أكدت الكاتبة عبلة الرويني رئيس تحرير صحيفة "أخبار الأدب" أنها تملك الكثير من رسائل تبادلتها مع الكاتب المسرحي السوري الراحل سعد الله ونوس، مشيرة الى أنها ستبدأ تصنيف هذه الرسائل وإعدادها للنشر في كتاب مستقل. وكانت الرويني قد نشرت في العدد الأخير من أسبوعية "أخبار الأدب" مجموعة من رسائل سعد الله ونوس إليها تدور موضوعاتها حول فهم أعمق لهزيمة 1967، ومسألة المشروع الناصري، ويسجل فيها ونوس رؤاه حول دور المثقف التنويري ضاربا المثال بنموذج المفكر المصري لويس عوض، كما سجل انطباعات حول المهرجانات المسرحية التي شارك فيها ومنها مهرجان قرطاج المسرحي ويطالب ونوس الماركسيين العرب بمراجعة موقفهم من الليبرالية والفكر الليبرالي كما يتأمل كارثة حرب الخليج الأولى بعد اجتياح صدام حسين للكويت. وفي الرسائل، أيضاً، شكوى مريرة من طريقة المخرج العراقي جواد الأسدي في معالجة مسرحية 'الاغتصاب' لونوس، 1990، وقالت الرويني: لدي رسائل كثيرة أرسلها لي ونوس في مراحل زمنية مختلفة تشير إلى تصوراته العميقة بشأن الكثير من القضايا التي أرقته كمثقف عضوي، لكن نشرت مجموعة منها في أخبار الأدب كتحية للثورة السورية التي تجري وقائعها الآن وبهدف دعم المثقفين هناك في حربهم ضد الاستبداد. ولفتت رئيس تحرير أخبار الأدب إلى أن بعض رسائل ونوس انطوت على آراء للراحل في شخصيات عربية شهيرة وأكدت أن الرسائل لن تنشر كاملا من دون أن تقوم بتوثيقها وكتابة هوامش تكشف عن زمن وظروف إرسالها. ونشرت عبلة الرويني قبل سنوات كتابا كرسته بالكامل حول مسرح ونوس بعنوان "حكي الطائر". سعد الله ونوس، (1941-1997) مسرحي سوري. وكان أول مسرحي عربي يقوم بكتابة الرسالة الدولية في اليوم العالمي للمسرح 27 مارس 1996. وتم تكريم سعد الله ونوس في أكثر من مهرجان أهمها مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي ومهرجان قرطاج وتسلم جائزة سلطان العويس الثقافية عن المسرح في الدورة الأولى للجائزة في 15 مايو 1997. توفي ونوس بعد صراع طويل استمر خمس سنوات مع مرض السرطان ومن أعماله الشهيرة "الفيل يا ملك الزمان، الملك هو الملك، طقوس الإشارات والتحولات، منمنمات تاريخية، أحلام شقية، الأيام المخمورة"، وقدمت أعماله على المسرح المصري وحققت نجاحًا كبيرًا.