مشروعات حياة كريمة ترى النور بقرية طنسا بنى مالو ببنى سويف لخدمة 112 ألف مواطن    بيراميدز يسعى إلى قمة الدوري المصري عبر بوابة مودرن سبورت    حالة الطقس اليوم الاثنين 25 أغسطس 2025    اليوم.. محاكمة 117 متهما بقضية "الخلية الإعلامية"    حسام حبيب: «هقف جنب شيرين لحد ما ترجع للساحة من جديد» (فيديو)    أنغام تتجاوز مرحلة الخطر.. محمود سعد يكشف التفاصيل    في شهر عيد مولد الرسول.. تعرف على أفضل الأدعية    أسعار مواد البناء اليوم الإثنين 25 أغسطس 2025    بخصومات تصل ل 50%.. محافظ بورسعيد يفتتح معرض "أهلا مدارس" بداون تاون العرب    "صحة سوهاج": ضبط معمل تحاليل مخالف للاشتراطات    نقل وزير الكهرباء للمستشفى إثر تعرضه لحادث سير.. وإصابة 4 أشخاص من موكبه    حبس المتهمين ببيع المواد المخدرة في المطرية    ترامب يستعد.. أول زيارة إلى إسرائيل منذ 8 أعوام    رسميا تنسيق المرحلة الثالثة 2025.. الكليات والمعاهد المتاحة أدبي والحد الأدنى المتوقع «قائمة كاملة»    وفاة المخرج عمرو سامي    مواعيد مباريات الدوري المصري اليوم الإثنين والقنوات الناقلة    بحماية قوات الاحتلال.. مستوطنون يهاجمون منازل المواطنين جنوبي الخليل في الضفة الغربية    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الاثنين 25 أغسطس    التطلع من نافذة الثانوية إلى آفاق الجامعة    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 25 أغسطس 2025 في القاهرة والمحافظات    عقاقير السمنة.. دور فعال في الوقاية من السرطان    اليمن.. ارتفاع حصيلة ضحايا الغارات الإسرائيلية على صنعاء إلى 6 قتلى و86 جريحًا    محافظ الدقهلية يوقف تاكسي شهرًا لمخالفة العداد ومطالبة راكب بزيادة    عاجل أول بيان رسمي حول حادث وزير الكهرباء    «مائدة الموت».. كيف حصدت الغيرة القاتلة 7 أرواح من أسرة واحدة في دلجا؟    إثيوبيا تفتح بوابات سد النهضة.. و"شراقي": البحيرة امتلأت والتخزين فى بحيرة ناصر مُطمئن- صور    "ظهور إمام عاشور".. رسالة خاصة من قناة الأهلي قبل مباراة المحلة (صور وفيديو)    وليد خليل: غزل المحلة يسير بخطى ثابتة ونثق في قدرات لاعبينا أمام الأهلي    نشرة التوك شو| إقبال كبير على "دولة التلاوة".. والأرصاد تكشف توقعاتها لحالة طقس الفترة المقبلة    باسم نعيم: نقرأ عن رفض العدو .. وحماس: نتنياهو يعرقل الاتفاق .. ومع التجويع والابادة أين الرد يا وسطاء ؟!    المكتب الإعلامي في غزة: 96% من سكان القطاع بلا مأوى وسط تفاقم الكارثة الإنسانية    من "ألسن" للسوشي.. مريم تغزو الشرقية ب"لفائف الأحلام" (صور)    سعر البطيخ والموز والمانجو والفاكهة في الأسواق اليوم الإثنين 25 أغسطس 2025    الجرام يسجل أقل من 4000 جنيه.. أسعار الذهب اليوم الإثنين 25 أغسطس 2025 بالصاغة    بثنائية فلاهوفيتش وديفيد.. يوفنتوس يبدأ الموسم بثنائية ضد بارما    وزير الرياضة يكشف كيفية تطبيق قانون الرياضة الجديد وموقف الوزارة من أزمة أرض الزمالك    «مستشهدًا ب الخطيب».. نجم الإسماعيلي السابق يطالب بحل مجلس نصر أبو الحسن    جيرو يمنح ليل فوزا قاتلا على موناكو    مزاد علني لبيع سيارات وبضائع متنوعة خاصة بجمارك مطار القاهرة    توقعات الأبراج حظك اليوم الاثنين 25 أغسطس 2025.. «الحمل» أمام خطوات جريئة تفتح له أبواب النجاح    إعلام سوري: أصوات انفجارات بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في العاصمة دمشق    جولة الإعادة ب انتخابات الشيوخ 2025.. الآن بدء تصويت المصريين في نيوزيلندا    نقابة الصحفيين: نتابع واقعة القبض على الصحفي إسلام الراجحي    الريحان والنعناع.. طرق طبيعية للتخلص من الناموس ولدغاته المزعجة    يفسد المظهر ويؤثر على تدفق المياه.. 