انتقد كل من الكاتبة الصحفية عبلة الرويني والشاعر شعبان يوسف الشاعر العراقي سعدي يوسف، وقصيدته التي نشرها بجريدة القدس العربي ضد الثورات العربية «أي ربيع عربي»، ففي حين وصفت الرويني قصيدته ونظرته فيها للشعوب العربية بأنها أسيرة للعبة أمريكية، وتسيطر عليها نظرة عبثية وقديمة، وأن هذه القصيدة علي إساءتها لا تمحو تاريخه، أكد شعبان يوسف أن هذه القصيدة وما سبقها من أفعال لسعدي يوسف تمثل إنحدارًا مثقفًا، فالقصيدة ركيكة، ومؤذية لما تحمله من اتهام لثورات العربية بالعمالة إلي أمريكا. فرضت قصيدة سعدي يوسف نفسها علي مناقشات الندوة التي نظمتها "ورشة الزيتون" للاحتفاء بالمسرحي السوري سعد الله ونوس، التي قال فيها شعبان يوسف عن مسرح ونوس: رغم ماركسيته، كان لديه وعي عال باللعبة الفنية من البداية، ونحن هنا اليوم نندد كمثقفين مصريين بالأحداث الجارية الآن في سوريا، وقد أصدرنا بيان لشجب الممارسات الفاشية ضد الشعب السوري الأعزل، ونتضامن فيه مع مطالبه المشروعة. قال الدكتور محمد عبد المطلب: لم أقرأ سعد الله ونوس قراءة كاملة، ولم أقابله، ولكني أذكر صديقي كمال أبو ديب، حين حكي لي أنهم كانوا في دمشق يقدمون مسرحية "رأس المملوك"، وإذا بالمسرح كله رجال أمن، فقال أبو ديب لونوس: سأنسحب، فرد عليه ونوس قائلا: أنت معي، ومن يصاحب سعد الله ونوس لا يهاب الأمن، وكانت المفاجأة أنه مع انتهاء المسرحية صفق الجميع بمن فيهم رجال الأمن، رغم أن المسرحية كانت تهاجم السلطة وحافظ الأسد. وأكد أن ما نعايشه الآن في العالم العربي هو من نبوءاته سعد الله ونوس، وقال: لقد كشف هذا الرجل زيف السلطات جميعا، ولو أنه كان الآن علي قيد الحياة، كان ليقول: أنا رب هذه الثورات جميعا. من جانبها قالت الكاتبة الصحفية عبلة الرويني: سعد الله ونوس كان يهدف في مجتمع الخرافة والتخلف إلي تحرير الإنسان من الدوامة التي يعيشها، وقد كان مشروعه مشروعا ديموقراطيا مؤسسي لفكرة الحوار، التي تظهر جلية في مسرحياته، التي انشغل فيها بالعلاقة بين الحاكم والمحكوم، ثم تطورت بعد ذلك إلي تغيير للمجتمع كله، وكان طموحه أن ينجح في تغيير الإنسان. أما الدكتور محمود نسيم، أستاذ النقد بأكاديمية الفنون فقال: الثورة عند ونوس كانت نوعا من التمرد، لم يؤسس للثورات العربية، ولكنه ساهم بجزء كبير في كتابات جيله المتمردة التي تحدثت عن عبسية النظام، ويمكن القول أن ونوس هو النقطة المركزية في كل تجارب الستينيات المسرحية، وقد تأثر كثيرا بكلمة كارل ماركس، حين قال: المركز لم يعد صامدا، والمقدس أصبح مدنسًا، وكل ما هو صلب أصبح يتبدد ويتحول إلي أثير.