كانت الحملة العنيفة التي شنت ضد الحجاب، الدافع وراء قيام مصممة أزياء، لتنظيم مسابقة "ملكة جمال الحجاب"، والتي سيعلن عن نتائجها النهائية، يوم السبت المقبل، حيث سيقام حفل توزيع الجوائز، بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة. وتضم لجنة التحكيم، عددًا من الخبراء في مجال الجمال والموضة والإعلام، حيث تقدم للمسابقة 1500 فتاة علي "الفيس بوك"، تم اختيار 300 فتاة منهن فقط، خضعوا لمعاير وضعتها إدارة المسابقة، ليصل منهن 30 فتاة للتصفيات النهائية، دخلوا معسكرًا مغلقًا، تحت إشراف منظمي المسابقة، ليتم اختيار 10 فتيات فقط ستتوج إحداهن بلقب ملكة جمال الحجاب. وقالت مصممة الأزياء آية محمود، وصاحبة فكرة تنظيم مسابقة ملكة جمال الحجاب، إن الفكرة راودتها، بسبب الحملات التي شنها البعض، وطالب فيها نساء مصر بخلع الحجاب، وأشهرها الحملة التي قادها الكاتب الصحفي شريف الشوباشي، والتي وصلت لتنظيم مظاهرة في ميدان التحرير للمطالبة بخلع الحجاب، وهو ما دفع عددا كبيرا من الفتيات المصريات في مختلف الأعمار لخلع الحجاب. وأضافت أية في تصريحات ل "بوابة الأهرام"، إن المسابقة تحمل رسالة واضحة، وهي محاربة الدعوات، التي يشنها البعض للمطالبة بخلع الحجاب، وهي دعوات الغرض منها النيل من المسلمات ، والإساءة للدين الإسلامي، مشيرة إلي أنه بعد ثورة 1923، ظهرت دعوات مماثلة دعت لها هدى شعراوي، التي طالبت بخلع المرأة النقاب. وأوضحت أيه إلي أن المسابقة تم تنظيمها قبل عامين، وكانت على مستوى محافظة القاهرة فقط، ولكن بسبب النجاح الذي حققته المسابقة، تقرر تنظيمها للمرة الثانية هذا العام، وذلك من أجل توصيل رسالة واضحة لكل فتاة مصرية، أن الحجاب زينه وعفة. وأكدت منظمة المسابقة، إن هناك معايير وشروطًا صارمة، تم وضعها لاختيار العشرة فتيات، الذي سيخوضن التصفيات النهائية، وذلك خلال دخولهن للمعسكر التأهيلي لمدة يومين، والذي تم خلاله تدريبهن علي فن الإيتيكيت والتنمية الذاتية والعلاقات الأسرية وأسلوب التصوير أمام الكاميرا. وطريقة عمل ماكياچ مناسب للمحجبات، وتعليم طرق لارتداء الإيشارب، وكيفية تحقيق الأهداف بالرغم من تحديات الظروف،وذلك على أيدي متخصصون،قاموا بتصفية الفتيات ل 10فقط. وأوضحت إن معايير الاختيار كانت سرعة استجابة الفتيات، و التزامهن بمواعيد الصلاة والآداب الإسلامية ومظهرهن المحتشم ومدى ثقافتهن الدينية والاجتماعية، مشيرة إلي أنه كان من ضمن أعضاء اللجنة التي تولت اختيار الفتيات، الداعية الإسلامية أمل صلاح، والاستايليست نشوى لطفي، ومروى نور الدين رئيسة تحرير إحدى المجلات المتخصصة في الحجاب ، والمذيعة مروة سلام بقناة أزهري ، والإعلامية إيمان رياض . وستتكون لجنة التحكيم، خلال المسابقة النهائية، لاختيار ملكة جمال الحجاب، سهير رمزي وإيمان رياض ،ومنى عبد الغني وأمينة شلباية ، بالإضافة لمشاركة ورأي الجمهور من خلال "الفيس بوك" و من خلال أيضا التصويت على ورق يحمل صور الفتيات . وقالت رانيا رشدي 24 عاماً، والتي وصلت للتصفيات النهائية علي الرغم من إصابتها "بإعاقة في ساقيها"، وقد امتلأت عيناها بنظرات التفاؤل،، أريد أن أوصل رسالتين للعالم أولهما أن الحجاب لا يفقد الفتاة جمالها بل يبروزه ويظهره أكثر، وثانيهما أن الإعاقة الحقيقية في العقل وليست في الجسد، مضيفة: فأنا أحب تصميم الأزياء والتجميل خاصة للمحجبات ، وأحلم أن أكون عارضة أزياء وأنا استند على "مشاية" . وأكدت سمر الشيشتاوي 26 سنة، إحدي المتسابقات أنها لا تقبل أن تكون شخصية عادية في المجتمع ، مشيرة إلي أنها اعتادت دوماً أن تسبح ضد التيار ، ولديها إيمان بالله في أن يكون غدا أفضل من اليوم ، وأن تحقق ذاتيها وأحلامها وتسير في درب الحياة بمنتهى الشجاعة حتى تحقيق أهدافها. أشارت رانيا يحي 26سنة التي تخوض المسابقة النهائية: أعشق فكرة عمل المرأة واعتمادها على نفسها وتحدي الظروف التي قد تثنيها عن استكمال مشوار حياتها بنجاح ، ولقد أعجبني الهدف من وراء مسابقة ملكة جمال المحجبات في مواجهة دعاوى خلع الحجاب وجذب الفتيات إليه، مشيرة إلي وجود مستويات اجتماعية داخل مصر وفي الدول الأوروبية آنه ينظر للحجاب علي أنه تخلف، ونحن نريد أن نثبت عكس النظرية، فالحجاب تحضر واحترام.