3 مكونات لتنظيف الحنفيات من الجير والرواسب    باريس تستدعي السفير الأمريكي لدى فرنسا.. وصحيفة: يسير على خطى نتنياهو    أسرة "يسى" ضحية حادث الغرق بالإسكندرية تروى تفاصيل موجعة.. فيديو وصور    وكيل الصحة ببني سويف يتفقد وحدة الإسكان الاجتماعي الصحية بمنطقة ال 77 فدانًا شرق النيل    جامعة قناة السويس تبحث الخطط الدراسية واستعدادات انطلاق العام الجامعي الجديد    استشهاد المعتقل محرم فؤاد .."منصات حقوقية تدين استمرار نزيف الأرواح بسجون السيسى    السياحة والآثار تحسم الجدل حول أول يوم لدخول الجماهير المتحف المصري الكبير عقب الافتتاح الرسمي    حدث بالفن | وفاة ممثل والتطورات الصحية ل أنغام وأزمة شيرين وياسر قنطوش    حفل هيفاء وهبي في بيروت.. نجاح جماهيري وإبهار استثنائي    وصول طائرة تقل 146 عسكريا روسيا محررين من أسر أوكرانيا إلى مطار قرب موسكو    هل يحرم استخدام ملابس المتوفى أو الاحتفاظ بها للذكرى؟.. أمين الفتوى يوضح (فيديو)    وكيل وزارة الأوقاف: المولد النبوي فرصة للاقتداء بأخلاق وتعاليم النبي    هل يجوز نقل الموتى من مدفن لاخر؟.. أمين الفتوى يجيب    أفضل أدعية تعجيل الزواج.. تعرف عليها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القيم ودورها في بناء الوطن
نشر في مصر الجديدة يوم 14 - 07 - 2011


المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين
للقيم أهمية عظيمة في حياة الأوطان والمجتمعات بكل أطرافها، فالمجتمع الملتزم بالقيم، مجتمع يجمع بين الرقى والأمان، ويحظى بالاحترام والنهضة في آن واحد، وما ذلك إلا من ثمار هذه القيم، سواء كانت ما يعرف منها بالعليا : كالحق والحرية والعدل والصدق والأمانة والإحسان، التي تجعل من الفرد إنساناً سوياً مشاركاً في البناء بايجابية، ملتزماً بالحقوق والعدل بصدق و مسئولية، قائماً بحق الله وحق الناس في دافعية وذاتية، مبادراً بالعمل لنهضة وطنه وأمته، وهذا من أهم أسباب استقرار حياة الفرد ونمائه، يقول تعالى : (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة) النحل : 97 .
أو ما يعرف من القيم بالحضارية : كالشورى والمساواة والعمل والتعاون، التي تكشف عن مدى تقدم الأوطان، وتضبط سلوك أبنائها، سواء كانوا حكاماً أو محكومين، أنظمة أو شعوباً، حكومات أو مواطنين، فالتزام كل هذا الأطراف بالتعاون والوحدة، يجعل الوطن متماسكاً قوياً، تنتشر في ربوعه علامات الأمن، وتتمكن في جنباته آيات السلام، يقول تعالى : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) [المائدة : 2].
ميزان القيم :
إن ما نصبو إليه اليوم من وحدة الأمة وجمع لصفوفها، واحترام لإرادة الشعوب وممارسة لحقوقها، وتحقيق الأمن والاستقرار الاقتصادي لها، يستوجب علينا جميعاً، أن نتفق على التلاقي بصدق على ميزان عادل :
1. يعلو على العصبية والأنانية والفردية، روى أبو داود في سننه قول النبي e : «لَيْسَ مِنَّا مَنْ دَعَا إِلَى عَصَبِيَّةٍ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ قَاتَلَ عَصَبِيَّةً، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ مَاتَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ»
2. يرتب الأمور بما يصون للشعوب حقوقها المشروعة، في حدود القواسم والحاجات والمصالح والواجبات المشتركة،، إلى أفضل وأعدل الدساتير والقوانين الواعية النافعة، التي تحقق خيرَ الوطن والمواطنين، وخيرَ الإنسانية جمعاء .
3. يبني مستقبل مشرق لأوطاننا ومواطنينا، الذين أثبتوا للعالم عميق حبهم لبلدهم، بفطرتهم النقية، وعملهم بتعاليم دينهم، ووعيهم بمسئوليتهم في خدمة أمتهم بتجرد وإخلاص .
