دعت الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، الأطراف المعنية في الدول الأعضاء في المنظمة والمجتمع الدولي إلى تخصيص موارد ملائمة، وإطلاق مبادرات لسياسات مؤسسية فعالة، لتمكين المرأة من استخدام قدراتها وطاقاتها، باعتبارها عاملا فعالا في التغيير وتحقيق التنمية المستدامة، كما دعت الهيئة الدول الأعضاء إلى متابعة توصيات المؤتمرات الوزارية للمنظمة حول دور المرأة في التنمية. وأكدت الهيئة مجددا، – في رسالة وجهتها إلى الدول الأعضاء بمناسبة اليوم العالمي للمرأة - أن الإسلام قد أرسى في تعاليمه قواعد المساواة الروحية والجوهرية المقيدة بين الرجل والمرأة، حسب احتياجات كل منهما وظروفه. كما أن التاريخ الإسلامي حافل بوقائع، تميزت فيها المرأة على الرجل في سعة الاطلاع وعليه نهضت بدور فعال في تنمية مجتمعاتها المختلفة، ويشار في هذا الصدد إلى أن فاطمة الفهرية وهي امرأة مسلمة نبيلة، أسست جامعة القرويين في المغرب في 859م وهي إحدى أقدم الجامعات في العالم. وتشكل المرأة نصف سكان العالم، وبالرغم من زيادة التأكيد العالمي لأهمية تمكين المرأة، ما زالت هنالك حاجة لكثير من الجهود لتمكينها من التمتع بحقوقها المستحقة، وشراكتها المتساوية في التخطيط والتنمية لمجتمعات منصفة. وتؤكد الهيئة، أنه لا معنى لأي تمكين للمرأة، بدون استثمار في تعليمها وتحريرها ودراسة إمكانية التمييز الإيجابي، إن دعت الضرورة لذلك. ويذكر، أن الهيئة منذ إنشائها، اعتمدت حقوق المرأة من بين مجالات عملها ذات الأولوية القصوى. وقررت الهيئة في إطار جهودها المبذولة لتعزيز حقوق المرأة في الدول الأعضاء في المنظمة وخارجها، أن تعقد نقاشا موضوعيا حول "أثر تمكين المرأة على التنمية المستدامة في الدول الأعضاء" وذلك خلال الدورة التاسعة العادية القادمة للهيئة، المزمع عقدها في جدة في مايو 2016م. وأكدت الهيئة مجددا استعدادها للعمل مع الدول الأعضاء في المنظمة والمجتمع الدولي، من أجل تمكين المرأة من خلال تبادل أفضل الممارسات والخبرات الفنية في هذا المجال.