك تنسيقا بين قوات الشرطة والجيش لتطبيق قانون الطوارئ وحظر التجوال لمواجهة أعمال التخريب التي حدثت من أنصار الرئيس المعزول في محيط مجمع المحاكم وبعض المنشآت العامة ومنها نقطة شرطة عين غصين. مشيراً إلي انه تم رصد العناصر المحرضة التي ساعدت علي إراقة الدماء ودفعت المتظاهرين للعنف والنيل من المواطنين السلميين وتخريب وإتلاف المنشآت العامة والخاصة وإشاعة أجواء الفوضى الخلاقة وعدم الاستقرار والحفاظ علي أمن وسلامة البلاد. وأضاف أنه لن يتم السكوت علي أي خروقات أمنية من شأنها إثارة البلبة وتكدير السلم العام وإحداث الفتن بين أبناء الشعب الواحد الذي لا يوجد فرق بين من يسمونهم بالفصائل الدينية أو المدنية ونتعامل مع الكل وفق آليات ثابتة والفيصل في عملنا هو تطبيق القانون. وأشار مدير أمن الإسماعيلية إلي أن المواطنين اندفعوا للشوارع والميادين للوقوف بجوار رجال الشرطة والجيش في مشاعر طيبة وأعلنوا عن رفضهم التام لأعمال الشغب التي نظمها أنصار الرئيس المعزول وشكلوا لجاناً شعبية في محيط محل إقامتهم وهذا شيء لابد من الثناء عليه. وأوضح أن سبب غلق طريق الإسماعيليةالقاهرة الصحراوي عند محطة التحصيل حتى لا تتسلل أي عناصر خارجة وهناك أكمنة ثابتة ومتحركة في محيطة ومعه باقي الطرق الرئيسية المؤدية للمحافظة حتى نضمن سلامة من يستخدم هذه المناطق الحيوية. وأكد أن حظر التجوال تم تنفيذه بدقة والهدف منه هو حماية المواطنين من المتجاوزين الذين يستخدمون الأسلحة النارية بشكل عشوائي ويسقط بين أيديهم الضحايا الأبرياء ويستهدفون العناصر الأمنية من جنود وضباط سواء كانوا من الشرطة أو الجيش. وفي سياق متصل عبرت القوي السياسية المدنية بالإسماعيلية عن ارتياحها الشديد للخطوات التي اتخذتها الحكومة لفض اعتصامي النهضة ورابعة العدوية بأقل خسائر ممكنة وأعادوا معها هيبة الدولة يعد أن سعي أنصار الرئيس المعزول للنيل منها وأشادوا بجهود رجال الشرطة والقوات المسلحة في التصدي لأعمال العنف وطالبوا منهم توفير الحماية الكاملة خلال الفترة المقبلة للشعب من العناصر المخربة التي تحاول أن تعيد عقارب الساعة للوراء مع سرعة ضبط حاملي الأسلحة النارية والبيضاء والقيادات المحرضة علي إراقة الدماء وأنهم سوف يكونون داعمين لجهودهم في مكافحة الإرهاب. رابط دائم :