فلماذا لا نجهر بالميزان الذي يوحدنا، وهو في أيدينا ؟ ولماذا لا نبدأ بالعمل به وقد توحدت عليه قلوبنا ؟ يقول تعالى : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) [الحديد : 25]، وبهذا الميزان يستوي الكبير والصغير، والغني والفقير، والقويّ والضعيف، والقريب والبعيد، والصديق والعدوّ، ومن تحب ومن تكره، لأنه ميزان من عند رب الخلق والمخلوقات والأكوان الذى لا يظلم مثقال ذرة ولا يحابى أحدا ، ويقول سبحانه وتعالى ) آبَاؤُكُمْ وأَبْنَاؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ( يقول تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [المائدة : 8]، وهذا هو دين الله وشرعه، يقول ابن القيم : « إنّ الله عز وجل أرسلَ رسلَه، وأنزل كتبَه، ليقومَ الناسُ بالقِسْط، وهو العدل الذي قامت به الأرضُ والسماواتُ ؛ فإذا ظهرت أمارات العدل، وأشرق نوره بأيّ طريق كان، فثمَّ شرعُ اللهِ ودينُه» حتى أنه سبحانه - من استقراء سننه فى التداول - يقيم الدولة الكافرة العادلة ويزيل الدولة المسلمة الظالمة .
نحو تأصيل القيم :
أولاً : مساندة شعوب الأمة : في تحررها من الاستبداد والقمع والديكتاتورية، بعد أن تراجعت الوطنية والقيم على يد حكام يدّعون الحرص والعمل من أجلهم، في حين أن هذه الشعوب اكتشفت زيفهم الفاضح وخيانتهم الجلية، هذا من ناحية، ومن ناحية أخري في تحررها من كل أوجه الاحتلال والهيمنة والتقسيم والتخريب والفوضى، خاصة بعد ما أعلنه خبراء المشروع الأمريكي الصهيوني، من أن الحرب القادمة ستكون ثقافية، أي بمعني العمل على انحسار القيم، ولذلك فإن من مهامنا الحاضرة إعادة النظر بقيمنا وإعادة صياغتها وفق الثوابت التي لا يختلف عليها اثنان، بحيث تضمن تربية الجيل بشكل سليم يعيد له حيويته وقدرته على العطاء والعمل، من أجل حماية حقوق الأمة.
ثانياً: إعلاء شأن الوطن : وليس ثمة طريق للنهضة إلا بالالتزام التام بالتجمع حول القيم الثابتة، من وحدة الصف، والعمل والإنتاج، والصدق والأمانة، واحترام إرادة الشعوب، وغرس الحرية والعدالة، مما يجعلنا نقول لمن أحسن أحسنت، ولمن أساء أسأت ونقدم له الصواب، ونحثه على تطبيقه، وأما من أبطأ وتأخر فندفعه ونساعده ونرشده وندعو له، وهذا من ثوابت الإخوان المسلمين، وهم يشاركون الوطنيين في بناء مصر الحبيبة، )وتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ والتَّقْوَى ولا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ والْعُدْوَانِ ( (المائدة : 2)
ثالثاً: التصدي لأعداء الأمة: الذين يفاخرون بأنهم كانوا أساسيين في تلاشي العراق كقوة إقليمية وبلد متحد ومن يرفعون شعار " لا سلام مع الفلسطينيين لسنوات عدة"، وكلها تعتمد على ضعف الأمة وليس على قوة أعداءها. وإنما قوة الأمة في التزامها بالقيم، يقول الله تعالى : (وأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ ومِن رِّبَاطِ الخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وعَدُوَّكُمْ وآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ) الأنفال : من الآية 60، ولا أدل على ذلك من القرصنة الصهيونية تجاه قافلة الحرية (2)، متحدية ممثلى 44 دولة من أنصار الحرية مسلمين ومسيحيين ويهود جاءت لرفض تجويع أهلنا بغزة، بل وصل الإجرام في الضغط على اليونان لمنع إبحار قافلة الحرية، مخالفة في ذلك كل العهود والمواثيق الدولية، بل وصل الأمر لتخريب بعض سفن القافلة .
إننا جميعاً في أمس الحاجة لإعلاء منظومة القيم الأخلاقية التي تقودنا نحو مستقبل مشرق لأمتنا ولشعوبنا ولنستعيد أمجادنا التي أهدرها الظلم والطغيان الذي تعرضنا له على مدى سنوات طوال. لنتعاون جميعاً على ترسيخ هذه القيم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.