حذر رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف، من تورط دول منطقة الشرق الأوسط في الصراع في سوريا ومن أي تدخل بري أجنبي في تلك الدولة التي دمرتها الحرب الأهلية المستمرة منذ خمس سنوات. وأكد ميدفيديف - في حديث أدلى به ل "سبوتنيك" عشية مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن الدولي الذي ينعقد في هذه المدينة الألمانية يومي 12 و13 فبراير الحالي، حرص روسيا على مساعدة الشعب السوري على تحرير بلاده من تنظيم "داعش" الإرهابي.. وقال هدفنا مساعدة الشعب السوري على تحرير بلاده من إرهابيي داعش وليس إشعال حرب جديدة هناك. ونوه ميدفيديف إلى أن روسيا "تقترح التنسيق على جميع الذين لهم استعداد لمواجهة داعش بمن فيهم المعارضة الوطنية والجيش السوري الحر.. محذرا من خطورة ما يجري في سوريا التي تشهد حربا، وان ينجرّ مزيد من بلدان الشرق الأوسط إلى الحرب،مؤكدا أنه يجب وقف ذلك". وقال رئيس الوزراء الروسي إنه من الواضح أن الضربات الجوية وحدها لا تكفي لهزيمة الإرهابيين بشكل كامل. ولكن قبل اتخاذ القرار بإدخال قوات برية ضمن تحالف دولي تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية، يجب التأكد مما إذا كان الشعب السوري بحاجة إلى ذلك، مشيرا إلى أن "القوات الحكومية السورية تقاتل الإرهابيين على الأرض"..على حد وصفه. وتابع، في إشارة إلى عدم جواز تنفيذ قوات أجنبية لعملية البرية بدون موافقة الشعب السوري: وقال إنه في هذه الحالة يمكن أن تؤدي العملية إلى تعقيد أكثر للأمور وسقوط المزيد من الضحايا والقضاء على الظروف المتبقية لحل النزاع السوري بالطرق السياسية. وأضاف أنهم في روسيا يعتقدون أنه من الضروري أن تستند محاربة الإرهاب على القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة"..وفي الوقت نفسة شدد على ضرورة احترام سيادة الدول التي في تدخل في منطقة النزاع". وحول وجود قوات روسية في سوريا قال رئيس الوزراء الروسي إن قوات الدفاع الفضائي الروسي (فرع بالقوات الروسية يتضمن القوات الجوية والصاروخية والدفاع الجوي) في سوريا بناء على طلب من السلطات القانونية في البلاد. وأن الهدف منها – على حد قوله - هو مساعدة الشعب السوري تخليص بلادهم من متشددي داعش.. وليس التسبب في اندلاع جديدة هناك. وأن إيران، التي يتم التنسيق معها ، تساعد أيضا سوريا بناء على طلب الحكومة هناك.. مضيفا أن هذا هو نوع من التنسيق تقدمه روسيا لكل من هو مستعد للوقوف ضد داعش، بما في ذلك للمعارضة الوطنية، والجيش السوري الحر. وأضاف أن روسيا دعت لوضع الخلافات جانبا والتوحد ضد داعش منذ اللحظة الأولى لبدء الأزمة السورية، ولكن هذا الجهد تمت عرقلته بسبب طموحات الولاياتالمتحدة وحلفائها، والأهم من ذلك أن فكرة تقسيم الإرهابيين إلى سيئين وغير سيئين هي فكرة سيئة للغاية. الآن السوريون يدفعون ثمن ذلك. والأوروبيون، الذين قبلوا أكثر من مليون مهاجر إلى بلدانهم. ويجري جر المزيد والمزيد من الدول في الشرق الأوسط إلى الصراع وأن ذلك يجب أن يتوقف. وحول علاقة روسيا بحلف الناتو قال ميدفيدف إنه يبدو أنه يطيب لزعماء العالم الغربي وقادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) أن يتحدثوا عن التهديدات الروسية المزعومة وتقديم روسيا في قالب "الغول المارد".