حذر المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع، من تفشى الظلم وعدم إقامة العدل ، قائلا " إن من أخطر أسباب زوال النعم عن الأمم، أن يفشو فيهم الظلم وعدم إقامة العدل؛ فيأخذهم الله عزَّ وجلَّ بالسنين، ويبتليهم بالأمراض والفقر، ويجعل بأسهم بينهم". واستنكر المرشد – فى رسالته الأسبوعية اليوم الخميس - تهافت البعض على حصد الغنائم وتوزيعها وتحديد النسب، قبل استتباب الأمور، واسترداد الحقوق ومحاسبة المجرمين، قائلا "لقد تناسوا هؤلاء مع بدء الفعاليات السياسية المختلفة التي من المفترض أن تدعم حرية الشعوب وتقرير حقوقها المشروعة التي حُرمت منها لعقود، أننا أمام تحدياتٍ لا تقل أهميةً عن إسقاط الطغاة الظالمين، من بناء لبلادنا واستعادةٍ لحقوقنا المنهوبة ومحاكمةٍ للقتلة والمجرمين، واستعادةٍ لكرامة الوطن والمواطن، وبناء نهضةٍ حقيقيةٍ لبلادنا لتتبوأ مكانتها المستحقة". ودعا إلى التوحد على مصالح الأمة العليا، والترفع عن صغائر الأمور، وبذل قصارى الجهد، والسعى لاستحقاق نصر الله وتأييده، قائلا "فوحدتنا سر قوتنا، وحدتنا جميعًا مسلمين ومسيحيين، رجالاً ونساءً، شبابًا وشيوخًا، وكل التيارات والانتماءات السياسية على اختلاف توجهاتها ومشاربها، فعلينا جميعًا التوحد والتكاتف حول القضايا الكبرى للوطن والعمل على ازدهاره ونمائه وتقدمه". وأشار إلى أن المرحلة المقبلة تحتاج من الجميع أن يأخذوا بالأسباب على طريق النهضة والحرية والتقدم وتحقيق العدل والمساواة ونصرة المظلوم، حتى يتحقق وعد الله وتتنزل علينا بركاته ويتم علينا فضله ومنه. ودعا إلى احترام سنة التدرج التى هى من سنن الله الواضحة، والمهمة والواجب على الأمة مراعاتها وهى تعمل للنهوض والبناء بعد عقودٍ من الظلم والطغيان، لا سيما في هذا الوقت الذي تجذَّر فيه الفساد والإفساد والشرور المتنوعة، لافتا النظر إلى أن البعض يحسبون أن التغيير يمكن أن يتحقق بين عشيةٍ وضحاها، ويريدون أن يغيروا الواقعَ في طرفةِ عين، دون النظر في العواقب، ودون دراسة ووعى تام للظروف والملابسات المحيطة بهذا الواقع ودون إعدادٍ جيد والأخذ بأفضل الأساليب والوسائل، فعندما يحدث التدرج يألف الناس المستجدات ويتعايشون معها، وبعد أن يقتنعوا بها تتكون عندهم قناعات تدفعهم لتحقيق المعجزات".